كتب:إسلام محمود
تم النشر بواسطة :عمرو مصباح
تم المسافة بين الآني والتآنّي كانت طريق آلام قطعه الشاعر إسلام محمود بين آنية الجُرْح وتأنّي خروج آهات ألمه شعرًا .. كثير من الشعراء تأسره التجربة فلا يستطيع منها فكاكًا إلا بالتعبير عن آنيتها والتسرّع في تحويلها لقصيدة رد الفعل اللحظي .. فتخرج الانفعالات شعرًا .. والشعر انفعالًا .. ديوان (شهداء تحت الطلب) للشاعر إسلام محمود عام ٢٠١١ كان من هذا النوع وإن اقتضى الحال مراعاة العذر الثوري.ومن الشعراء .. وهذا حال صاحبنا وصاحب ديوان ورقة طلاق الشاعر السكندري إسلام محمود .. فالتجربة تقع في ٢٠١٨ والديوان يكتمل في ٢٠٢٣ في خمس سنوات تتجمّع فيها خلاصات التجربة ويوقد الزمن عليها فينفث خبثها وانفعالها ويُبقي على جوهرها الحق.إسلام محمود شاعر وروائي ومترجم سكندري .. لا تحده السطور وإنما تتحدث عنه النصوص التي أبدعها وتبدأ برواية ( سفر الأصفار ) – دار (الدار) 2005 ورواية (إنسان ما قبل الديمقراطية) – دار (ملامح) 2008 وديوان (شهداء تحت الطلب) – دار (التلاقي) 2011 وكتاب (أخبار العمالة في بلاد الكفالة – أدب رحلات) – دار (الحلم) 2014 ومجموعة قصصية (أم كلثوم) – عمل جماعي (منشور لي قصتان ) – دار كيان 2016 ورواية (بديعة) – دار اكتب 2017 ورواية ( الغوازي) دار اكتب 2019 ثم ترجمة كتاب “البلوكتشين سلسلة الثقة” للدكتور خالد بن يوسف بوعبيد عن دار العبيكان 2020 وترجمة كتاب “الحوسبة السحابية” للدكتور خالد بن يوسف بوعبيد عن دار العبيكان 2021 وأخيرًا رواية (الكاحول) دار اكتب 2022.وعبر خمس عشرة قصيدة يبدأها الشاعر ب وشوشة .. وينهيها بالقول على سبع .. في حين تظل قصيدة ورقة طلاق واسطة عقد الديوان.الباحث في العلوم الاجتماعية وخريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية قسم العلوم السياسية إسلام محمود لا يكتب دون منهج .. حتى في الشعر والرواية .. تجد المنهج حاكمًا محكومًا في قلم مبدعه .. ولذلك تلمس للقصيدة منهجًا .. ولبنائها منهجًا .. اقرأ معي إن شئت القصيدة الثانية .. إنت مين .. أنا العايم وأنا العوام .. وأنا الهايم مع الأوهام أنا كيلك ومكيالك .. وخيط يحلم يكون شالك ولما جيت على بالك .. لاقتني علامة استفهامبمنهج يبدأ بمقدمات السؤال عن الهوية .. إنت مين .. والإجابات اليائسة للمحب من طرف واحد .. تأتي النتائج متسقة مع المقدمات من أول القصيدة لآخرها .. ده شرع الحب ع الحَبِّيب .. حبيب يجرح وحِب يطيب كفاية إنه حينساني .. وبالهجران حيرعانيطرف واحد بلا تاني .. وإيد تمسك وإيد بتسيبومن منهج القصيدة إلى الصوتيات التي تعمل على خلفية الموسيقى الشعرية .. حتى أن قصيدة من بين قصائد الديوان تقوم على أساس صوتي وليس لفظيًا أو كلاميًا .. وهي قصيدة (توء) مقطع صوتي .. يدل على النفي .. بلا حروف هجاء أو تركيب .. يقول إسلام محمود:جرة قدم فوق السراب فوق العدمزلة قلم بتسطر المستور م الألمبس اتبدلتوءده اتعدلوكان ضناك مبدول هَنَاكأيام ما قلبك كان معاكالبنيوية الشعرية هنا مقاربة تضم عناصر الفعل الشعري فتتوسط (توء) المقطع الشعري فما قبلها يغاير ما بعدها في بناء هندسي غرائبي تعمده الشاعر إسلام محمود في هذه القصيدة غير المسبوقة.التنوع الصوتي على مستوى القصيدة يكاد يختفي على مستوى الديوان .. فردية القراءة لا تخدم شاعرًا كإسلام محمود .. كلية التلقي تفعل .. وشوشة السماء دعاء .. والتمهيد بأنها لم تستجب .. في القصيدة الأولى تقود القارئ / الشريك الإبداعي للوصول لسيرة الداعي الذاتية في القول على سبع .. في القصيدة الأخيرة .. وبينهما تقع الطامة الكبرى .. الطلاق .. في قصيدة ورقة طلاق.يبقى ديوان ورقة طلاق للشاعر إسلام محمود والصادر عن دار الرضا للطبع والنشر والتوزيع مائزًا باقتدار في كل قصيدة تضمها دفتاه وإن اختفت قصيدة اللحظة التنويرية أو قصيدة نقطة التحول .. ولكن دعونا لا نحمّل الديوان/ التجربة فوق ما يحتمل .. فالنهايات لا يجب أن تحاكي أفلامنا السينمائية.
-للتواصل مع الصحفي عمرو مصباح على فيس بوك:
https://www.facebook.com/amr.misbah?mibextid=ZbWKwL
-الصفحة الرئيسية للصحفي عمرو مصباح على فيس بوك:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100083015460457&mibextid=ZbWKwL
-اقرأ أيضا:
هبة عبدالفتاح تكتب .. أهم الأسباب التي توضح أهمية التدوين للتسويق وتحسين محركات البحث