أخبار عاجلة

رقائق من المعارف بقلمي الأستاذة “مي رضوان السلوم” و”د.محمد فتحي عبد العال”  القصة “7” حل اللغز

مع نهاية العام الدراسي أعلن الاستاذ (أكرم) معلم التاريخ بالمدرسة  أن أنشطة مادته ستكون عن الحضارة المصرية القديمة وأنه على طلاب الفصل اختيار موضوع بحثي يحلق في فلك هذه الحضارة ومداراتها المتنوعة لحصد درجة الأنشطة وحدد شهرا كاملا لتسليم الأبحاث ومن ثم فحصها  وتحديد المراكز الأولى..

ظهرت نتائج الأبحاث وحصلت الطالبة (مي )على أعلى درجة عن بحثها المعنون اكتشاف اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) وبفارق كبير عن أصحاب المراكز التالية مما أثار دهشة الزملاء وفضولهم لمعرفة السبب وما حواه بحثها من محتوى علمي جديد أهلها لهذه المنزلة..

خصص الأستاذ (أكرم) لبحث (مي ) حصة كاملة لتشرح أمام الطلاب بالفصل ومدير المدرسة الأستاذ بلال  بحثها المتميز ..

قالت مي : يعد اكتشاف اللغة المصرية القديمة حدثا هاما في تاريخ الإنسانية إذ أماط اللثام ولأول مرة عن حقيقة الحضارة المصرية القديمة ومآثرها بشكل جلي  وجعلها قريبة من أدوات البحث العلمي والأكاديمي الحصيف ..

قال مدير المدرسة : كنا نتمنى لو أن هذا الكشف يا أبنائي عربيا خاصة وأن حجر رشيد الذي تمكن من خلاله العالم الفرنسي (جان فرانسوا شامبليون) فك رموز اللغة هو من آثارنا المسلوبة والتي تقطن المتحف البريطاني اليوم ..

نهض أحد الطلاب متسائلا : ولكن كيف تمكن من فك رموز هذه اللغة عبر حجر كهذا يا استاذ ؟

قال الأستاذ بلال: كان الحجر يتضمن رسالة شكر من كهنة منف لبطليموس الخامس لرفعه الضرائب عنهم وقد كتب بثلاثة لغات هي الهيروغليفية وهي اللغة الدينية بالمعابد واللغة الديموطيقية وهي اللغة الشعبية العامية وأخيرا اللغة اليونانية القديمة لغة الحكام الإغريق ولما كانت اللغتين الأولى والثانية قد اندثرتا بفعل تقادم الزمان وانقراض متحدثيها فيما كانت اليونانية حاضرة فقد أمكن لشامبليون عبر مضاهاة النصين الأول والثاني بالثالث اليوناني الوصول إلى مفتاح الفهم للغة المصرية القديمة بشقيها الديني والعامي ..

قال الطلاب : رائع يا استاذ بلال

قال أكرم : ولكن مي ستكشف لنا اليوم مفاجأة رائعة يا استاذ بلال من خلال بحثها القيم.

دهش الأستاذ بلال : وهل في الحقائق التاريخية المستقرة مفاجآت يا استاذ أكرم ؟!

قال أكرم : هذا ما أقنعنا به الاستعمار عبر أبواقه على مدار التاريخ الحديث لكن الحقائق التي نظنها ثابتة قابلة للتغيير مع ظهور دلائل أخرى تدحضها وتحل محلها.

ثم التفت (أكرم) إلى (مي )قائلا : تحدثي يا مي عن نتائج بحثك القيم

قالت مي : الحقيقة أن أول محاولات الكشف عن رموز اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) كانت عربية بامتياز .

دهش الأستاذ بلال وكذلك الطلاب وعمت همهمة بالقاعة : كيف ؟!

قالت مي : كانت هذه المحاولة الناجحة عبر العالم العراقي المسلم أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن حرثيا بن بدنيا ابن بوراطيا الكزداني والمشهور بابن وحشية النبطي والذي توصل إلى فك رموز اللغة المصرية القديمة عبر مقارنتها باللغة القبطية وضمنها في كتابه ( شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) في العصر العباسي وقد ترجمه ونشره بالإنجليزية  (جوزيف فون هامر بورغستال)  عام 1806 باسم «الأبجدية القديمة والشخصيات الهيروغليفية» وقد كان هذا المفتاح السحري الذي أتاح لشامبليون وغيره فك رموز اللغة المصرية القديمة ولكن من ينسب الفضل لأصحابه الأوائل ..

قال الأستاذ بلال : بوركت يا ابنتي مي لقد ذكرتيني بما فعله (وليام هارفي) الذي نسب لنفسه وصف الدورة الدموية الصغري التي اكتشفها العالم المسلم ابن النفيس قبله بقرون وكذلك  الايطالي (فيبوناتشي) الذي نسب لنفسه بعض أبحاث الخوارزمي..

قال أكرم : للأسف هذا ما أراده الاستعمار الذي غزا عالمنا العربي من سلب كل إنجازاتنا ونسبتها لنفسه ليهزم داخلنا القدرة على الاعتماد على الذات والانطلاق في ميادين العلم كما فعل أجدادنا الاوائل سواء بسواء .

قال الأستاذ بلال : بالتأكيد ستعود شمس العلوم تشرق من عالمنا العربي والإسلامي طالما هنا نماذج مثل (مي) وأقرانها يبحثون ويدققون ويقدمون لنا كل جديد في شتى المعارف والعلوم الإنسانية..

أستاذة مي رضوان السلوم كاتبة سورية

د.محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث وروائي مصري

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

افتتاح ورشة قياس أثرالأنشطة الثقافية بمصر الجديدة

هبه الخولي / القاهرة افتتحت الدكتورة منال علام رئيس الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين بمصر …