بقلم الكاتب الراحل / أستاذ القانون الدولي / سركوت كمال علي
وما زالت مؤامرات ايران مستمرة على الدول العربية والاسلامية, ايران اصبحت كالكلب المسعور, هدفها الاول والاخير هو تدمير الدول العربية والاسلامية, والاستيلاء على خيرات تلك البلدان, وتمزيق النسيج الاجتماعي لتلك الدول, وتقسيم الدولة الواحدة الى عدة اقاليم, وتقسيم الاقليم الواحد الى عدة تقسيمات, وعدم السماح بحصول الوحدة حتى داخل الطائفة او القومية الواحدة من اجل سهولة بسط سيطرتها على تلك الدول.
ويصل به الامر الى تقسيم الحزب الواحد الى قسمين او عدة اقسام من خلال حصول انشقاقات في تلك الاحزاب من اجل اضعافها.
والعراق واليمن ولبنان من امثلة تلك الدول التي تم تمزيقها من قبل ايران واصبحت دولا فقط بالاسم, ولولا التحالف العربي لأصبح اليمن في خبر كان.
فايران نجحت وبكل جدارة في تطبيق سياستها التي تطبقها في ايران على الشعوب العربية والاسلامية.
ففي العراق وعلى سبيل المثال نرى ان الاحزاب الشيعية والتي تتبع نظام الملالي في ايران غير متحدة مع بعض وحتى حزب الدعوة حدث فيها عدة انشقاقات وكذلك منظمة بدر وحزب الله والعراقي وعصائب اهل الحق والى اخره.
فكلما اراد حزب او حركة او ميلشيا بان تبرز نفسها كقوة , تلقت الصفعة من ايران من خلال تقسيمها وذلك بأحداث انشقاقات داخلها, فالأحزاب الشيعية حتى وان حاولت بان تبرز للناس بانها متحدة الا ان الواقع غير ذلك.
وبالنسبة للطائفة السنية فأنها مقسمة الى عدة تقسيمات مختلفة ومتنوعة , فقسم منها متحالفة مع الحكومة والقسم الاخر مقسم الى عدة تقسيمات فكل مجموعة تتبع ميلشيا معينة, ومنهم من اكتفى بالحيادية وهو السبب الذي جعل الشيعة يسيطرون عليهم بسهولة.
ودفع ابناء السنة ثمنا باهضا لتفرقهم من خلال مقتل الالاف منهم وتهجير الملايين منهم من مدنهم, فلو كان السنة متحدين لما استطاعت اي قوة في العراق من التغلب عليهم.
وهكذا الامر بالنسبة للقوميات وللمذاهب وحتى للأديان , فاصبح العراقيون كسلسلة متداخلة من المستحيل فك عقدها وتداخلاتها, طالما كانت ايران في الوجود.
مشكلة الدول العربية والاسلامية, ليست اسرائيل ولا امريكا ولا روسيا, مشكلة الدول العربية والاسلامية بالدرجة الاولى اصبحت ايران.
فايران السبب الرئيسي لما يحدث في سوريا, واستطاعت وبتفوق من تقسيم الشعب السوري الى عدة تقسيمات كما فعلت في العراق.
وحتى بالنسبة لفلسطين فمن خلال دعمها لحركات واشخاص معينين تسببت في تدمير عدة مناطق في غزة , وعندما يقتل الفلسطينيون تتخذ ايران موقف المتفرج.
وتعتبر اسرائيل من اكبر الحلفاء لإيران في المنطقة , ولولا ايران لما استطاعت اسرائيل ان تستقوي على الفلسطينيين الى هذه الدرجة , وكل من يقتل في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ولبنان فان دمائهم في رقبة ايران.
وسياتي اليوم الذي يدفع فيه الإيرانيون الثمن غاليا فكما تدين تدان.
واما بالنسبة للدول العربية والاسلامية فعليها ان تحارب ايران وبكل قوتها, من خلال تقديم الدعم المادي والعسكري للأقليات الايرانية او الاقليات التي تتواجد في البلدان العربية والاسلامية والتي تعادي ايران لكي تضعف نظام الملالي في ايران.
وايضا ان تحاربها فكريا وثقافيا من خلال فضح السياسة التي تتبعها ايران في المنطقة, ونشر المبادئ الصحيحة للدين الاسلامي.
وبالنسبة لايران ومن خلال تورطها في عدة حروب وتدخلها في عدة دول عربية سيقرب من نهايتها كم يحدث لها الان في اليمن, وسوريا فالتدخل الروسي في سوريا لا تخدم ايران نهائيا على الرغم من تحالف ايران معها, فلقد وقع الإيرانيون والروس في المستنقع السوري الذي من الصعب الخروج منها.
اما بالنسبة للعراق فمن الصعب ان ترجع مثلما كانت عليه في السابق,.