بقلم : سلوى علوان
نعم.. ممنوع من البوح لكنها كلمة حق، أضطر لكتابتها هنا، لأنها لن تجد مكانا سوى هنا، وهذا أضعف الإيمان.. الهرولة الإماراتية، ومن سيتبعها من دول عربية تتحسس الآن خطواتها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، خنجر جديد في ظهر الوطن، واستمرار لقتل ما تبقى فينا من عروبة وهوية وثوابت وطنية..
الاحتفال بالعيد الوطني للإمارات على رفات شهداء الأرض المحتلة وشهداءنا عبر التاريخ، عار كبير يسجله التاريخ..
شغلونا بأنفسنا لنصبح أعداء لذواتنا ليغيب العدو الحقيقي عن المشهد، وتنسحب الرموز الوطنية الحقيقية التي تكسر كثيرا منها بفعل فاعل بينما غيب الموت آخرين، لتولد أجيال تلو أخرى في ظل صراع وهمي كبير إما وراء لقمة العيش التي ينقصها حد الكفاف للحياة، يشغلهم مستقبل غامض تائه وطريق مبهم لا يدركون كيف يخطون فيه، وأمام مشاهد عبثية، وواقع مشوه وهوية مفقودة ووعي مغيب خاصة مع تكرار صور التطبيع وتصوير انبطاح المطبعين على أنه دليل محبة وحمائم سلام ورؤية للعالم الحديث الجديد المتطور المتحضر، دون أن يشعر أحد بتأنيب ضمير أو بنخوة دين وهوية وأن فلاشات الكاميرات والاحتفالات واتفاقيات التطبيع التجاري أو الإعلامي أو الثقافي تجري جميعها على أرض ارتوت- ولا زالت- بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والعجائز عبر التاريخ، صرنا نحن -أصحاب القضية- مجرد دخلاء على الواقع المر، وصار أصحاب الحق إرهابيين يستحقون القتل علنا بالرصاص على مسمع ومرأى من العالم كله، ولا أدري، كيف نسينا #محمد_الدرة_وإيمان_حجو_فارس_عودة_غلي_الدوابشة_يوسف_عماد_ ومئات الآلاف من الشهداء ليس في فلسطين وحدها، بل في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وقبلهم مصر، مصر التي دفن أسراها أحياء بعد أن أجبروا على حفر قبورهم بأيديهم، واستشهد أطفالها في #مذابح_بحر_البقر والسويس وبور سعيد وسيناء وغيرها وغيرها..
لماذا نقتل أنفسنا بأنفسنا، لماذا انسقنا وراء المخطط الصهيوآمريكي باستبدال عدونا الحقيقي الذي استأجرنا لنقتل بعضا بعضا، ودفع المليارات لجماعات توحشت علينا باسم الدين ليضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الأول، تغييب العدو الحقيقي عن المشهد والوعي ليستطيع احتلال العقول والأرض في هدوء دون أدنى مقاومة، الثاني، استئجار عناصر مشوهة بلا ضمير تعمل باسم الدين لتفريغ ديننا من مضمونه الحقيقي وبالتالي إتاحة الفرصة للعبث بالثوابت والمعتقدات التي نتعامل معها نحن العرب والمسلمون كقضايا وثوابت دينية من المفترض أنه لا مساس بها، ولكن تصدير القتل والذبح والاغتصاب على أنه يرتكب تحت مظلة الدين فهذا ينفر الناس من الإسلام والمسلمين حتى المسلمون أنفسهم باتوا يشكون في حقيقة ما يجري ما إذا كان من تعاليم دينهم أم لا، خاصة الشباب منهم، وهذا من أهم وأخطر أسباب انتشار الإلحاد خلال السنوات الماضية.
ما يمارسه الإعلام منذ سنوات من تشوية للحقائق، وتردي الذوق العام، وأفلام الرخص والدراما الهابطة والبرامج المأجورة، والمقالات الموجهة، وتصدير الموبوئين للناس على أنهم نجوم وأصحاب وجاهة وفكر ومراكز مرموقة وشهرة ولا مجال لذكر أسماء فهم معروفون جيدا لنا جميعا..
وأمام هذا يتم تغييب القدوة الحقيقية والفن الحقيقي والإعلام الهادف والبناء، وهو المخطط الذي أعد لنا منذ عشرات السنوات ومدون حرفيا في بروتوكولات حكماء صهيون، لكننا للأسف جزء منا غافل، وآخرون متغافل، وآخرون أصحاب مصالح شخصية لا يدركون معنى مصلحة وقيمة الوطن..
وأسأل، لماذا غضضنا الطرف عن إيقاظ وعي الأمة واستسلمنا لهذا التغييب الكبير، ولمصلحة من تهرول الإمارات ومن سيتبعونها من دول بهذا الانزلاق المخيف المذل نحو عدو لم ولن نسلم من مكائده حتى يوم الدين؟!