بقلم الكاتب الراحل / أستاذ القانون الدولي / سركوت كمال علي
بعد اشهر من القتال , والعشرات من الهجمات الفاشلة للحشد الشعبي لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي وبيجي , وبسبب هزائمهم المتكررة, ومقتل المئات من عناصرهم, وعلى الرغم من اعلانهم عشرات المرات عن تحقيقهم لانتصارات وهمية لم يحققوها في الواقع, اضطر معه عناصر الحشد الشعبي للانسحاب من صلاح الدين والانبار, وعودتهم الى مهنتهم القديمة في الخطف والقتل والسرقة, فلقد شهدت كل من محافظة بغداد والبصرة ازدياد حالات الخطف والقتل والسرقة.
اضافة الى هروب المئات من عناصر الحشد الشعبي الى دول اوربا طلبا للجوء, وهناك العشرات من الاسباب لهزائم الحشد الشعبي, ومن اهمها انهم لم يخلقوا ليقاتلوا بل خلقوا ليكونوا ارهابيين وقتلة فكلما خسروا معركة مع داعش قاموا باختطاف العشرات من ابناء السنة لتعذيبهم وقتلهم بابشع الطرق والادعاء بعد ذلك بانهم من الدواعش ، وكل هذا ليثاروا لقتلاهم التي لا تعد ولا تحصى والشاهد على كلامي مقبرة النجف.
وعلى الرغم من الدعم اللامحدود المقدم لهم من ايران ومن التحالف الدولي بقيادة امريكا , الا ان هزائمهم يوما بعد يوم يزداد , والحشد الشعبي يحتضر, واما بالنسبة لدعوة الجهاد الكفائي فلقد مات منذ زمن طويل ، وكلما خسروا معركة اتهموا الامريكان بدعم داعش ليغطوا على هزائمهم ، وبعد ان تاكدت الولايات المتحدة الامريكية بان ما يتم الاعلان عنه من قبل الحشد الشعبي من انتصارات على داعش هي عبارة عن انتصارات وهمية فقط في وسائل الاعلام ، فقررت ارسال قوات الى الانبار لمساندة الصحوات في تلك المنطقة من اجل قتال داعش , فقبل ايام وصلت قوة أمريكية تضم جنودا امريكيين الى قاعدة الحبانية العسكرية الواقعة شرقي الرمادي، بواسطة طائرات عسكرية خاصة بكامل تجهيزاتها وأسلحتها وتمركزت مع القوات الامريكية المتواجدة في القاعدة وهي قوات قتالية وليست استشارية .
الا ان الامريكان نفوا من المشاركة في المعارك على الارض مما اضطر العبادي للجوء الى روسيا والدخول معها في التحالف الرباعي الذي يضم كل من روسيا وايران والعراق وسوريا.
فقبل يومين قررت كل من روسيا وسوريا والعراق وإيران إنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع لمحاربة «داعش». حسب ما أفاد مصدر عسكري ديبلوماسي في موسكو.
وأشار المصدر إلى أن الوظائف الأساسية للمركز المذكور تتلخص في جمع ومعالجة وتحليل المعلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم «داعش» ، مع توزيع هذه المعلومات على الجهات المعنية وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.
وذكر المصدر نفسه أن إدارة المركز ستكون بالتناوب لضباط من روسيا وسوريا والعراق وإيران على أن لا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع.
وعبر المصدر العسكري الديبلوماسي الروسي عن اعتقاده أن إنشاء المركز المعلوماتي سيكون خطوة هامة على طريق توحيد جهود دول المنطقة في مواجهة الإرهاب الدولي وتنظيم «داعش» في المقام الأول ، وأضاف أن نجاح عمل المركز سيخلق في الأفق القريب ظروفا مواتية لتشكيل لجنة تنسيق على أساسه لضمان التخطيط العملياتي وإدارة قوات روسية وسورية وعراقية وإيرانية في محاربتها لـ«داعش».
من جهة اخرى، اعتبر ليونيد إيفاشوف، المدير السابق لقسم التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية، أن قرار إنشاء مركز معلوماتي في بغداد جاء نتيجة اتفاقات تم التوصل إليها بين الدول الأربع منذ زمن طويل.
وفي تصريح لوكالة «إنترفاكس» قال إيفاشوف إنه «كانت ثمة خطط لضمان تنسيق معين في إجراء عمليات عسكرية، وخاصة بين سوريا وروسيا وإيران، أما الآن فجرى توزيع الوظائف، الأمر الذي يسمح بالحديث عن إنشاء مركز للتخطيط العملياتي».
وأشار الخبير إلى أن دور روسيا وإيران سيتلخص في بلورة توصيات تخص خوض عمليات قتالية للدولتين المحاربتين وهما العراق وسوريا. وذكر إيفاشوف أن مشاركة روسيا في عمل المركز لا تعد خرقا لأي معاهدات دولية ، وأردف الخبير العسكري الروسي قائلا: «يجب ألا نهتم أكثر من اللازم بموقف الأمريكيين. إن الحق في الدفاع الفردي والجماعي مسموح به وفقا لميثاق الأمم المتحدة. والجميع يدرك أن الأمريكيين هم الذين يقفون وراء كل هذه الطبخة ضد سوريا والعراق، ومن المستبعد أن يساهموا (في عمل المركز) بأي شكل من الأشكال».
من جانبه، قال فرانتس كلينتسيفيتش، نائب رئيس كتلة حزب «روسيا الموحدة» البرلمانية وعضو لجنة الدوما (البرلمان) للدفاع، إنه ينظر إيجابيا إلى قرار إنشاء المركز المعلوماتي في بغداد، خاصة أن التعاون فيه سيتم على مستوى الاستخبارات ووحداتها الخاصة التي تتعامل مع مثل هذه القضايا.
وعبر كلينتسيفيتش عن قلقه من تشكل هذا المركز خارج إطار التحالف الدولي الذي تترأسه الولايات المتحدة، مشككا بانضمام واشنطن إلى المركز مستقبلا لأن «للولايات المتحدة خططا أخرى، ولا يرضي واشنطن كل ما يتعلق بسوريا والسلطات الحالية هناك، وستقوم بكل مابوسعها للإطاحة بالسلطات هناك» ، وإن مركز قيادة المعلومات للتحالف الرباعي الذي يضم كل من روسيا والعراق وايران وسوريا, سيكون في المنطقة الخضراء، وستدار العمليات الاستخبارية من داخل ذلك المقر والذي سيغطي كامل الاراضي العراقية التي سيطر عليها داعش.
ولقد وصل كل من الوفدين الايراني والروسي اللذان سيشاركان بادارة مركز المعلومات للتحالف الرباعي في البلاد.
واما بالنسبة لموقف امريكا من انشاء مركز المعلومات فلقد اوضح المتحدث باسم الجيش الامريكي ستيڤن وارن أن “المشاركة الروسية ستضيف نوعاً من التعقيد لعملياتنا في العراق، وعلى كل حال ان امكانية تحليق طائرات روسية في العراق امر مستبعد هذه الايام، وان حصل بالتأكيد لن يعرقل عمل الضربات الجوية الامريكية ضد مسلحي داعش”.
واستبعد وارن، ان تتورط روسيا في العراق، لانها لا تريد التصادم بشكل مباشر مع امريكا هناك، فهي ذات نفوذ كبير في سوريا ولا تريد ان يتمدد الى العراق ايضاً.
ولفت الكولونيل وارن، الى ان الولايات المتحدة والعراق يشاركان بعضهما البعض معلومات استخبارية غير محددة لاستهداف مسلحي “داعش”، مؤكداً ان واشنطن تأخذ الاحتياطات المناسبة لحماية مصادرها الاستخبارية.
وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية “نحن نعرف ان العديد من الدول في المنطقة مثل ايران لها مصالح كبيرة في هزيمة داعش، لذلك نحن ارسلنا لهم رسائل توضح، انه مهما كانت الاجراءات احادية الجانب، فان ذلك يجب ان لا يتداخل مع عمل التحالف الدولي”.
و ذكر الموقع الامريكي “defense one” المقرب من وزارة البنتاغون، الاربعاء، ان وزارة الدفاع الامريكية متخوفة الى حد بعيد من التداعيات الاخيرة الناتجة عن التحالف الرباعي بشأن تبادل المعلومات الاستخبارية لمحاربة مسلحي داعش في العراق، الامر الذي دفع الكونغرس الامريكي الى عقد جلسة طارئة.
في غضون ذلك، دخل مسؤولو البنتاغون في تفكير عميق حول ما هي الاسرار التي يمكن ان تطلع عليها موسكو في بغداد، بعد ان دخل قادة العراق بشكل مفاجئ في اتفاق لتبادل المعلومات الاستخبارية مع روسيا هذا الاسبوع ، واما بالنسبة لموقف البرلمان العراقي من انشاء مركز المعلومات فلقد دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الدكتور همام حمودي الحكومة العراقية إلى إطلاع المجلس على تفاصيل الاتفاق الأمني بين بغداد وموسكو وطهران ودمشق للتعاون الاستخباري لمحاربة تنظيم داعش. معرباً عن أمله في أن يساهم الاتفاق في توحيد الجهود لمحاربة داعش بشكل أكثر جدية وفاعلية.
ورحب حمودي – في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، بجميع الجهود الدولية التي تقدم تعاونها وإسنادها للعراق بشكل فعلي وجاد لمحاربة داعش لاسيما وأنه بات يهدد الإمن العالمي فضلاً عن المصالح الاستراتيجية والاقتصادية لها خصوصاً وان السياسة العامة للعراق هو الانفتاح على جميع الدول دون أن يكون في أي محور مقابل محاور أخرى.
وأكد أهمية استمرار التنسيق المستمر وتبادل المعلومات الاستخباراية مع الدول التي تسعى لمحاربة داعش عسكرياً واستخباريا وإلكترونياً، بشرط أن لا يمس بسيادة العراق ويضمن عدم التدخل بقرارات الدولة.
ومن جهة اخرى أكد نائب رئيس الوزراء المُستقيل، بهاء الأعرجي، اليوم الأربعاء، أن التحالف الرباعي الذي تقوده روسيا، سيكون “نداً محورياً” لذلك المُقاد أميركياً، مما سيجعل المنطقة والعراق، ساحة لـ”تصفية حسابات” المحورين لإعادة رسم الخارطة الإقليمية مجدداً، وفي حين عد أن أبعاد التحالف الجديد ونتائجه “أكبر كثيراً” من التعاون المعلوماتي والاستخباري، حذر من كونه مقدمة لـ”حرب محورية” ستدفع دول المنطقة وبمقدمتها العراق، ثمنها غالياً، وباتجاه أن يكون لإسرائيل دور مع أحد طرفيها لتنفيذ مشروعها “الخبيث”.
وقال الأعرجي، في بيان تلقت وكالة الانباء العراقية، نسخة منه، إن “حرب المحاور التي تسعى إليها الدول الكبرى والمتحالفون معها لا بد للعراق أن يواكبها بحذر باحثاً عن صيغ الاتفاقات الأمنية الثنائية التي تضمن له أمنه وسيادته ووحدته”، عاداً أن “التحالف الجديد الذي تقوده روسيا الاتحادية سيكون نداً محورياً للتحالف المُقاد أميركياً ما سيجعل المنطقة عامة والعراق بخاصة، ساحة لتصفية حسابات المحورين من ثم إعادة رسم الخارطة الإقليمية من جديد” .
ورأى نائب رئيس الوزراء المستقيل، أن “التحالف الجديد وإن كان يعمل تحت عنوان التعاون المعلوماتي والاستخباري، إلا أن أبعاده وأهدافه ونتائجه ستكون أكبر من ذلك بكثير”.
وتساءل الأعرجي، “هل من المعقول أن المخابرات الروسية أو الأميركية لا تعرف من يدعم داعش ويمولها ويُوجد لها مسببات البقاء، وهل أن المخابرات الروسية بحاجة إلى دعم وتعاون عراقي في هذا المجال”، مبيناً أن “التحالف الجديد شكلياً غرضه إيجاد حرب محورية ستدفع دول المنطقة ثمنها غالياً وفي مقدمتها العراق، كما أنه سيدفع باتجاه أن يكون لإسرائيل دور مع أحد طرفيها ليتاح لها تنفيذ مشروعها الخبيث الذي كان حلماً يراودها ليكون أمراً متيسراً بفعل انعكاسات هذه الحرب المحورية”.
وبعد التدخل الروسي والامريكي في العراق فان دور الحشد الشعبي انتهى عمليا, وان لم يتم الغائها فانهم سيشكلون خطرا كبيرا على العراق والعراقيين, لانهم ببساطة عبارة عن مجموعة من قطاع الطرق واولاد الشوارع ولقطاء ايران, وهم اخطر من داعش, فجرائمهم لا تعد ولا تحصى.
واصبحوا الان وباختصار خارج التغطية , واثبتوا للعالم اجمع انهم كانوا عبارة عن مجرمين ولصوص, وكان دورهم هو القضاء على ابناء السنة من خلال قتلهم وتهجيرهم.