بقلم الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
بعد أن تابعت بدقة تلك الدعوات المطالبة بالخروج والتظاهر، والممولة بالأساس أمريكياً وغربياً، بات لزاماً على مناشدة ومطالبة الشعب المصرى بجميع أطيافه إلتزام الهدوء، وعدم الإستجابة لدعوات الفوضى الأمريكية والإسرائيلية، بقيادة عدد من مصريين الخارج للخروج للتظاهر بشكل تام… لأن الخروج هذه المرة، يعنى الخراب والضياع لوطننا الغالى الحبيب “مصر” ويعنى تقسيم أوطاننا لصالح أجندة أمريكية مغرضة، ويدعم الكيان الإسرائيلى المحتل الغاصب فى إشاعة الفوضى من حولنا، لإضعاف جيشنا وتقويض مقومات أمتنا وثرواتنا.
فسيناريو أمريكا وإسرائيل للخروج هذه المرة بات معروفاً، فكلاهما يريدان الفوضى لمصر ولأوطاننا، ويساعدهم فى ذلك عدد كبير من العملاء المأجورين والخونة الأشرار من أبناء الخارج، وهؤلاء لم يصونوا العيش والملح، بدعمهم لدعوات التظاهر لإسقاط دولتنا المصرية ولخراب المنطقة بأسرها…. لذا، أدعو كافة جموع المصريين بإلتزام منازلهم، وعدم الإنسياق وراء أى دعوات مغرضة للنزول والتظاهر، لأن أمريكا وإسرائيل هم من وراء نداءات الخروج هذه المرة، ويساعدهم فى ذلك أعدائنا فى الداخل والخارج، من المأجورين من عملاؤهم ممن يدعون للفوضى والتظاهر من حولنا، بهدف إسقاط دولتنا المصرية.
لذا، وكلى ثقة ويقين أردد اليوم:…. “حافظوا على أوطانكم، حافظوا على وحدة أراضى الوطن والمنطقة، لا تشاركوا فى أى دعوات للتظاهر أو النزول منعاً للفوضى والدمار الذى سيقود لإسقاط دولنا. أبنائنا المصريين العظام… الوطن اليوم بات فى أمس الحاجة إلينا، وإسرائيل وأمريكا كل همهم إشاعة الفوضى حولنا، لذا لا تعطوا لأى خائن أو عميل الفرصة بالإنسياق ورائه، لأن الخروج هذه المرة ثمنه غالى، وهو إنتشار الإرهاب والقلاقل وعدم الإستقرار والفوضى…. فالوطن غالٍ والأشخاص زائلون”
وأنا هنا أرددها بأعلى صوت…. أيها المصريين، هناك دعوات أمريكية وإسرائيلية للفوضى ولإسقاط دولتنا المصرية العظيمة، وقد كتبت عنها ونشرتها بالفعل من قبل، يقودها عدد من مصريين الخارج وشرذمة من الأكاديميين والباحثين…. لذا، لا تنساقوا ورائهم، حافظوا على وحدة أراضى الدولة المصرية والمنطقة بأسرها، حافظوا على تراب الوطن…. فلنتحدى جميعاً أمريكا وإسرائيل وعملاؤهم المأجورين المنتشرين حولنا… بأن نهتف:
“عاشت مصر، عاشت أوطاننا بكل الخير. ونحن ندعم وبكامل قوتنا قيادتنا فى مواجهة أجندة أمريكا وإسرائيل الداعمة للفوضى”.
وكخبيرة فى الشأن السياسى الصينى، أصرُخ أمامكم بأعلى صوت، بأن تجربة نجاح الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، هى تجربة صمود ونجاح فى مواجهة أى تدخلات أو تحديات خارجية، وأمريكية بالخصوص. فأمريكا وإسرائيل يريدان بنا الشر، ونحن يجب أن نتصدى لهم، ونتكاتف حول دولتنا وقيادتنا، وندعمهم. ونرفض رفضاً باتاً أى محاولة لإسقاط أوطاننا بمجرد الإستماع لدعوات الخروج والتظاهر الممولة أمريكياً وإسرائيلياً.
فنعم لقيادتنا السياسية، ولا لأمريكا وإسرائيل وعملاؤهم الخونة المأجورين الداعين للتظاهر والفوضى. وتحيا مصرعزيزة قوية فى مواجهة كل عميل ومأجور وخائن…. والمحاكمة الفورية والعاجلة لكل عميل لأمريكا وإسرائيل ومأجور يدعو للتظاهر أو لإشاعة الفوضى فى وطننا الحبيب أو أى دولة من دولة المنطقة… والنصر لنا.
وأنا هنا أوجه نداء هام لكافة جموع الشعب المصرى بشأن تحالف قوى مصرية مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لقيادة معركة التغيير فى مصر بدعوى الديمقراطية الأمريكية الزائفة، أقول لكم فيه:
لقد وجدت سيادتكم، بأن من واجبى الأخلاقى والدينى والوطنى، ومن باب تحملى لتلك المسؤولية الوطنية والأكاديمية، والتى سأحاسب عليها، بأن أخرج لكم اليوم فى نداء للمناشدة، أناشد به الضمائر والعقول، بل وما قد تبقى من إنسانية لدى البعض منكم، أوجه فيه نداء إفاقة للغافلين، نداء للحكماء والعقلاء بل للجاهلين، أشبه بصرخة ألم لأبناؤنا المغرر بهم من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والغرب، بدعوى (الإستقواء بالخارج فى معركتنا للديمقراطية فى مواجهة وطننا الحبيب وجيشه وأرضه وشعبه وناسه).
وهو الأمر، الذى أشجبه وأرفضه جملةً وتفصيلاً وأتصدى وبحزم لكل تلك المحاولات العابثة أو محاولة توريطى فيها من قبل أصحابها الحقيقيين فى الداخل بمساعدة الخارج لكتم صوتى، أو لإستهدافى عدة مرات للتخلص منى، لرفضى المشاركة فى تلك الجريمة الوطنية النكراء، الخاصة بتوجيه نداء للخارج، من أجل التدخل فى شؤوننا، لقيادة معركة التغيير وجلب الديمقراطية لنا فى الداخل. وهو الأمر الذى جعلنى محاصرة بهذا الكم الهائل من المؤامرات والتهديدات، لقيادتى لأهم معركة تواجهنا الآن، ألا وهى “معركة الكرامة والوعى من أجل وطن غالى نعيش فيه ونصونه ونحافظ على كرامته”.
لذا أخرج إليكم اليوم، ولأول مرة فى بيان عاجل، لأسفى الشديد، بوجود محاولات حقيقية من بعض أبناء مصر المخدوعين، بطلب مساعدات خارجية لقيادة معركتنا الداخلية، نيابةً عنا وعن أبناؤنا الحقيقيين لجلب الديمقراطية. وهو ما بات يحدث أمامنا الآن، بمحاولات للحشد والإستقواء بالخارج ولإضعاف القيادة والجيش، من أجل معركة وهمية للإنتصار عليهم. وهو فى حقيقته “نصر زائف” يضر بالأمة وبالأرض وبالشعب، ويفقدنا جميعاً ضمائرنا، إذا لم نخرج ونشجب ما يحدث الآن من قبل عدد من أبناء الوطن المغيبيين، الذين وضعوا يديهم مع الخارج، وطالبوه بالتدخل من أجل إنجاح معركة الديمقراطية داخل أوطاننا.
وهذا عبث سيادتكم، لأن التغيير يقوم به أبناء الأمة المنتمين لها ولترابها، وليس عبر توجيه نداء للخارج لطلب مساعدة عاجلة قصوى منه من أجل الديمقراطية والتغيير… ونحن لسنا سيادتكم ضد معركة التغيير أو شكل الديمقراطية بالأساس، لو كانت بسواعد وهمم مصرية من أبناء مصر، ولكن ما يجب أن يعنينا رفضه اليوم، هو الإستقواء بالخارج فى مواجهة جيشنا وقياداتنا وشعبنا وأرضنا ونيلنا… بل وفى مواجهة كل ما تقاسمناه من العيش والملح الذى جمع يوماً بيننا.
ومن هنا أخرج عليكم اليوم، لأناشد ضمائركم وعقولكم وأرواحكم وإنسانيتكم، بأن تستمعوا لى وبأن تتهيأوا لفهم مقصدى بعناية وتأمل، لأن التغيير يا سادة، لم يعد هو ذاته المشكلة بالنسبة لى أو لكم أو حتى للجميع، ولكن يجب أن تكمن مشكلتنا معه، فى طلبه من الخارج، وإستقواء البعض منا بأطراف خارجية لإحراجنا.
كما لم تعد المشكلة للأسف الشديد سيادتكم، فى الخارج تحديداً، بقدر ما هى فى أبناؤنا بالداخل، الذين مكنوا العدو من التغلغل وإقتحام أرضنا وترابنا.
لذا، سيظل بناء الإنسان هى قضيتنا الكبرى، الأهم من بناء كل المؤسسات والبنايات… بناء الإنسان، يستلزمه إعادة تغيير جذرى وشامل لكل ما قد تعلمناه منذ مرحلة الطفولة المبكرة. ونحن هنا، ندعو الله أن نعبر بسلام من تلك المحنة، وتلك المؤامرات الجبانة التى تسبب فيها أبناؤنا عن جهل بالواقع.
وأنا هنا أقسم بالله العظيم، وسأحاسب أمام الله على كل كلمة أتفوه بها، بأن تلك الديمقراطية الأمريكية التى يحلمون بها هى ديمقراطية زائفة وليست حقيقية ولا عدالة بها. علمتنى التجربة بأنه لا أمان ولا سلام مع الأمريكان والإسرائيليين، والذين سيمدون يدهم لك بالسلام، ثم سيصفعونك من وراء ظهرك.
فما يحدث الآن، هو وجود شرذمة من أشباه المثقفين، ينادون الغرب ويقوونه علينا من أجل حريات زائفة. وهم لا يعلمون، بأن الخارج ما يهمه بالأساس هو مقدرات بلدنا وثرواتنا وسلب حقوقنا وظلمنا.
لا أحد سيشعر بالأرض، بالوطن، بالطين، برمل سيناء… إلا أبناؤنا المخلصين. لذا، دافعوا عن وطنكم، لا تصدقون أحلامهم إليكم، فهى مجرد أوهام. لا تبحثون عن ديمقراطية الغرب والأمريكان، فهى حتماً مزيفة، لأنها مشروطة علينا بسياسات تفقدنا وللأبد معركة الكرامة والهوية، وتفقدنا لا قدر الله هذا الوطن الذى يظللنا جميعاً، ونعيش على أرضه.
سنصل لشكل الديمقراطية التى نريد خطوة خطوة صدقونى، ولكن حذار من جلب الغرب لأوطاننا. لأنهم سيقيمون به وسيضيعونه ويفترسون كل مقدراتنا.
معذرة للإطالة، ولكن ما رأيته خلال الفترة الماضية شئ مرعب، وأبناؤنا أولاد مصر، يبعثون برسائل لأمريكا وإسرائيل من أجل الوقوف معنا فى معركة ديمقراطيتنا. وهذا أمر جد مؤلم، لا يجب الإستهانة أو التهاون به. وفقنا الله وإياكم، ووفق أوطاننا وجيشنا وقيادتنا وشعبنا لكل الخير. وتحيا مصر.