قالت: حينما ارتبط بزوجي كان يقيني كبير في قدرته على إسعادي وتحقيق ما كان ينقصني وهو الاستقرار العاطفي والأمان الاجتماعي وإشباع أنوثتي وتكوين مملكة خاصة بنا ومع معايشتي له طوال سنوات لازمني فيها ولم يفارقني عرفت كيف أتعامل معه واتحايل عليه مرة ويتحايل علي مرات .
فنحن ولله الحمد نعيش حياتنا في سعادة رغم مرورنا بمشاكل مختلفة ولكننا تغلبنا عليها بحبنا الصادق وبالتفاهم فهو إنسان لا تعرف الإساءة ولا التجريح ولا الاهانه طريقهم في تفكيره…وأنا أثق به ثقتي بنفسي وهو جدير بحبي الذي تسرب إلى ظاهر وباطن حياتي حبي الذي أترجمه من خلال أقوالي وأفعالي وتصرفاتي كما أن الحب بالنسبة له ليس مجرد كلام وتصريحات وشعارات فكان يبادلني نفس إحساسي ويعرف طباعي،ويفهمني،ويدرك الكثير من أخطائي،ويساعدني على أن أتخطاها،ويغفر لي تقصيري وهفواتي لأنه يعلم بأن مشاعري لا تنبض إلا به ومعه ،كما إن تصرفاتي ولمساتي الصغيرة قبل الكبيرة تبرهن له ذلك ولم أتنازل عن حقوقي ولم أقصر يوما في واجباتي فالشعور متبادل لقد تعودت أن اصمت لحظة انفعاله حتى يهدأ، أو أتخير الوقت المناسب لأي حوار أو لاتخاذ أي قرار احتضنه أيام حزنه وافرح لساعات سعادته وأشقى لشقائه،وأتحمل ظروفه وأوقات شدته وأزماته وبالمقابل فأنا لا أعطي الحق لحبي بأن يشك فيه،ويحاصره ويقلقه فيما يقوم به أو يقوله فكنت بكل الرضا احترم رغبته في الانفراد بنفسه لعلمي بأنه مرهق وفي حاجة للسفر والموقف يستدعي بعض التنازلات،ليعود بعدها أكثر هدوءاً وسعادة ونشاطاً وأتلهف لرؤيته وكلي شوق وحنين وثقة بأني كنت الوجه الوحيد الذي سكنه بين مئات الوجوه التي شاهدها،وأعرف بأن الفرحة تسكنه والحنان يغمره ونظراته تسبقه لرؤيتي، فالزواج تضحية ونضوج ووعي وتكوين أسرة بما تحمله هذه الكلمات من تبعات فنحن لا نأكل ولا نلبس ولا نشتري التزامنا ولا متطلباتنا ولا نتداوى ولا ندرس بالحب ولكن نشتريه بالمال والذي يأتي بالعمل والعمل الجاد،ويأتي الحب ليسامح ويسد الثغرات ،ويكافئ ويعوض،ويعلم الصبر والتحمل والرضا والقناعة لحظتها نصل إلى قمة الرومانسية وهناك الكثير من الطرق التي تعلمتها حتى أكسب فيها قلبه فالوداعة والأنوثة ترضي شوقه للحياة الهادئة واهتمامي بكل ما يهتم به سواء بكلمة مختصرة أو لفتة صغيرة ونظرة عين وخطوة قدم أبادر بها استأثرت على تفكيره وملئت حياته سعادة ، فأي زوج مهما كان صغيراً أو كبيراً،وسواء كان من الطبقة الكادحة أو المتوسطة أو المخملية،فهو في النهاية رجل … يكون أكثر سعادة عندما يشعر باهتمام زوجته ورعايتها له وتفقدها وبحثها عن كل ما يسعده ويسعدها،وإن تهيئ الجو المريح البعيد عن المشاكل والمشاحنات وأي رجل يحرم من ذلك يتمنى من أعماقه أن يعيش مع زوجة واعية ومتفهمة وناضجة، راعية له ولأولاده ولمنزله.
أميمة عبد العزيز زاهد
من مواليد المدينة المنورة مدربة تربوية ومستشارة إعلامية لديها العديد من المؤلفات الاجتماعية معروفة بكتاباتها الرومانسية والواقعية المؤثرة في مجتمعها خاصة من الجيل الجديد.