أخبار عاجلة

يا آباء كونوا أصدقاء .. بقلم “أميمة عبد العزيز زاهد”

إن قضية تربية الأبناء من أهم القضايا التي يجب أن يمنحها المسئولون والمربون جل اهتمامهم، وأن يكون هناك دراسات وأبحاث وحوارات على جميع الأصعدة، ومع جميع الأطراف المعنية؛ ليتمكنوا من وضع أطر وبرامج ومشاريع تهتم ببناء الإنسان على أرض الواقع، وليس مجرد دراسات واستراتيجيات ودورات ومؤتمرات حبيسة المكاتب، فما نراه ونسمعه في زماننا الحالي من كثرة شكوى الأهل والتربويين والمجتمع من الانحرافات الفكرية وتبدل السلوكيات لبعض الشباب والأطفال، والتعدي والتطاول اللفظي والجسدي والتعاطي وغيرها من مظاهر العنف لم تأتي  من فراغ، وسيزداد الوضع سوءاً لو لم نضع أيدينا على هذا الخلل وحاولنا أن نصلحه.

فأسوأ إحساس يمر على الآباء عندما يشعرون بأنهم فشلوا في تربية أبنائهم، أو عندما يواجههم أبناؤهم بأنهم غير راضين ومستائين من حياتهم، مع الأسف أقول بكل الألم الذي يعتصر قلبي بأن هناك بعضاً من الآباء مارسوا التربية والتوجيه بصورة شكلية ومصطنعة، ودون مشاعر حقيقية، ودون أن يشاركوا أبناءهم اهتماماتهم؛ لأنهم بعيدون عنهم في الزمان والمكان، ويجهلوا أن الابناء يتربوا بالعادة لا بالمنطق وأنهم يتعلموا حسبما يعُاملوا وبذلك قد يضيع الأبناء بسبب قلة خبرتهم ، وعدم الشعور بالدعم والسند، وعدم إحساسهم بالأمان والحنان، كما أن امتلاك الأبناء بالتسلط وقهر إرادتهم، وفرض رغباتنا وأفكارنا عليهم، دون تبصر أو مراعاة لرغباتهم وإرادتهم واستقلاليتهم ‏.. ‏سنكون قد حققنا نجاحاً مزيفاً ومؤقتاً‏ لا يلبث أن تتضح آثاره في فشل العلاقة السوية العميقة ‏.

فهل نحن فعلاً نستمتع بتربية أبنائنا؟ وهل نعرف خصائص مراحل نموهم النفسية والمعنوية والاجتماعية والجسدية؟ وما يصاحبها من تغييرات طبيعية ، فهناك العديد من الأسئلة التي تراودني .

 هل تتوقفت حاجة الأبناء عند توفير الملبس والمأكل والمسكن؟ ولماذا يا ترى يفشل بعض الآباء في الحوار مع أبنائهم؟ ولم يعد بإمكانهم السيطرة عليهم، وهل نحن نتقن فعلاً فن التربية؟ وهل نمتلك مهارات تربوية تغنينا عن العقاب أو الأقل نعرف نوعيه العقاب الذي  يستوجب الفعل  وفي نفس الوقت تعلمنا طرق الثواب والتدعيم وزرع الثقة ؟ وهل يشعر أبناؤنا بأننا نفهمهم ونحترم آراءهم ونتقبلهم كما هم بكل عيوبهم؟ ونحاول جاهدين أن نقومها لنشعرهم بشخصيتهم وكيانهم ونتمكن من تقوية علاقتنا بهم ونضاعف تأثيرنا الإيجابي عليهم.

أقول للآباء الذين تخلوا عن دورهم الأساسي منذ البداية ترى ما نفع أن تلعبوا أدواركم في وقت متأخر، فاتقوا الله في أبنائكم فإنهم زينة الحياة الدنيا.

أميمة عبد العزيز زاهد

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

حياتي كشريط فيلم

بقلم: آية شريف تم النشر بواسطة:عمرو مصباح يتضمن مشاهد متنوعة، من فصول الطفولة البريئة إلى …