كتبت : هاجر سمير
كشف عالم الآثار الشهير الدكتور زاهي حواس، تفاصيل محاولات سرقة مقبرة الملك توت عنخ آمون، منذ أيام الفراعنة وحتى جلاء الإنجليز عن مصر.
أوضح حواس خلال حواره مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج “معكم منى الشاذلي” على قناة cbc، في حلقة خاصة احتفالا بمئوية توت عنخ آمون، أن المقبرة دخلها اللصوص مرتين وقت الفراعنة، قائلا: “في المرة الأولى اللصوص سمعوا دبيب أقدام عساكر الجبانة فطلعوا يجروا.. والمرة التانية نفس الحكاية.. فقام حرس الجبانة بقفل المقبرة وختمها”.
تابع: “بعدها قام فيضان في الوادي قفل المقبرة.. وبعدها بمدة جم يبنوا مقبرة رمسيس 6 فالحجارة وقعت في الأرض وقفلت المقبرة وخلتها ملهاش منفذ على الإطلاق.. وبالتالي ده حماها من السرقة”.
أما فيما يتعلق باكتشاف المقبرة عام 1922، أشار زاهي حواس إلى أنه تم إنهاء الحماية الإنجليزية عن مصر في 28 فبراير 1922، أي قبل اكتشاف المقبرة بنحو 9 أشهر، قائلا: “يعني مقبرة توت عنخ آمون لو كان تم اكتشافها في يناير أو فبراير كان زمانها كلها اتاخدت.. فالحمد لله إن تم اكتشافها بعد أقل من 9 شهور من إنهاء الحماية”.
أضاف أن القانون قبل اكتشاف المقبرة كان ينص على أن البعثات الأجنبية تأخد 50% من قيمة الآثار التي تكتشفها، وتأخذ مصر 50%، إلى أن تم تعديل القانون لينص على أن تظل المقبرة وجميع مقتنياتها في مصر كما هي ولا يأخذ الأجانب منها أي شيء، وذلك فقط في حال اكتشافها كاملة ولم يمس منها أي شيء، وبالتالي غضب بشدة اللورد كارنافون ممول بعثة التنقيب، وحاول إثبات أن المقبرة تمت سرقتها.
يضيف زاهي حواس: “اللورد كارنافون أكبر لص آثار.. هو اللي سرق أكبر كمية آثار من المقبرة.. وكمان أعطى الحق الكامل لجريدة لندن تايمز للكتابة عن كشف المقبرة مقابل 5 آلاف جنيه استرليني، قائلا: “وبسبب ده الصحفيين المصريين كانوا قاعدين مش قادرين يكتبوا.. ده غير إن هوارد كارتر منقب الآثار كان بيمنع المصريين إنهم يدخلوا يزوروا مقبرة توت عنخ آمون”.
تابع أن وقتها كان مرقص باشا حنا يتولى وزارة الأشغال، التي يتبعها قطاع الآثار، وحينما وجد أن كارتر يرفض دخول المصريين، بينما حاول السماح لزوجات أعضاء البعثة الأجانب للدخول، منعهم من ذلك، قائلا: “كارتر كان عاوز يكرم زوجات أعضاء البعثة اللي بتشتغل معاه، فقالهم تعالوا النهاردة هنفتح حجرة الدفن الساعة 6 الصبح، فصدر قرار من مرقص باشا حنا بمنع دخولهم.. وطبعا كارتر غضب بشدة واشتكى ورفع قضية ضد الدولة”.
أشار زاهي حواس أن مرقص باشا حنا له الفضل في الحفاظ على المقبرة، قائلا: “لما هوارد كارتر سافر واتقفلت المقبرة وعلماء الآثار اتدخلوا.. مرقص باشا قالهم لا بد كارتر يعتذر لكل المصريين أولا، وتيجي بنت لورد كارنافون ومعاها كارتر يكتبوا جواب إن ليس لهم حق في الحصول على أي قطعة من المقبرة.. وبالفعل تم له ما طلب ودفع لابنة اللورد 36 ألف جنيه إسترليني قيمة ما أنفقوه على البعثة حتى اكتشاف المقبرة”.
تابع: “صحيح هو جاب كارتر ومضى معاه عقد وقاله هتشتغل تبع الحكومة المصرية وترمم الآثار وتكتشفها تبع الحكومة.. لكن كارتر بلا شك سرق مقتنيات من المقبرة وكان يهادي البعض بهدايا تذكارية منها وهربها برا مصر”.