متابعة – علاء حمدي
يعتبر أدب الأطفال من أهم العناصر تأثيراً على شخصيته خاصةً إذا ما كان هذا الأدب مستهدفاً لشريحة كبيرة من الأطفال في صورة جذابة عبر فيلم سينمائي ، مسرحية، مسلسل تلفزيوني أو اذاعي .
ولكل عصر أسلوبه المميز في جذب الاطفال. وقد كانت السينما أحد أهم تلك المجالات التي أثرت على تفكير الطفل، وقدمت التأثير في قالب ممتع خصوصا عندما قدمت بعض الافلام الموجهة للأطفال او الموجهة لكافة افراد الاسرة مع إضافة مميزة وهي مشاركة الممثل الطفل، الذي يلعب دور البطولة في تلك الافلام السينمائية، فأشار الكثير من التربويين والإعلاميين الى خطورة آثار السينما والإعلام وكل ما يقدم للطفل بشكل عام على الطفل العادي فما بالك بالطفل الذي يشارك في تلك الاعمال السينمائية. فسينما الأطفال عالم ملون تمتزج عبره الصور بالمشاهد والموسيقا والخيال، لتستحوذ على اهتمام الطفل، فكره، ومشاعره، مرتحلة معه إلى فضاء سحري رحب، يعيش من خلاله تجارب غنية، ترفِّه حسّه، ترتقي بمداركه، وتثري أفكاره وخياله، فالفيلم السينمائي مصدر للمتعة والفرح، ومعه ينتقل المتلقي إلى آفاق واسعة من روافد الفن والإبداع.
من هذا المنطلق حرصت الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام على تخصيص ثالث محاور منتدى نقل الخبرة لحملة الماجستير والدكتوراه عبر تقنية البث المباشر عن ثقافة الطفل حيث إنها المرحلة الأكثر تأثيراً في ذهنية الطفل والأقوى سيطرة على تفكيره وسلوكياته، مؤثرة في خياله الخصب، ومثيرة في نفسه سمات الحماس والجرأة، فيسبح مع أبطاله الخياليين إلى عوالم أرحب، منبهراً بقدرتهم الخارقة على مقارعة الوحوش، والقضاء على مخلوقات فضائية تهدد بتدمير كوكب الأرض والغوص في الأعماق أو تسلق المباني الشاهقة برشاقة، تماماً كما يفعل بطله المفضل، فهو يرى في هذه النماذج إمكانات وصفات كبيرة يتمنى شخصياً امتلاكها ليشعر بالبطولة والتميّز بين محيطه وأقرانه.
حول السينما وتأثيرها على ثقافة الطفل حاضرالأستاذ ياسر ابراهيم علي أخصائي ثقافي بقصر ثقافة مصر الجديدة أولى محاضرات المحور الثالث من المنتدى مشيراً إلي أن كل مرحلة زمنية تُوجد أنماط من تقديم أدب الاطفال موجهة لهم، وفي الالفية الثانية جاءت نوعية الافلام السينمائية بتقنية «الاينميشن» التي حققت نجاحات مذهلة على مستوى العالم وحققت معها ارباحا مالية ضخمة لم يكن يحلم بها لا شركة الانتاج ولا المخرج والأمثلة كثيرة خاصة على مستوى العالم.
وعلى مستوى العالم كانت هناك اعمال سينمائية مميزة شارك فيها الأطفال بشكل رئيس الى ان يكبر ويكون محور ارتكاز احداث الفيلم. وبرغم ذلك هناك دائما ضريبة تدفع من قبل تلك النجاحات خصوصا من قبل الطفل مما يجعل العواقب وخيمة في بقية سنوات عمره، وكلما كبر ازدادت مأساته التي قد تدفعه الى الهاوية ان لم يجد من يقدم له يد العون وينقذه.