كتبت : هبة عبدالفتاح
- خطط وبرامج لجلب 100 مليون سائح بحلول 2030
- 30 مليار دولار استثمارات عالمية في قطاع السياحة بالمملكة
- أكثر من 30 مليون تذكرة باعتها 56 دار عرض سعودية في أربع سنوات
- مواقع الترفيه السعودية باتت ضمن الأفضل في المنطقة على مواقع السفر
- فعاليات رياضية وفنية عالمية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط
- التأشيرة السياحية الجديدة تبشر بنقلة نوعية كبيرة في قطاع السياحة في 2022
- مواسم السعودية تجذب ملايين السائحين والزائرين بآلاف الفعاليات الترفيهية المحلية والعالمية.
أن تقضي عطلتك بين جنبات المملكة؛ يعني أنك ستكتشف العديد من الآفاق المدهشة للتنوع الطبيعي والازدهار الحضاري التي تشبع إحساسك بكل ما في الطبيعة من جمال وخيال وتتيح أمامك الكثير من الأفكار لقضاء أحلى العطلات.. من تسلق الجبال، وركوب الدراجات بين ظلال الأشجار، إلى رحلة في أعماق البحار بمياهها الصافية والممزوجة بألوان المرجان، مروراً برمال الصحراء الذهبية، فضلاً عن الموقع الاستراتيجي الفريد الذي أغنى المملكة بظلال التاريخ وآثار الحضارات المتعاقبة، فمن المتاحف الأثرية ومقتنياتها التاريخية، إلى المهرجانات التي تحيي التراث المحلي بلوحات تحكي قصصاً لا يمكن نسيانها.
وقد اهتمت رؤية المملكة ببرامج الترفيه المتنوعة وبصناعة السياحة، والتي حددت مؤشرات أداء مواكبة لمستهدفات 2030 لرفع عدد الزيارات السنوية إلى 100 مليون زائر بحلول عام 2030، وتوفير مليون فرصة وظيفية، وزيادة 10% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة. ونجحت الهيئات المعنية في جعل المملكة نقطة جذب لحركة السياحة الترفيهية والتراثية والثقافية على مستوى الشرق الأوسط، ووضعتها على خريطة السياحة العالمية، عبر استضافة فعاليات رياضية عالمية للمرة الأولى بالمنطقة العربية، توازياً مع الحراك الثقافي والفني الذي نجحت الهيئة العامة للترفيه في تأسيسه.
ويشهد القطاع السياحي بالمملكة خلال 2022 نموًا متسارعًا؛ بفضل خطط النهوض بالقطاع، وتتوقع المملكة جذب 50 مليون زيارة سياحية، في ظل مساعيها للعودة إلى الترويج لوجهاتها السياحية محليًا ودوليًا بعد أن أعاقها وباء كورونا. وتهدف أن يشكل قطاع السياحة أكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العام الجاري، مقارنة بـ 3.5% في 2019.
كما أعلنت جهات استثمارية عالمية عن استثمارها لأكثر من 115 مليار ريال في القطاع (30 مليار دولار)، ما يؤكد ثقة العالم في متانة السوق السعودي وفرصه الواعدة. ولعل بدء المملكة في منح التأشيرات السياحية الجديدة لمجموعة من الدول العالمية، في إطار حرصها على المضي قُدمًا بعجلة النمو الاقتصادي، واحدًا من العوامل التي تدفعنا إلى القول إن السياحة في المملكة خلال 2022 سوف تشهد نقلات نوعية.
كما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس إدارة نيوم في مارس 2022، عن إنشاء “تروجينا” الوجهة العالمية للسياحة الجبلية الجديدة في إطار خطة نيوم واستراتيجيتها للإسهام في دعم وتطوير القطاع السياحي في المنطقة.
مواسم السعودية
وقد أُطلِقَت “مواسم السعودية” وغطت معظم مناطق المملكة ونجحت في جذب الملايين من الزائرين، موزعة بين موسم الشرقية بنحو 3 ملايين زائر، وموسم جدة بنحو 9 ملايين زائر؛ وفي موسم الطائف جذب 2.5 مليون زائر، وتمكن موسم الرياض من الوصول إلى 10.3 مليون زائر و206 آلاف سائح. وتشمل فعاليات كل موسم أكثر من 7500 يوم فعالية، ونحو 10 معارض عالمية، وأكثر من 350 عرضًا مسرحيًّا، إضافةً إلى معرض ومزاد سيارات عالمية، وأكثر من 70 مقهى، و200 مطعم، وبطولة ألعاب إلكترونية، وأكثر من 100 تجربة تفاعلية. وقد حقَق موسم الرياض في يناير 2022، خلال 100 يوم، أرقامًا استثنائية غير مسبوقة، حيث تخطى عدد الحضور حاجز الـ 10 ملايين زائر ومليون سائح في مناطق وفعاليات الموسم.
منظومة سياحية متكاملة
كما وافق مجلس الوزراء السعودي في أغسطس 2022على نظام السياحة الجديد في المملكة، ليكون ضمن منظومة التحسينات والتطوير للبيئة التنظيمية والتشريعية لقطاع السياحة، ومواصلة مسيرة تطويره، بما يسهم في تنمية السياحة الوطنية وجذب الاستثمارات لهذا القطاع. وقد تم بناء منظومة السياحة ممثلة في إنشاء وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة وصندوق التنمية السياحي ومجلس التنمية السياحي ومجالس المناطق، كما تم تعديل أنظمة التراخي لضمان وجود منافسة عادلة تسهم في جذب استثمارات نوعية، وتوفر تجربة مميزة للسائح والزائر.
سياحة الآثار … تروي أروع القصص
تزخر المملكة العربية السعودية بعدد من المواقع الأثرية التاريخية التي تدل على قدم وعراقة هذه المنطقة والتي تروي أروع القصص عبر العصور التاريخية المختلفة، حيث تمتلك المملكة ارثاً حضارياً عريقاً موغلاً في القدم يمتد منذ العصور الحجرية القديمة مروراً بالعصور التاريخية والاسلامية بالإضافة الى أجمل المناطق المزدهرة حضارياً وعمرانياً والمتمثلة في القصور والحصون والمنشآت العسكرية والدينية القديمة والمقتنيات الأثرية، وأروع اللوحات والنقوش التي ابدع بها القدماء في عدد من المناطق المنتشرة في أرجاء المملكة.
مدائن صالح…ملحمة الحضارة الانسانية تبوح بأسرار تاريخ ألف عام
مدينة الحجر أو مدائن صالح، تقع في محافظة العُـلا، وتحتل موقعاً استراتيجيا على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر. وفي 2008 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة أن مدائن صالح موقع تراث عالمي، وبذلك يصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي (يونسكو).
الدرعية القديمة… تنافس سور الصين
لم تعلم البيوت الطينية والآثار التاريخية التي تملأ الدرعية القديمة (شمال غربي الرياض) أنها ستدخل يوماً ما بوابة العالمية، وتحجز رقماً على لائحة الانتظار في قائمة التراث العالمي، المعترف بها من قبل منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، لتزاحم سور الصين العظيم، وتشارك أهرامات مصر الفرعونية على اقتسام كعكة السياحة العالمية.
جدة التاريخية… روعة الفن المعماري
نظراً لقيمتها التاريخية والعمرانية يضعها المتخصصون في مقدمة المدن التي يتمثل فيها بوضوح الطراز العمراني المتميز لحوض البحر الأحمر، حيث يتسم العمق التاريخي لمدينة جدة فيما يسمَّى حاليًا بمنطقة “جدة التاريخية”، والتي تضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة، من أبرزها المساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد، مثل: (مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع الحنفي)، وسورها التاريخي.
وقد أعلن صاحب الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد في سبتمبر 2021، إطلاق مشروع “إعادة إحياء جدة التاريخية” ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية الذي يهدف إلى تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون مركزاً جاذباً للأعمال وللمشاريع الثقافية، ومقصداً رئيسًا لروّاد الأعمال الطموحين.
السياحة الطبيعية.. تجربة فريدة لمحبي المغامرة
من الصحراء المفتوحة على المدى بكثبانها وأوديتها إلى صفاء سمائها المزينة بالنجوم كالمصابيح، إلى المرتفعات الجبلية التي تزهو بنباتاتها وزهورها ووديانها وينابيعها، إلى الشواطئ البحرية والجزر المنثورة كحبات اللؤلؤ؛ هذه هي الطبيعة المتنوعة في المملكة.
العيون والينابيع
تكثر العيون والينابيع الدائمة والموسمية في عدد من مناطق المملكة، وتعتبر مصدرًا لمياه الشرب والزراعة، وتجلب الزائرين للتمتع برؤية مياهها المتدفقة، وبالبيئة الطبيعية الصخرية والنباتية المحيطة بها، كما يجد فيها البعض فرصة للسباحة والترويح، بالإضافة للعلاج في الينابيع الحارة التي تمتاز بخصائص طبيعية فيزيائية وكيميائية. ومن أشهرها عين سمحة وعين أم خيسة وعين خفس دغرة وعين فرزان وعين الضلع الواقعة في الجنوب الغربي من السيح.
الواحات الصحراوية
تنتشر على رقعة الصحاري السعودية الواحات الصحراوية الزراعية التي تحفها الأشجار والنخيل والبساتين الخضراء، حيث تحاط الواحات الصحراوية بغطاء رملي يمنحها منظراً طبيعياً خلاباً، ويسود فيها نمط وأسلوب زراعي متميز لا يوجد إلا في المناطق الصحراوية. ومن أشهرها: واحة الإحساء.
المحميات الطبيعية
اختارت المملكة مناطق معينة تتميز بخصائص طبيعية لتكون محميات طبيعية لحماية وإنماء النباتات والحيوانات البرية، وقامت بإنشاء مراكز أبحاث تهتم بالحياة الفطرية، ومن أهم هذه المحميات محمية عروق بني معارض في الربع الخالي، محمية الوعل شرقي الرياض، جزر فرسان في مياه البحر الأحمر، بالإضافة لعدد كبير من المحميات الطبيعية الأخرى. ومن أشهرها: واحة بيرين وواحة الحسو.
الشواطئ والجزر … متعة لا يعرفها إلا من جربها
تضم المملكة العربية السعودية عددًا كبيرًا من الجزر التي يصل عددها الى 1300 جزيرة، منها 1150 جزيرة في البحر الأحمر، و150جزيرة في الخليج العربي. تمتلك هذه الجزر والشواطئ مقومات جذب سياحي خيالية، وهي جزر ذات أصول مرجانية، ورملية، وقارية، وبركانية، وتطرز حواف الشواطئ بالرمال الناعمة، والمرتفعات الجبلية، والتجمعات النباتية، إضافة لشعابها المرجانية المتنوعة، مما يؤهلها لتكون مقصدا سياحيا للصيد والغوص والاستجمام في معظم فصول العام. ومن أشهرها: جزيرة أبو علي وجزيرة حرقوص وجزيرة تاروت وجزيرة آمنة وجزر فرسان وجزيرة سجيد (السقيد).
هيئة الترفيه السعودية
تهدف الهيئة العامة للترفيه إلى “تطوير وتنظيم قطاع الترفيه، من خلال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص، كما تسعى إلى توفير ما يقرب من 267 مليار ريال للاستثمار في بناء البنية التحتية الترفيهية، إلى جانب توفير أكثر من 114 ألف وظيفة مباشرة، و110 آلاف وظيفة غير مباشرة.
وقد انتجت هيئة الترفيه السعودية كثير من البرامج والمسلسلات والأفلام واستقطبت العديد من النجوم العربية والعالمية في فعالياتها الغنائية والموسيقية. وباتت العديد من مواقع الترفيه السعودية مصنفة ضمن الأفضل في منطقة الشرق الأوسط على مواقع السفر، ما يجذب مستقبلاً قطاعاً من السائحين خاصة مع تمتع بعضها بمساحات شاسعة تصل إلى 15 ألف متر، بجانب التنويع في الخدمات الترفيهية المقدمة.
السينما السعودية
حققت السينما السعودية على مدار أربعة أعوام إنجازات كبيرة، حيث تجاوزت مبيعات شباك التذاكر 30,8 مليون تذكرة. ووصلت الهيئة في عدد دور العرض منذ انطلاقها في أبريل 2018م وحتى الآن إلى 56 دارًا تضم 518 شاشة في 20 مدينة، عُرِض فيها 1144 فيلمًا منها 22 فيلمًا سعوديًا.
كما أسهم قطاع السينما في توظيف 4439 شابًا وشابةً سعوديين، ضمن إطار عمل الهيئة على زيادة حجم السوق الإعلامي، وتوفير مناخ ملائم من شأنه تنويع مصادر الدخل الاقتصادية، واستحداث آلاف الوظائف للشباب السعودي، تحقيقًا لأهداف رؤية 2030 في أن يكون الإعلام رافدًا استراتيجيا من روافد الاقتصاد الوطني.