كتبت / هبة عبدالفتاح
توفي المحامي الشهير فريد الديب صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 79 عاما، بعد سنوات من معاناته من مرض سرطان الدم ، وكانت إبنته المذيعة حنان الديب ، قد أعلنت نبأ وفاته صباح اليوم، عن عمر يناهز 79 عاما.
وكتب تامر عبدالمنعم عبر “فيسبوك”: إن العين لتدمع والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لفراقك لمحزونون.
إنتقل إلى رحمة الله تعالي الاستاذ فريد الديب المحامي الكبير جد ابنتيّ كرمة وسلمى. وسوف تشيع جنازته عقب صلاة العصر اليوم الثلاثاء الموافق ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٢ من مسجد السيدة زينب.
حيث شيعت الجنازة اليوم الثلاثاء بعد صلاة العصر ، وشارك المئات من الأشخاص في تشييع جثمان المحامي الشهير فريد الديب الذي رحل عن عالمنا في صباح اليوم الثلاثاء، وذلك بعد صلاة الجنازة عليه من داخل مسجد السيدة زينب، وظهر على وجه الحاضرين الحزن الشديد بسبب رحيله، ومن أبرز الحاضرين علاء وجمال مبارك وغيرهم الكثير . وتم التوجه لدفنه بمقابر العائلة بمدينة السادس من أكتوبر في الجيزة.
ونعت المذيعة حنان الديب، والدها المحامي فريد الديب، وكتب على صفحتها الشخصية فيسبوك: “كان عزيزي وعزي وعزتي، فهو حبيبي الأول وعيني الثالثة وملجأي بعد الله، طاب به عمري الفائت، لكن أمر الله نافذ علينا جميعا..
مات أبي الحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون
وقال علاء مبارك في منشور له عبر صفحته بـ”تويتر”:إنا لله وإنا إليه راجعون، نتقدم بخالص العزاء والمواساة في وفاة فريد الديب سائلين المولى عز وجل أن يتقبل الفقيد بواسع رحمته ومغفرته و أن يلهم أهله الصبر والسلوان”.
وأضاف : “لا ننسى وقفة الرجل مع الأسرة في وقتٍ انسحب فيه الآخرون، ربنا يرحمه”.
هذا وقد عانى فريد الديب مؤخرا من وعكات صحية متتالية أبعدته عن النزول لقاعات المحاكم، حيث اكتفى بممارسة عمله بكتابة المذكرات القانونية في الطعون المختلفة.
بدأ المحامي الكبير فريد الديب حياته العملية في مجال القضاء، حيث عمل وكيلا للنيابة لمدة 6 سنوات، بعد تخرجه في ستينيات القرن الماضي.
اتجه الديب للمحاماة عام 1971. وبعدها بعامين، قضت محكمة النقض بإعادته لمنصبه لكنه استقال بعدها بنحو شهر، مفضلا العودة للمحاماة.
أبرز القضايا التي تولاها الديب كان دفاعه عن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك خلال محاكمته بعد ثورة يناير عام 2011، والتي قضت فيها المحكمه ببراءة مبارك من كل التهم المنسوبة إليه .
الثعلب أو الساحر ، وهي الألقاب التي أطلقت على المحامي الكبير فريد الديب والذي هو صاحب أشهر سيرة ذاتية فى عالم المحاماة ومن أبرز الشخصيات فى مصر، حيث إنه تولى الدفاع عن الكثير من قضايا المشاهير والنجوم الكبار فى جمهورية مصر ومن ضمنهم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وأسرته، وعائلة الرئيس محمد أنور السادات ونجيب محفوظ والفنانة نجوى فؤاد والكاتب محمود السعدنى، والفنانة يسرا والمطرب مدحت صالح، ورجل الأعمال حسن راتب فى قضية الآثار الكبرى، وقضية الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام وغيرهم الكثيرين فى الوطن العربى، الأمر الذى يجعله الأكثر بحثا – عبر محرك البحث جوجل.
ولد فريد الديب في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر من عام 1943، حيث إنه يبلغ من العمر ما يقارب تسعة وسبعين عاما، وهو من السيدة زينب، حيث درس وحفظ القرآن، تخرج فى كلية الحقوق في 1963 بمعدل جيد جدا، كما أنه عمل في العديد من المناصب في الدولة حتى بدأ مسيرته المهنية في المحاماة في عام 1971، حيث لجأ إليه الكثير من النجوم الكبار والمشاهير في مصر.
المحامى فريد الديب الذى بدأ مسيرته القانونية من باب النيابة العامة، وكيلًا للنائب العام بجنوب القاهرة، بعد تخرجه من كلية الحقوق بتقدير عام جيد جدًا، مرورٍا بالوايلى وشرق القاهرة لنيابة سوهاج، ليتم استبعاده و127 آخرين عام 1969 على خلفية أحداث ما يعرف بـ”مذبحة القضاة”، ورفضه التام لتدخل السياسة فى عمله، ليرتدى الروب الأسود فى عام 1971، وتستمر رحلته قرابة 49 عامًا متواصلة، اكتسب شعبية كبيرة، لما يمتلكه من ملكة الترافع أمام المحاكم وحيله القانونية وتركيزه على الثغرات، ما جعله من أبرز المحامين فى مصر خلال فترة زمنية قصيرة، استند خلالها لجملة “المتهم بريء حتى تثبت إدانته” كقاعدة قانونية ليلقب خلالها بـ”الثعلب” أو “الساحر”، الأمر الذى ساعده فى مرافعاته لكبار المشاهير والفنانين.
تاريخه الحافل بالانتصارات، وضح جليًا فى مرافعاته الشهيرة للأديب العالمى نجيب محفوظ، والدكتور سعد الدين إبراهيم، ورجل الأعمال والسياسى المشهور هشام طلعت مصطفى، ومحمود السعدنى، والفنانون يسرا وثناء شافع ونجوى فؤاد وفيفى عبده ومدحت صالح، ورجل الأعمال حسام أبو الفتوح، وإبراهيم سعدة، ومصطفى أمين، والمحامى المتبرع للدفاع عن نائب الرئيس السورى الأسبق، عبد الحليم خدام، ليكون محامى الرؤساء وعائلاتهم، بعد أن نحاه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر من القضاء، وعاد إلى العمل بالنيابة عن طريق الرئيس الراحل أنور السادات ، إلا أنه تقدم بإستقالته .
“فريد الديب” مر بسلسة نجاحات فى عالم المحاماة بدأها مع عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى قضية التشهير التى أقامتها ضد صحيفة العربى الناصرى التى اتهمت الرئيس الراحل بـ”الخيانة”، وتولى قضية علية العيوطى التى كانت متهمة فى القضية المعروفة بـ”نواب القروض”، وهم نواب فى البرلمان استغلوا مناصبهم فى الحصول على قروض مالية قيمتها 892 مليون جنيه بدون ضمانات بنكية، وبدأت القضية عام 1995، بعد اتهام بعض العاملين فى البنوك وعلى رأسهم “العيوطي”، وتوفيق عبده إسماعيل، عضو البرلمان السابق والرئيس السابق لبنك الدقهلية، بأنهم منحوا بعض العملاء من نواب البرلمان وغيرهم قروضًا وتسهيلات بالمخالفة للأصول والأعراف المصرفية، مما ألحق ضررًا بعدد من البنوك، ومن أشهر المقرضين، محمود عزام نائب البرلمان وزوج “العيوطي”، وإبراهيم عجلان وشقيقه ياسين عجلان وخالد محمود نائب البرلمان وآخرن، وصدر ضد “العيوطي” حكما غيابيا فى 2002 بالأشغال الشاقة 15 سنة.
فى عام 2000 حُبس الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسى فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، بتهم تلقى أموال من الخارج، وترافع “الديب” عنه، لكن حكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة “الإساءة لصورة مصر” و”الحصول على أموال من جهات أجنبية دون إذن حكومي”، ودعت منظمات حقوقية دولية ومحلية الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحه، واستطاع أن يثبت براءة موكله أمام محكمة ، وبعد 25 يناير 2011، تقدم فريد الديب لتولى “شارة الكابتن” فى فريق الدفاع عن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وعائلته، وعدد من كبار رموز هذا النظام، فى عدد من القضايا، بعد إعلانه الترافع عن مبارك رسميا فى “قضية القرن” فى وقت كانت الأصوات كلها ضد التيار واستخدم الثعلب تصريحات مثيرة للجدل لإرباك خصومه فى قضية محاكمة مبارك ونجليه وآخرين فى اتهامات الحصول على مبالغ مالية بغير حق من بيع البنك الوطنى المصرى، وإهدار المال العام.
استمر “الديب” فى المرافعة عن مبارك وعائلته حتى أصدرت محكمة جنايات القاهرة فى عام 2018، حكمها فى إعادة محاكمة مبارك بقضية قتل المتظاهرين وتصدير الغاز والفساد المالى، وقضت ببراءته وكل من معه من كل التهم الموجهة له، ليضيف إلى انتصاراته المهنية العديدة انتصارا تاريخيا جديدا، بعد أن كسب قضية ”العمر” الأكثر جدلًا داخل أروقة المحاكم المصرية، لأنها أول محاكمة مدنية لرئيس مصرى وعائلته على مر التاريخ.
كما ترافع المحامي فريد الديب عن اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، في قضية اتهامه بتسهيل الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية المعروفة إعلاميًا بـ “الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية” ، وجلب للعادلي البراءة وتغريمه مبلغ 500 جنيه، ورفضت محكمة النقض طعن النيابة على براءة العادلي والغرامة الموقعة عليه ، ولم تكن هذه القضية الوحيدة التي ترافع فيها الديب أيضا عن العادلي لكنه قام بتبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه ورفع الحظر عن ممتلكاته.
وتولى فريد الديب الدفاع في العديد من القضايا الشهيرة على مدار سنوات مسيرته، من بينها: قضية مبارك التي كانت توصف بـ”محاكمة القرن”، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وقضية الإسرائيلي عزام عزام الذي أُدين بالتجسس، بالإضافة إلى قضايا العديد من السياسيين والفنانين ورجال الأعمال.
وذكرت صحيفة الأهرام أن “آخر نشاط للمحامي فريد الديب كان الطعن أمام محكمة النقض على الحكم الصادر من محكمة جنايات المنصورة بإعدام المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة”، وهي الجريمة التي هزت الشارع المصري في يونيو الماضي.
حينما أعلن توليه الترافع عن الشاب محمد عادل، المتهم بقتل زميلته الطالبة نيرة أشرف، إلا أنه تراجع بعد ذلك بسبب ظروفه الصحية بينما تولى تلامذة المحامى الكبير القضية، يأتى ذلك رغم إعلان فريد الديب منذ عدة شهور اعتزال المحاماة أثناء دفاعه عن رجل الأعمال حسن راتب فى قضية الآثار الكبرى، وكعهد العظماء جاءت وفاته فى شهر ميلاده بل بعد يوم ميلاده بيوم فهو رحمه الله من مواليد يوم 23 أكتوبر لتوافيه المنية فجر يوم 25 أكتوبر.
هذا وتتقدم كلا من أسرة مؤسسة هايدي لرعاية الفئات الخاصه وشبكة هايدي نيوز الاخبارية رئيس مجلس الإدارة الإعلامية والكاتبة الصحفية / هبه عبد الفتاح، ونائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ/ محمد شلبي بخالص التعازي والمواساة لأسرة المحامي الكبير فريد الديب ولكل أهله ومحبيه ، داعين المولى أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم غفرانه ويسكنه الفردوس الأعلي في جنات النعيم مع الانبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.