سألت بعض الأزواج عن أخبار علاقتهم الزوجية، وكيف تسير أمورهم، بعد مرور اكثر من عشرون عام ع زواجهم فلم أجد إجابة واضحة، فأغلب الإجابات تنحصر في عبارات مبهمه واعتيادية لا تنم عن السعادة والاستقرار وهناك من اتحفني بسيل من الشكاوى التي يرصدها كل طرف للآخر، وقائمة الخلافات المعتادة، والتي يسيء كل منهما فهم الآخر، دون أن يترك مجالاً للمناقشة والحوار، فهناك عشرات الأمور التافهة تكون سبباً في الخلافات، رغم أن التغاضي عنها أو معالجتها بشكل أكثر ذكاء يخفف من توتر العلاقة، وبالتأكيد ليس ذلك بالأمر السهل، ولكن علينا أن نفكر بأن تلك الأمور مهما بلغت من تفاهتها فإنها لا تعني شيئاً جوهرياً في العلاقة، وأن التجاوز عنها يشكل دعماً عظيماً بدلاً من الاستمرار في العناد والتضخيم، الذي يؤدي إلى تدمير العلاقة، ومع الأسف العديد من الأزواج يفتقدون القدرة في الاستماع لبعضهما، وهناك فرق شاسع بين الشريك المستمع بحب وبين شريك مستمع بغيظ وغضب.
فبعض الأزواج يعتقد بأن شريكه لديه القدرة على فهم وقراءة شخصيته وأفكاره، وقد يتخذ حيال ذلك موقف الصمت أو الابتعاد، أو إشعار الطرف الآخر بالإهمال واللامبالاة، دون أن يفصح عن أسباب ذلك، لدرجة تجعل الطرف الآخر ينفجر من الغضب، وفوق ذلك يدعي بكل ثقة بأنه لا يفهم ما الذي يحدث، وبعد فوات الأوان يبدأ بالمناقشة وتذكير شريكه عن أحداث مرت عليها أيام أو أسابيع، معتقداً من وجهه نظره أن الآخر يفهم سبب ضيقه ولكنه يتجاهله، وبالتالي يبنى بداخله التصورات والخيالات ويختزنها دون أن يفكر بأسلوب منطقي، فما يتصوره طرف أنه بديهي ومتعارف عليه، قد لا يكون كذلك بالنسبة للآخر، وكان من الأجدر أن يخبره منذ البداية عما يضايقه بطريقة لائقة وفي الوقت المناسب.
يجب على كل شريك أن يجعل نجاح علاقته مع شريكه أهم أهدافه التي يتمنى أن يحققها، وأن يتعامل بذكاء ويعيد فهم بعض المبادئ والأسس التي تقوم عليها العلاقة، ويدعم كل منهما أفكار وطموحات وأحلام شريكه، ويركز على الإيجابيات والمميزات، ويبتعد عن صغائر الأمور،
إننا بحاجة إلى تعديل بعض أفكارنا، والنظر إلى الحياة الزوجية على أنها هدف علينا أن نسعد بتحقيق نجاحه، بدلاً من أن نفكر فيه على أنها معركة علينا أن نثبت لأنفسنا من الغالب ومن المغلوب فيها، وهناك بالتأكيد علاقات زوجية ناجحة وسعيدة، فالأمر ليس سهلاً ولكنه ليس معقداً، فالحياة الزوجية تستحق أن يبذل فيها الأزواج جهدهم وفكرهم ووقتهم لإنجاحها.