جغرافية اقليم كوردستان
حوار الإعلامية والكاتبة الصحفية هبة عبدالفتاح مع أستاذ القانون الدولي الكوردستاني سركوت كمال علي
(كوردستان) مصطلح يطلق على المنطقة التي يعيش فيها الشعب الكوردي و لغوياََ تعني بلاد الكورد (ستان = موطن أو مكان) وهي تقع في المنطقة التي تسمّى اليوم باالشرق الأوسط، و تحيطها عدّة بلدان: من شرقها ايران ، من شمالها أذربـيجان و تركيا ، من غربها تركيا و سوريا و من جنوبها العراق و ايران.
- أستاذ القانون الدولي الكوردستاني سركوت كمال علي
- نبذة عن إقليم كوردستان العراق
- اللغة الرسمية: الكوردية بالاضافة إلى العربية
- العاصمة: محافظة هه ولير (اربيل)
- رئيس الأقليم: مسعود بارزاني
- العملة: الدينار العراقي
- فرق التوقيت: UTC+3
(كوردستان) مصطلح يطلق على المنطقة التي يعيش فيها الشعب الكوردي و لغوياََ تعني بلاد الكورد (ستان = موطن أو مكان) وهي تقع في المنطقة التي تسمّى اليوم باالشرق الأوسط، و تحيطها عدّة بلدان: من شرقها ايران ، من شمالها أذربـيجان و تركيا ، من غربها تركيا و سوريا و من جنوبها العراق و ايران.
وتشكل كردستان في مجموعها ما يقارب مساحة العراق الحديث. أما تحديد مساحتها و ترسيم حدودها ليست بعملٍ سهل و ذلك لأسباب متعددة منها:
- تقسيم كوردستان من قبل الدول الأستعمارية الكبرى (خاصة بريطانيا و فرنسا) في أعقاب الحرب العالمية الأولى و التغيرات الحدودية التي قامت بها تلك الدول,
- عدم وجود احصائية دقيقة و محايدة للمناطق التي يسكن فيها الشعب الكوردي و الممارسات العنصرية التي كانت و لاتزال تمارس ضد ابناء شعب الكوردي من قبل الأنظمة الحاكمة و المسيطرة على كوردستان.
لكن على الرغم من كل هذا نستطيع أن نقول بأن حدود كوردستان تمتد من جبال أرارات في الشمال الى سلسلة جبال زاكروس في الجنوب و من جبال زاكروس أيضاََ في الشرق الى (أسكندرونة) على ساحل البحر الأبيض المتوسط، و تقدر مساحة كوردستان بأكثر من 500000 كم مربع و تقع أكثر أراضيها في كردستان تركيا ثم في ايران ثم في العراق ثم في سوريا ففي أذربيجان. و عدد سكانها تقدر بأكثر من 30 مليون نسمة.
من الناحية الجيوبوليتيكية تقع كوردستان في منطقة استراتيجية حساسة و هامّة حيث تربط القارات الثلاث أسيا و أوروبا و أفريقيا،و من الناحية الطبيعية تشتهر كوردستان بوديانها العميقة و جبالها الشامخة و سهولها الواسعة. ففي كردستان سلاسل جبلية عالية مثل جبال أرارات في كوردستان تركيا و زاكروس في كردستان ايران. و من الجدير بالذكر بأن اسم احدى جبال كوردستان (جودي) وردت في القرأن الكريم في الأية 44 من سورة (هود) حيث يقول سبحانه و تعالى: (و قيل يا ارض ابلعي ماءك و يا سماء اقلعي و غيض الماء و قضي الأمر و أستوت على الجودي و قيل بعداََ للقوم الظالمين).
كما ان في كوردستان أنهار كبيرة و مشهورة منها فرات و دجلة و الزاب الكبير و الزاب الصغير و آراس و قزل أوزن و …. و هناك أيضاََ بحيرات كبيرة مثل بحيرة وان في شمال كوردستان (تركيا) و بحيرة أورومية في شرق كوردستان (ايران) و بحيرات أخرى.
كوردستان بلد غني بالمعادن و الثروات الطبيعية و هي تعتبر من أغنى مناطق العالم بالثروة النفطية، الثروة التي جعلت كوردستان ساحةََ للصراعات العالمية و الحروب الاقليمية و العالمية و دفعت القوى الاستعمارية الغربية العضمى على مر التأريخ للسيطرة على تلك المنطقة لنهب مواردها و خيراتها.
أبار النفط منتشرة في أغلب مناطق كوردستان منها أبار (سعرت) في شمال كوردستان (تركيا) و شاه أباد و قصر شيرين في شرق كوردستان (ايران) و أبار الموصل و كركوك و خانقين في جنوب كوردستان (العراق) و أبار النفط في (رميلان) في غرب كوردستان (سوريا).
إلى جانب ما بأرضها من ثروات معدنية ونفطية ومائية، فبالنسبة لمواردها المائية ففيها أكثر من عشرة آلاف ينبوع، وبها أيضًا العديد من المساقط وشلالات المياه والبحيرات الطبيعة، وكل ذلك كما نرى يشكل قوة زراعية وصناعية هائلة، حيث إن الشلالات تعتبر من أهم مصادر توليد الطاقة.
ويأتي على رأس القائمة البترول، إذ إن كردستان تقع على مقربة من أغنى حقول البترول في العالم؛ حيث يقدر احتياطي النفط في كردستان ككل بأكثر من خمسة وأربعين مليار برميل، أي أكثر من احتياطي الولايات المتحدة.
وبجانب النفط يوجد الكثير من المعادن المهمة، مثل: الكبريت، والفوسفات، واليورانيوم، والذهب، والنحاس، والفضة، والحديد، والرصاص، والزنك، والنيكل، والرخام، والمرمر.
كما أن الثروة الحيوانية و زراعة القطن و الفواكهة و الخضراوات و جميع أنواع الحبوبات كالذرة و الشعير و الحنطة و الرز تعتبر من أهم موارد الدخل لسكان كوردستان.
التاريخ الكورد وكوردستان
كوردستان تعني أرض الكورد ، وهي المنطقة الجغرافية التي يقيم فيها الكورد في الشرق الأوسط. المنطقة موزعة على أربعة دول هي: تركيا، إيران، العراق، سوريا. بالاضافة إلى وجود الكورد في كل من لبنان وأرمينيا وجورجيا، ومن الصعب تحديد المنطقة الجغرافية لكوردستان لعدم اعتراف الدول آنفة الذكر بهذا الكيان. وتم تقسيم كوردستان علي الدول الأربعة( تركيا، إيران، العراق، وسوريا) قسرا في اتفاقية لوزان المبرمة بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى.
(الكورد)
مصطلح يستخدم للتعبير عن الشعب الكوردي، والذي وبشكل عام يعتبر نفسه الشعب الأصلي لمنطقة يشار إليها في كثير من الأحيان بإسم كوردستان، والتي تشكل أجزاء متجاورة من العراق، تركيا، إيران وسوريا. والكورد بحسب المؤرخ الكوردي محمد أمين زكي (1880 – 1948) في كتابه “خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان” يتألف من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى التي كانت تقطن كوردستان منذ فجر التاريخ “ويسميها محمد أمين زكي” شعوب جبال زاكروس” وهي وحسب رأي المؤرخ المذكور شعوب “لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري” وهي الأصل القديم جدا للشعب الكوردي والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو- أوربية التي هاجرت إلى كوردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كوردستان مع شعوبها الأصلية وهم ” الميديين و الكاردوخيين”، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معا الأمة الكوردية .
هناك نوع من الأجماع بين المستشرقين و المؤرخين و الجغرافيين على إعتبار المنطقة الجبلية الواقعة في شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس و جبال طوروس المنطقة التي سكن فيها الكورد منذ القدم ويطلق الكورد تسمية كوردستان على هذه المنطقة وهذه المنطقة هي عبارة عن أجزاء من شمال العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا و جنوب شرق تركيا ويتواجد الكورد بالأضافة إلى هذه المناطق بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا و بعض مناطق أذربيجان و لبنان ويعتبر الكورد من إحدى أكبر القوميات التي لا تملك وطنا او كيانا سياسيا موحدا معترفا به عالميا. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكوردي إبتداءا من منشأهم وإمتدادا إلى تأريخهم وحتى في مجال مستقبلهم السياسي وقد إزداد هذا الجدل التأريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الكورد في العراق عقب حرب الخليج الثانية وتشكيل منطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشوء كيان إقليم كوردستان في شمال العراق.
تعرضت الدراسة الأكاديمية لتأريخ الكورد إلى صعوبات عديدة بسبب الواقع السياسي للاكراد مما أدى البعض إلى الإستناد إلى روايات تأريخية غير أكاديمية عن الكورد كانحدار الكورد من الجن والعفاريت على سبيل المثال ولم يكن هناك إشارة إلى اسماء الدول والامارات الكوردية التي كانت قائمة في العهد الاسلامي كالروادية (230 – 618 للهجرة) والسالارية (300 – 420 ) و الحسنوية البرزكانية (959 – 1015) والشدادية (951 – 1199) والدوستكية المروانية (990 – 1085) والعنازية (990 – 1117) والشوانكاره واللورية الكبرى واللورية الصغرى وامارة اردلان (1169 – 1867) وعشرات الامارات الكوردية الاخرى منها امارة بوتان و امارة سوران و امارة باهدينان و امارة بابان، وهذه الاخيرة استمر حكمها حتى 1851
السؤال الجدلي حول منشأ الكورد الذي كان ولايزال موضوعا ساخنا للنقاش تدور حول فرضيتين:
- جذور الكورد نشأت من الشعوب الهندو – أوروبية.
- جذور الكورد نشأت من شعب مستقل ليست هندية ولا أوروبية و تسمى شعوب “جبال زاكروس” التي كانت تقطن كوردستان منذ فجر التاريخ وهم شعوب “لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري” وإنظم إلى هذا الشعب حسب إعتقاد هذا التيار الشعوب الهندو- أوربية التي هاجرت إلى كوردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كوردستان مع شعوبها الأصلية وهم ” الميديين و الكاردوخيين”.
من المفارقات في تأريخ هذا الجدل إن الغرض الأساسي منه لم يكن أكاديميا بل سياسيا حيث كان الهدف منه إثبات إن منشأ الكورد يرجع إلى مناطق خارج بعض الدول التي يستوطنوها في الوقت الحاضر ونتيجة لإنعدام الغرض العلمي في هذه المناقشات الغير مثمرة فقد نشأت 3 تيارات فكرية:
- تيار مكون من القوميون العرب و أصحاب حضارة وادي الرافدين القديمة وبعض المستشرقين و المؤرخين مقتنعون بأن إصول الكورد هي هندوأوروبية وإنهم قدموا من مناطق خارج البقعة الجغرافية التي يقطنونها حاليا.
- تيار مكون من القوميون الكورد مقتنعون إنهم شعب مستقل بذاته ولهم خصائص تميزم عن بقية الشعوب وقد حافظوا على جميع مظاهر هذه الخصوصية من الزي و اللغة و العادات و التقاليد و على الرغم من التشابه في بعض النواحي اللغوية مع الشعوب المجاورة ويورد الكورد الأحتفال بعيد نوروز كمثال فعلى الرغم من إحتفال الشعوب المجاورة بهذا العيد إلا إن الكورد لهم مفهوم مختلف تماما عن هذا العيد مقارنة بمفهوم إيران و أفغانستان و ألبانيا و باكستان لهذا العيد.
- تيار مكون من الكورد أنفسهم مقتنعون بأن إصول الكورد هندوأوروبية وهذا التيار نشأ كوردة فعل لما إعتبره هذا التيار تهميشا و محاربة من قبل الشعوب المجاورة فولد هذا التيار الذي يحاول إرجاع إصول الكورد إلى عروق آرية او أوروبية.
لإتباع المنهج الأكاديمي في البحث عن جذور الكورد لجأ الباحثون و علماء الآثار إلى البحث عن شعوب قديمة في المناطق التي كانت مسكونة من الكورد منذ القدم وفكرة البحث كانت التعرف على الشعوب التي كانت مستقلة من ناحية اللغة و كانت تربط أفرادها خصائص مشتركة تميزهم عن بقية الشعوب المعروفة في بلاد ما بين النهرين وتم من خلال هذه الأبحاث التعرف على بعض الشعوب التي قد تكون عبارة عن الجذور القديمة للاكراد, وهذه الشعوب هي:
- الشعب الذي سكن منطقة تل حلف التي كانت موقعا للمدينة-الدولة الآرامية غوزانا وتقع هذه المنطقة شمال شرق سوريا، في محافظة الحسكة وتعود تأريخها إلى العصر الحجري الحديث وتقع بالقرب من نهر الخابور. توجد مخطوطات في أرشيف الملك الآشوري عداد نيراري الثاني ان هذه المدينة – الدولة كانت مستقلة لفترة قصيرة قصيرة إلى ان سيطر عليها الملكة الآشورية سمير أميس [9] في سنة 808 قبل الميلاد.
- الهوريون أو شعب هوري الذي كان يقطن شمال الشرق الأوسط في فترة 2500 سنة قبل الميلاد و يعتقد إن اصولهم كانت من القوقاز او مايسمى القفقاز التي هي منطقة آسيو – أوروبية بين تركيا و إيران و البحر الأسود و بحر قزوين وسكنوا ايضا بالقرب من نهر الخابور وشكلوا لنفسهم ممالك صغيرة من اهمها مملكة ميتاني في شمال سوريا عام 1500 قبل الميلاد ويعتقد إن الهوريون إنبثقوا من مدينة أوركيش التي تقع قرب مدينة القامشلي في سوريا . إستغل الهوريون ضعفا مؤقتا للبابليين فقاموا بمحاصرة بابل والسيطرة عليها في فترة 1600 قبل الميلاد ومن هذا الشعب إنبثق الميتانيون او شعب ميتاني ويعتبر المؤرخ الكورديم محمد أمين زكي (1880 – 1948) في كتابه “خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان” شعبي هوري و ميتاني من الجذور الأولى للشعب الكوردي . كانت نهاية مملكة شعب هوري على يد الآشوريين.
- ذكر المؤرخ اليوناني زينوفون (427 – 355) قبل الميلاد في كتاباته شعبا وصفهم “بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية” وأطلق عليهم تسمية الكاردوخيين الذين هاجموا على الجيش الروماني اثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد وكانت تلك المنطقة إستنادا لزينوفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا . ولكن بعض المؤرخين يعتبرون الكاردوخيين شعوبا هندوأوروبية إنظمت لاحقا إلى الشعب الكوردي الذي بإعتقاد البعض يرجع جذوره إلى شعوب جبال زاكروس الغير هندوأوروبية.
الكورد في إقليم كوردستان العراق
الكورد في إقليم كوردستان العراق هم جزء من الشعب الكوردي الذي يستوطن الحدود الحالية لجمهورية العراق. يعتبر مسألة اكراد العراق الأكثر جدلا والأكثر تعقيدا في القضية الكوردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي و ديني و طائفي معقد فإن الكورد العراقيين غالبا ما وصفوا بكونهم أصحاب نزعات إنفصالية و إنهم لم يشعروا بالإنتماء إلى العراق بحدوده الحالية. نشأت نتيجة هذا الصراع الطويل تيارات تؤمن بأن الكورد الذين يستوطنون العراق قد قدموا من خارج العراق.
في مقابلة مع الزعيم الكوردي جلال طالباني أجراه تلفزيون هيئة الأذاعة البريطانية يوم 8 ابريل 2006 صرح طالباني إن فكرة إنفصال اكراد العراق عن جمهورية العراق امر غير وارد و غير عملي لكون اكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كوردية لم تحسم فيها القضية الكوردية بعد وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق. تم إستعمال القضية الكوردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم و قطع الدعم للحركات الكوردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد و دمشق و طهران و أنقرة وكان الزعماء الكورد يدركون هذه الحقيقة وهناك مقولة مشهورة للزعيم الكوردي مصطفى بارزاني مفاده “ليس للكورد اصدقاء حقيقيون”.
العلم والنشيد الوطني
علم اقليم كوردستان هو العلم الرمزي للشعب الكوردي الذي يعيش في العراق وايران و سوريا و تركيا و ارمينيا. ظهر العلم لأول مرة في بداية العشرينيات حيث يعتقد ان أول من استعمله كان حزبا كرديا من ايران يطالب بحق تقرير المصير وكان اسم الحزب خويبون (Xoybûn) والتي تعني بالعربية “الأستقلال” . وبعد ذلك قدم هذا العلم لأعضاء الوفد الدولي في مؤتمر باريس للسلام والذي وضع خطة من أجل استقلال كوردستان كجزء من معاهدة سيفر (Sèrves) مع تركيا العثمانية عام 1920 .
استعمل العلم فيما بعد عام 1946 كعلم رسمي لجمهورية كوردستان في مهاباد في ايران.
يحتوي العلم على ثلاث الوان (الأحمر و الأبيض و الأخضر ) مرتبة بصورة افقية وشعار في الوسط عبارة عن شمس صفراء اللون ترمز إلى الديانات القديمة للاكراد وللشمس 21 شعاعا،والرقم 21 يرمزالى 21 اذار أي عيد نوروز الذي يعتبر العيد القومي للكورد . كما يعتبر الرقم 21 من الأرقام المقدسة في الديانة الإيزيدية .
النشيد الوطني الكوردستاني
(أي رقيب) اسم النشيد الوطني الكوردي ويرجع جذور توشحه بالصبغة الوطنية حين تم ترديده في ساحة جوارجرا في مدينة مهاباد (شرق كوردستان) اثناء اعلان جمهورية كوردستان الديمقراطية يوم 22/ كانون الثاني 1946 من قبل القاضي محمد رئيس تلك الجمهورية التي انهارت بعد اقل من سنة جراء اصطفاف جديد للمعادلات الدولية التي ساندت ايران الشاهنشاهية ضد تطلعات الشعبين الكوردي والاذري للحرية والانعتاق. كتبت كلمات هذا النشيد عام 1938 من قبل الشاعر الكوردي دلدار ( يونس رؤوف )اثناء وجوده في احد المعتقلات في كردستان ايران، وقد نظم قصيدة (أي رقيب) مطلع الاربعينيات من القرن الماضي في كركوك ووضع الشهيد السيد حسين برزنجي لحن النشيد.
يمكن ترجمة النشيد إلى العربية بتصرف على الشكل التالي:
ايها الرقيب سيبقى الكورد بلغتهم وأمتهم باقون للابد
لاتقهرهم ولا تمحوهم مدافع الزمان ..
نحن ابناء اللون الاحمر . . ابناء الثورة
تمعّن بماضينا المخضب بالدماء ..
نحن ابناء الميديين و كي خسرو ،
ديننا ايماننا هو الوطن …
انتفض شباب الكورد مثل السباع
كي يسطروا بدمائهم تاج الحياة
نحن ابناء الثورات والدم الأحمر انظروا إلى تاريخنا المليئ بالدماء
شباب الكورد على اهبة الأستعداد دائما للتضحية بارواحهم
لايقل احد ان الكورد زائلون ، ان الكورد باقون
باقون كرايتنا الخفاقة الشامخة إلى الأبد.
المجتمع الكوردي
يمكن تعريف المجتمع، بأنه كيان جماعي من البشر، بينهم شبكة من التفاعلات والعلاقات الدائمة والمستقرة نسبياً، والتي تسمح باستمرار هذا الكيان وبقائه وتجدده في الزمان والمكان. وينطبق هذا التعريف على الشعب الكوردي بكونه مجتمعاً مثل أي مجتمع بشري آخر، بما يتوفر له من المقومات الأساسية، كالوطن، البيئة، السكان، التنظيم الاجتماعي، مؤسساته التي تفاعلت فيما بينها وبين المجتمعات الأخرى عبر التاريخ.
مظاهر المجتمع الكوردي
يقطن الكورد في الشرق الأوسط من آسيا الغربية، وهذه البقعة التي يطلق عليها كوردستان منذ القرن الثاني عشر تعد موطنهم التاريخي وإن لم يجر الاعتراف بها كدولة، ويمثل هذا الوطن عنصرا أساسيا لوجود المجتمع الكوردي كسائر المجتمعات الأخرى.
ومنطقة كوردستان هي عموما جبلية وعرة وقاسية وقد أثرت العوامل الطبيعية على تطور ورقي كوردستان، وكان لها أثران: فمن ناحية ساعدت الشعب الكوردي على الاحتفاظ بهويته، ولغته وتقاليده وثقافته على مر القرون، رغم كل الغزوات العربية والتركية والفارسية لأراضيه واحتلالها، ومن ناحية أخرى عزلته إلى حد كبير عن المدنية. رغم أنها -أي المدنية- بدأت في كوردستان كما يذهب إلى ذلك بعض المؤرخين.
ومن الصعب تقدير العدد الدقيق لسكان كوردستان إلا أن بعض الدراسات تقدرهم بنحو 40 مليونا، وهؤلاء السكان الموزعون بين أربع دول بصفة أساسية، تطوروا اجتماعيا بفعل عوامل عديدة منها التفاعل مع الطبيعة التي ميزت موطنهم وهي تتوزع على مناطق جبلية، وسهول، وأودية، وهو التنوع الذي أوجد سمات أيكولوجية خاصة في كوردستان يمكن إجمالها فيما يأتي:
قيام حياة رعوية ارتبطت بشكلٍ مباشرٍ بتأثير الطبيعة وما يرافقها من طغيان الأنماط القبلية والتنقل والغزو والفروسية، وكذلك الكرم والشجاعة وغيرها من الصفات أو السمات الشخصية فضلا عن الحياة الزراعية الريفية، وحياة حضرية تجارية إدارية في المدن.
تنوع الشعوب والثقافات التي قطنت هذه المنطقة إلى جانب الكورد والتي تمازجت عبر التاريخ من آرية وسامية، وعربية وأرمنية وتركمانية وآشورية وكلدانية، مما أدى إلى تكوين مجتمع تنوعي، وهذا التنوع في حد ذاته قد يكون مصدر ثراء ثقافي للمجتمع، ولكنه قد يكون أيضا مصدر توتر كامن أو ظاهر.
نشوء أقاليم لها مزاياها الخاصة بعد تقسيم كوردستان بين العراق وإيران وتركيا وسوريا وأرمينيا، من حيث العادات والتقاليد والأعراف، وتأثرهم بثقافة بلدهم المحتل، ورغم وجود أقاليم عديدة للمجتمع الكوردي فإنها امتداد واحد من الناحية الجغرافية.
ظهور ديانات ومذاهب عديدة، منها الديانات التوحيدية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلامية) وظهور مذاهب أخرى غير إسلامية كاليزدية والكاكائية والعلية وغيرها، مما شكل متحفاَ اثنوغرافياَ.
تزايد أهمية كوردستان اقتصادياً وحضارياً وسياسياً خاصة بعد الانتفاضة الربيعية والهجرة المليونية عام 1991 إلى تركيا وإيران وسوريا إلى حد ما من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب موارده المعدنية كالنفط وغيرها.
العادات والتقاليد
العادات والتقاليد، هي حصيلة التطور التاريخي والحضاري للأفراد والزمر الاجتماعية في البيئة الكوردية، وقد استقرت عليها منذ الأزمنة القديمة وحتى الآن، إلا أن هناك اختلافا في بعض نواحيها حسب اختلاف البيئات الجغرافية الكوردية .
ومن التقاليد التي رصدها المستشرقون والرحالة عند المجتمع الكوردي، وأوردها (تومابوا) احترام العائلات القديمة النبيلة، وفي الواقع فإن ملاحظة هؤلاء المستشرقين صائبة ولم تزل قائمة، إذ ما زال المجتمع الكوردي ينظر بإجلال كبير إلى أحفاد رؤساء الأسر التي ناضلت من أجل الشعب الكوردي في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، رغم أن هؤلاء الأحفاد ربما لم يبذلوا شيئاً يُذكر تجاه قومهم. لكن المجتمع مازال ينظر إليهم كأحفاد لسلالة طيبة، ومثل هذا ينسحب على أحفاد الأسر الدينية أو أحفاد رؤساء العشائر والوجهاء، رغم أن هؤلاء الأحفاد لا ثراء لهم اليوم. إن مثل هذا السلوك يمثل وفاء من الكورد إزاء قادتهم السياسيين أو الدينيين أو الاجتماعيين.
وهناك عادة أخرى في المجتمع الكوردي، وهي عادة (الثأر) وإن اختفت كلياً في المدينة، وبقيت إلى حد ما في القرى، فالثأر الكوردي هو مظهر من مظاهر الانتقام الذي يلجأ اليه الشخص المعتدي عليه. وخلافاً للثأر العربي أو الثأر العشائري بوجه عام، فإن الثأر الكوردي مسؤولية عائلية وليس عشائرية أو نسبية كما في المجتمع العربي، أي أنه مسؤولية الأقرباء الأقربين فقط. ويمكن أن يعزى ذلك إلى تأثير العامل الجغرافي، فالانعزال الجغرافي للقرية والبناء الطبوغرافي الوعر للمنطقة قد جنب مجتمع القرية تبني سياسة الانتقام من أجل الفرد.
أما ظاهرة تعدد الأبناء، فما زالت لها قيمة أساسية في المجتمع الكوردي الحضري بصورة عامة وفي المجتمع الريفي بصورة خاصة، وتفضيل الأبناء الذكور على الإناث شائع أيضاً. ولا تستطيع المرأة أن تأخذ وضعها الاجتماعي والنفسي إلا بعد إنجاب الابن الوارث. وتقاس قوة الأسرة عن طريق أبنائها الذكور. وفي إطار سيطرة هذه القيمة خضعت المرأة لهذه القيمة ولديناميات السوق، فقد تؤدي حالتها إلى الطلاق إذا لم تنجب طفلاً ذكراً في كثير من الأحيان.
بين التدين والانفتاح على الغرب
إن القيم التي تتحكم بالعلاقات ضمن العائلة الكوردية قد تتحكم إلى حد بعيد بالعلاقات ضمن المؤسسات الأخرى في المجتمع، كالمؤسسات الدينية والسياسية والتربية والعمل. وبالرغم من ظهور القيم السلفية والأصولية والقدرية والانغلاق وغيرها، يشهد المجتمع الكوردي في مرحلته الانتقالية منذ فترة التسعينيات أو بالأحرى استقلال كوردستان عن الحكومة المركزية في بغداد ظهور قيم جديدة في المجتمع الكوردي خاصة عند الشباب، كقيم الانفتاح على الغرب، حيث تبنى الشباب الكثير من معتقدات الغرب وأزيائه ومفاهيمه، بما في ذلك ثقافة العولمة والإنترنت، حتى أن بعض الشباب المتخرجين في الجامعات الغربية، يحاول التكلم باللغة الإنجليزية والتخلي عن تقاليدها القديمة.
وهكذا تتصارع في المجتمع الكوردي المعاصر تيارات عديدة تميل باتجاه السلفية من ناحية والمستقبلية من ناحية أخرى (معاكسة) وخاصة عند الجيل الصاعد من الشباب الكوردي الرافض للماضي والتقاليد، ويتجلى هذا الصراع في الحياة اليومية، والحركات السياسية، والاتجاهات الفكرية ومختلف النشاطات الإنسانية.
ومن القيم الاجتماعية التي برزت بشكل واضح أيضاً بعد فترة التسعينيات من القرن العشرين، بسبب هجرة العمالة والكفاءة الكوردية للخارج وسياسة الانفتاح الاقتصادي، تنامي قيم الاتجاهات الاستهلاكية المفرطة، وسيادة القيم الفردية، والإغراق في تحقيق الطموحات الشخصية القصيرة الأجل، وسيادة قيمة المال على كل قيمة أخرى، وظهور قيم التعددية السياسية وقبول الرأي الآخر والديمقراطية والمواطنة، وقيم التغرب عن المجتمع.
غالبية الكورد مسلمون، وأكثرهم من أهل السنة والجماعة، وقبل دخولهم الإسلام في القرن السابع الميلادي كان الكورد يعتنقون الديانة الزرداشتية التي لم تعرف إلا بين الأقوام الارية. ولقد تحول الكورد عام (20) للهجرة من الديانة الزرداشتية إلى الإسلام من دون أن يمروا بالمسيحية، وكانت الزرداشتية الديانة المشتركة التي ينتمي إليها جميع الكورد.
وينتمي غالبية الكورد إلى المذهب الشافعي. وقد أختاروا هذا المذهب، لتأكيد اختلافهم عن الأتراك الذين اختاروا المذهب الحنفي، ويعزى الباحثون انتماءهم لهذا المذهب إلى خضوع كوردستان المبكر للحكام السُنة، وكذلك نشاط علماء الدين الكورد الذين درسوا العلوم الدينية في المدرسة النظامية ببغداد أثناء الخلافة العباسية التي كانت تتبنى المذهب الشافعي.
وتنتشر بين الكورد الطرق الصوفية التي تختلف عن بعضها اختلافاً بسيطاً، وأكثر الطرق شيوعاً هي الطريقة القادرية، والطريقة النقشبندية، وقد لعب رجل الدين الذي يدعى (ملا) في كوردستان دوراً بارزاً وإيجابياً في الحركة الوطنية التحريرية الكوردية من حيث الولاء والانخراط فيها.
وبين الكورد، فضلاً عن الدين الإسلامي، اتباع لأديان ومذاهب اخرى، كالمسيحية، والأيزيدية، والعلي اللاهيين، والعلويين، وأهل الحق، والكاكائية. أما اليهود في كوردستان العراق، فقد هاجروا إلى إسرائيل بداية عام 1948، وهم معروفون ألآن كجالية كوردية يهودية.
الاغتراب الديني
تركت البيئة الطبيعية المتنوعة للمجتمع الكوردي تأثيراً على معتقدات الكورد الدينية بحيث جعلتهم أكثر ميلاً للاعتقاد بالأشياء الملموسة أكثر من الإيمان بالرموز المجردة، وربما يفسرهذا الميل الانحرافات الكثيرة عن الإسلام التي تتبناها مجموعات عديدة من الكورد بالانتماء إلى ديانات تحاول أن تترجم الرموز الدينية المجردة إلى معان واقعية ملموسة، كما قد يفسر هذا الميل إيمان الكورد بالأولياء والشيوخ والشخصيات الدينية المرموقة، وقد اتفق على هذا الرأي جميع الكتاب والرحالة الذين درسوا المجتمع الكوردي.
ورغم أن المجتمع الكوردي محافظ ومتمسك بالمعتقدات الدينية، فإني وجدت في دراسة لي حول التنشئة السياسية الاجتماعية في كوردستان العراق أن الدين يأتي بعد الوطن من حيث الأهمية لدى شباب الجامعات الكوردية، غير أن تيارات دينية سياسية عدة تنامت في المجتمع الكوردي في عقد التسعينيات من القرن الماضي مثل الوهابية والإخوان المسلمون عكست هذا التسلسل ووضعت الولاء الديني قبل الوطني، وتبنت هذا الاتجاه قوى إسلامية كوردية مثل الرابطة الإسلامية الكوردية، والاتحاد الإسلامي لكوردستان العراق، والحركة الإسلامية الكوردية، والجماعة الإسلامية.
المرأة والمجتمع
(الكورد هم أكثر شعوب المنطقة تسامحا تجاه المرأة ويعطونها مكانة كبيرة ويقبلون بزعامتها)
تشكل العائلة واحدة من بين أهم مصادر القيم السائدة في المجتمع الكوردي خاصة أنها تشكل وحدة إنتاجية تقتضي التشديد على العضوية والعصبية والتعاون والالتزام الشامل بين أعضائها. ومن بين الاتجاهات القيمية التي تتصل اتصالاً مباشراً بالحياة العائلية، ما يتعلق بدور المرأة في المجتمع الكوردي. وهنا يمكن أن نلحظ ظاهرتين متلازمتين، فمن ناحية وكما يؤكد (مينورسكي) فإن الكورد هم أكثر تسامحاً من جميع الشعوب الإسلامية الأخرى المجاورة تجاه المرأة، ويعني بالتسامح هنا حرية التعبير والرأي وإعطاء المرأة مكانتها التي تستحقها. وبذلك فالكورد أكثر تقبلاً لحرية المرأة ومكانتها قياساً بالأقوام الإسلامية (الترك والفرس والعرب) التي بدت (لمينورسكي) غير متسامحة مع المرأة.
ويعزى هذا الاهتمام النسبي بالمرأة الكوردية من قبل الرجل الكوردي وثقته العالية بها، إلى أسباب أو عوامل تاريخية ودينية وأنثروبولوجية ممتدة إلى عمق التاريخ لا مجال لتحليلها.
وفي الميدان السياسي، يؤكد الرحالة والمستشرقون وجود زعامة للمرأة الكوردية على رأس القرية والقبيلة، وتؤكد هذه الظاهرة مع قلة انتشارها، أن المجتمع الكوردي يتقبل زعامة المرأة ولا عقد له إزاء ذلك عندما تفرض المرأة وجودها بمبررات منظورة أو غير منظورة، وتعزى أسباب زعامة المرأة إلى الحروب الكثيرة التي خاضتها الأمة الكوردية ضد الغزاة، دفاعاً عن وجودها وخيرات مواطنها.
إن موضوع الانفتاح والحرية والتسامح والتعددية والديمقراطية، احتلت موقعاً أساسياً ضمن المشروع النهضوي الكوردي الذي شكل منذ بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين، وبالتحديد منذ انبثاق البرلمان الكوردستاني والحكومة الكوردية عام 1992، واتخذت قضية المرأة أهميتها في صلب هذا المشروع، في ضوء العلاقة العضوية بين التحول الديمقراطي وتحرير المرأة من ناحية، وبالنظر إلى الدور المؤكد للمرأة في الشأن الكوردي العام (تحريراً وتنمية ووحدة) من ناحية أخرى.
وبما أن المرأة الكوردية جزء حيوي في المجتمع، وكان لها دور فعال في انتفاضة مارس/آذار عام 1991، إذ حررت المرأة من الظلم والأشكال المختلفة من العنف والقمع والإرهاب والإهانات الممارسة ضدها من قبل الحكومة المركزية في بغداد، بذلك تولد بالمقابل مناخ من الحرية والتعبير والمطالبة بحقوقها ومشاركتها الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية. حيث شكلت نسبة النساء (5.7%) في الدورة الأولى لبرلمان كوردستان عام 1992، وارتفعت النسبة إلى (27%) للدورة الثانية عام 2005. وأعتقد أن هذه النسبة تشكل أعلى نسبة للنساء في منطقة الشرق الأوسط، والمرأة رئيسة لعدة لجان في البرلمان الكوردي، وأصبحت قاضية لأول مرة عام 1997.
إن مشكلة المرأة الكوردية هي مشكلة المجتمع الكوردي الذي لا يزال يناضل من أجل تقرير المصير وتثبيت كيان سياسي له (أي الدولة الكوردية). وهذا هو الرأي السائد للرجال والنساء في المجتمع الكوردي في كافة أجزائه.
غير أنه وبرغم هذه الحقائق فإن بعض القيم والعادات المتعلقة بدور المرأة مازالت سائدة وتمثل عقبة رئيسية أمام تحسين مركزها ومشاركتها السياسية ومساهمتها خارج المنزل. ومن أمثلة القيم البارزة في هذا المجال، سيطرة الرجل على المرأة، وخضوع المرأة وطاعتها طاعة مطلقة للرجل، تفضيل الذكور على الإناث، الزواج المبكر وخاصة في المجتمع الريفي، مكانها الطبيعي هو البيت رغم التغير الذي طرأ على دورها في هذا المجال خلال الحقبة الاخيرة، عدم الثقة بها….إلخ.
العلاقة مع الشعوب المجاورة
يرجع تاريخ علاقة الشعب الكوردي مع الشعب العربي إلى ما قبل ظهور الإسلام، وتوطدت هذه العلاقة أثناء الفتوحات الإسلامية التي شارك فيها الكورد، ورغم هذه الصلة الوثيقة بين الشعبين العربي والكوردي، فإن الرأي العام العربي، سواء رجل الشارع أو معظم المثقفين، لا يعرفون إلا القليل عن الشعب الكوردي وعن قضاياه، وعن تأثير حل القضية الكوردية على الأمن القومي العربي خاصة، وعلى استقرار المنطقة عامة.
وقد تسبب التعامل السيئ والمتعسف للحكومات المتلاحقة في بغداد، واعتماد الإعلام العربي مرجعيات غير منصفة وغير دقيقة في تناول القضايا الكوردية، حتى باتت كوردستان توصف عربيا بأنها إسرائيل ثانية في حين أنها فلسطين أخرى. تسبب كل ذلك بتنمية شعور قوي لدى الكورد بأنه لا يوجد فرق بين النظام البعثي ونظام شيعي وسُني آخر في العراق، كما نما شعور آخر بأنه لا أمان ولا استقرار ولا كرامة إلا بوجود دولة كوردية مستقلة في العراق، بل إن التعامل العربي الخاطئ مع قضية الشعب الكوردي أدى إلى ردة فعل عكسية من قبل الكورد الذين باتوا يرغبون بدراسة اللغة الأجنبية دون العربية. وهناك جيل من الكورد في العراق لا يعرفون العربية ولا يعرفون عاصمة العراق (بغداد) فهو جيل الإنترنت والحاسوب والعولمة وليس أصدقاء الجبال كما كانوا يطلقون على الكورد من قبل الأنظمة العربية والتركية والفارسية المحتلة لأرض كوردستان، رغم أن الكورد في الماضي ساهموا مساهمة جادة في تطوير وإغناء اللغة العربية.
د. طاهر حسو الزيباري
أستاذ علم الاجتماع المساعد
كلية الآداب/ جامعة صلاح الدين/ أربيل
المصادر:
Gerhard, Lenski, “Human Societies
د. شاكر خصباك، الأكراد-دراسة جغرافية إثنوغرافي
د. عبد الرحمن قاسملو، كوردستان والأكراد–دراسة سياسية واقتصادية
د. حليم بركات، المجتمع العربي المعاصر، بحث استطلاعي اجتماعي
درية عوني، الأكراد
تومابوا، مع الأكراد
طاهر حسو الزيباري، دور المرأة الكوردية في المشاركة السياسية
طاهر حسو الزيباري، التنشئة السياسية الاجتماعية في كوردستان-العراق
مينورسكي، الأكراد، ملاحظات وانطباعات
د. بدرخان السندي، المجتمع الكوردي في المنظور الاستشراقي
اللغة الكوردية
تندرج اللغة الكوردية ضمن مجموعة اللغات الإيرانية التي تمثل فرعا من أسرة اللغات الهندو_أوروبية. لذا فهي تمت بصلة القرابة إلى الفروع الشرقية للغات الهندوأوروبية مثل الفارسية والهندية، وإلى الفروع الغربية من العائلة كاللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وتضم اللغة الكوردية ألفاظا كثيرة من العربية والفارسية وبعض المفردات التركية، وتنقسم إلى لهجتين رئيسيتين هما الكرمانجية والبهلوانية، ويتفرع منهما العديد من اللهجات المحلية تصل الآن إلى 18 لهجة مختلفة. إذ تنقسم الكرمانجية إلى الكرمانجية الشمالية، أو البهدينانية، والكرمانجية الجنوبية، أو السورانية، وتنقسم البهدينانية إلى الكوراني (الجوراني) والزازا، أو الديميلي. وتتفرع عن اللهجات الأربع الأخيرة عشرات اللهجات التي يسود كل منها في منطقة أو قبيلة أو قرية.
وككل اللغات الهندوأوروبية، فقد سبقت تلك العائلة لغات أخرى، فقد كانت تعيش في كوردستان شعوب أخرى إلى أن حصلت هجرة الشعوب الهندوأوروبية مطلع الألف الثانية قبل الميلاد. ومن الشعوب السابقة لها كان هناك الكوتيون Guti واللوللو Lullu والحوريون والكاشيون.. وغيرهم.
ويتكلم الكرد في تركيا وسوريا وقسم منهم في كل من إيران والعراق باللهجة البهدينانية، في حين يتكلم معظم الكورد في العراق وإيران اللهجة السورانية.(1)
اللهجات الرئيسية للغة الكوردية:
ان اللغة الكوردية غنية بلهجاتها الثلاث الرئيسية المعروفة، هي
1ـ الكورمانجية الشمالية: ويتحدث بها جميع الاكراد في تركيا,أرمينيا,أذربيجان, سورية ،والمناطق التي يسكنها البهدينان في كوردستان العراق، كما يتكلم بها أكراد أذربيجان الشمالي والغربي، وأكراد قوجان وبجنورد في ولاية خراسان الإيرانية.
2ـ اللهجة الكرمانجية الجنوبية (ويطلق عليها أحياناً السورانية): ويتكلم بها كورد العراق في محافظات أربيل والسليمانية وكركوك، وفي كردستان إيران في المناطق التي تقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بحيرة أورميا حتى تصل إلى حدود ولايتي لورستان وبختياري في الجنوب.
ان اللهجة الكرمانجية الجنوبية لها ثلاث فروع، وهي:
أـ البابانية والسورانية، وتنتشران في المحافظات:أربيل، السليمانية، وكركوك. والموكرية والأردلانية في كردستان الإيرانية…. .
ب ـ الهورامانية والكورانية: فالهورامانية تنتشر في مناطق هورامان الجبلية الواقعة بين مريوان وسيروان قرب الحدود العراقية ـ الإيرانية. أما الكورانية فيتكلم بها أبناء الكوران ، وهي فرقة باطنية. والكوران تقع مناطقهم قرب طريق خانقين ـ كرمنشاه في كردستان الإيرانية.
ج ـ لهجات اللور والبختياري ، ويتكلم بها أبناء لورستان الكبرى والصغرى، وهم الكورد الفيليين.
3ـ اللهجة الشمالية الغربية، ويتكلم بها أبناء قبائل دولي أو الزازا وتنتشر الزازائية في مناطق درسيم، بالو، كنج، جبقجور، معدن، بيران، أكيل، سيويرك، بيجار، وجيرموك.
كما ان اللغة الكوردية كانت قبل الاسلام تكتب بالف باء الاقوام الاخرى المجاورة كالفارسية مثلا. الا انه و بعد مجئ الاسلام بدأ ادباء الكورد يكتبون بالاحرف العربية حتى ان معظمهم كانوا يؤلفون باللغة العربية لأنها لغة القرأن الكريم و الدين الاسلامي الحنيف, الى ان جاء جلادت امين عالي بدرخان ووضع الابجدية الكوردية باستبدال الاحرف العربية بالاتينية. و الادب الكوردي بدأ يأخذ بأستقلاليته بشكل ملحوظ في العصر الحديث ,حيث انه تأثر و بشكل ملحوظ بالادب العربي في الماضي لان المساجد وحدها كانت مكان التعليم حيث كفّر الملالي كل من دعا الى السبيل العلمي.(2)
عوامل تنوع اللهجات الكوردية:
اللغة الكوردية أصبحت ذات لهجات متنوعة، باعتبار عاملين رئيسيين:
1ـ العامل الجغرافي: طبيعة المناطق الكوردية، ذات جبال وهضبات كثيرة، بحيث يصعب الانتقال بين أطرافها، فأدت إلى نشوء هذه اللهجات مع الالتزام بالأصول الكلية للغة الكوردية.
2ـ العامل السياسي: عدم وجود كيان مستقل للكورد بحيث يجمع شملهم ويوحد لهجاتهم أو عدم وجود الحرية في مناطقها حتى من التحدث باللغة الكوردية، وفي بعض الأجزاء كان الكوردي يعاقب إذا تكلم باللغة الكوردية.(3)
بعد إنتفاضة 1991 المجيدة وتشكيل حكومة في جزء الشمالي من كوردستان العراق بدأت اللهجات الكوردية وخاصة السورانية والكرمانجية بالتحسن وذلك بتجدد روح النشاط والوعي الثقافي فى كل مجالات الأعلام الكوردي وتحرر هذه البقعة من أرض كوردستان من التسلط البعثي الشوفيني في تعريب مناطق كوردستان وكان من أخطر وسائل التعريب بعد تعريب الأرض هو تعريب الأدمغة الكوردية للطبقة المثقفة مما تركت بصمات واضحة على اللغة الكوردية وتدهورها لولا مشيئة الأقدار التي غيرت المسار الكوردي نحو إتجاهها الصحيح بعد حرب خليج والقفزة النوعية في هذا التغير الأيجابي جاءت بعد سقوط نظام البعث لأنه كان ينوي هدم كل ما له صلة بالشعب الكوردي وتذويبه في المحلول العروبجي وتحويله إلى أمة ذليلة لا صلة لها بالأمة الكوردية .
فشاءت الأقدار أن يكون ذلك التفاعل ذو مردود عكسي فذوبت أصالة وإرادة الشعب الكوردي هذا المحلول البائس الذي صنعه ميشيل عفلق وأيتامه فضاع المشروع العربي القومجي في العراق وإلى الأبد بسواعد الخيرين من أبناء الجنوب وكوردستان.
فعادت المدارس الكوردية تأخذ دورها في العطاء وبلا رقابة السلطة الجائرة هذه المرة وإستطاعت اللغة الكوردية أن تتنفس الصعداء وتعيد أمجادها كما سطرتها في أشعار زرادشت وترانيمه في آويستا أو آفيستا وفي أشعار ولي ديوانه ،ملا جزيري ،أحمدي خاني إلى كوران ،نالي وهيمن وغيرهم فأصبح الأعلام الكوردي يعم كل أرض كوردسان الصغرى حتى الكبرى.
صحيح أن اللغة الكوردية تجاوزت أزماتها مع سلاطين بغداد كل هذه الحقبة من تأريخها إلا أنه ليس بيسير إزالة الشوائب التي تعلقت بها بهذه السهولة وهذا العمل هو من إختصاص الأكادميين في اللغة والأدباء في المحافظة عن نقاء اللغة الكوردية ودرأ الشوائب عنها إن كانت هذه الشوائب في المرادفات أو التعابير أو قواعد اللغة أو الفونوتيك أو النطق الصحيح وسوف أركز في هذه المقالة على النقطة الأخيرة .(4)
المصادر:
(1) الكرد .. معلومات أساسية / أمين شحاتة
(2)اللغة والأدب الكورديين / جوان جودي موقع ولاتى مه
(3) كورديات .. الجغرافيا ولغة الكورد/ مؤسسة شفق
(4)اللهجة السورانية والتغييرات السلبية الطارئة عليها/ محمد باجلان/ موقع حكومة إقليم كوردستان
تزخر الارض ومنها كوردستان بالكثير من المعادن الثمينة والاحجار الكريمة واحجاز الزينة وبالمواد الاولية التي تشكل قاعدة التطور الصناعي والاقتصادي في أي بلد وكذلك في بلدنا. يشير التاريخ منذ نشأة الانسان ،بأن التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتحسين معيشة الانسان كان يرتبط إرتباطآ وثيقآ بطبيعة ونوع المادة أو المواد المستخدمة في حياته على مدى مراحل تاريخ البشرية، وان مستوى تفوق كل مرحلة عن سابقها كان يتوقف على مدى الاستخدام الافضل لتلك المادة أو على إكتشاف مادة أو مواد أفضل في الاستخدام ،وكذلك على مدى كفائة الانسان في استغلال الطاقة الممكنة من المواد المتاحة في كل مرحلة أوعصر عن سابقه بغرض انتاج الغذاء والمأوى وفي تصنيع أدواته وتسهيل حياته وتيسير إنتقاله واتصاله لتبادل المنافع والخدمات.
عرفت الخامات المعدنية وأستغل من قبل سكان كوردستان القدماء ( انسان النياندرتال ) الذين عاشوا في كهوف كوردستان منذ أكثر من مئة وستين ألف سنة وعثر على ادواتهم البدائية المصنوعة من الاحجار والمعادن ومن عظام الحيوانات.هنالك الكثير من الروايات وحكايات ممزوجة بالأساطير والخيال عن كنوز الامبراطوريات القديمة التي ظهرت في كوردستان تشير على مدى اهتمام الاكراد بالمعادن . اتيحت للأنسان بعد أكتشافه المعادن بعض الامكانيات التي ساعدته على تطوير تحسين الادوات التي كان يستعملها في حياته حتى ان كل فترة من فترات حياة الانسان تسمى بأسم المعادن والمنتجات المعدنية فمن العصر الحجري الى العصر البرونزي،ثم عصر الحديد ثم عصر الذرة.
الأديان في إقليم كوردستان
الدين الاسلامي هو دين الاغلبية في إقليم كوردستان. وتنتشر بين الكورد الطرق الصوفية التي تختلف عن بعضها اختلافاً بسيطاً، وأكثر الطرق شيوعاً هي الطريقة القادرية، والطريقة النقشبندية، وقد لعب رجل الدين الذي يدعى (ملا) في كوردستان دوراً بارزاً وإيجابياً في الحركة الوطنية التحريرية الكوردية من حيث الولاء والانخراط فيها.
وبين الكورد، فضلاً عن الدين الإسلامي، اتباع لأديان ومذاهب اخرى، كالمسيحية، والأيزيدية، والعلي اللاهيين، والعلويين، وأهل الحق، والكاكائية. أما اليهود في كوردستان العراق، فقد هاجروا إلى إسرائيل بداية عام 1948، وهم معروفون ألآن كجالية كوردية يهودية.