من أروع ما قرأت عن أنواع القلوب والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى فقد ورد ذكر ( القلب ) في القرآن الكريم 132 مرة في 14 صيغة هي ( قلب 5 ، القلب 1 ، قلبك 3 ، قلبه 8 ، قلبها 1 ، قلبي 1 ، قلبين 1 ، قلوب 15 ، القلوب 6 ، قلوبكما 1 ، قلوبكم 15 ، قلوبنا 6 ، قلوبهم 68 ، قلوبهن 1 ) وهي أنواع كثيرة منها: القلبُ السَليم المخلص لله، قال تعالى {إِلا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، والقلبُ المُنِيب دائم الرجوع والتوبة إلى الله، والمقبل على طاعته قال تعالى {مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ}، والقلبُ المُخبِت الخاضع المطمئن؛ قال تعالى: {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ}، والقلبُ الوجِلْ الذي يخاف الله عز وجل من أن لاَّ يقبل منه العمل؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}، والقلبُ التَّقِّيْ الذي يعظِّم شعائِر الله؛ قال تعالى: {ذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، والقلبُ المَهْدِيّ الرَّاضي بقضاء الله؛ قال تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}، والقلبُ المُطْمَئِنْ الذي يسكن بتوحيد الله وذكره؛ قال تعالى: {وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ}، والقلبُ الحَيَّ وهو قَلْب يَعْقِل مَا قَدْ سَمِعَ مِنْ الأَحَادِيث الَّتِي ضَرَبَ اللَّه بِهَا العصاة مِنْ الأُمَم؛ قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ}، والقلبُ المَرِيْضُ الذي أصابه مرض مثل الشك، أو النفاق؛ قال تعالى: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}، والقلبُ الأَعْمَى قلب لا يبصر، ولا يدرك الحق؛ قال تعالى: {وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، والقلبُ اللاهِي الغافل المشغول بالدنيا؛ قال تعالى: {لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}، والقلبُ الآثِمْ الذي يكتم شهادة الحق؛ قال تعالى: {وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}، والقلبُ المُتَكَبِّرْ المستكبر عن توحيد الله وطاعته، جبار بكثرة ظلمه؛ قال تعالى: {قلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}، والقلبُ الغَلِيْظْ الذي نُزعت منه الرأفة والرَّحمة؛ قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، والقلبُ المَخْتُومُ فلم يسمع الهدى ولم يعقله؛ قال تعالى: {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ}، والقلبُ القَاسِي لا يلين للإيمان ولا يؤثِّرُ فيه؛ قال تعالى: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}، والقلبُ الغَافِلْ الذي آثَرَ هواه على طاعة مولاه؛ قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا}، والْقَلْبُ الأَغْلَف قلب مُغَطَّى لا يَنْفُذ إليه قول الرَّسُول صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، والقلبُ الزَّائِغْ المائل عن الحق؛ قال تعالى: {فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ}، والقلبُ المُرتابْ المتحيِّر؛ قال تعالى: {وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ} صدق الله العظيم، ترى أي من القلوب هو قلبك.
همس الأزاهير
اللهم اجعلنا من أصحاب القلوب المتفائلة المؤمنة بأنه لا وجود للكرب مادام هناك رب، وأن العدل في متناولنا مادام هناك عادل، وأن باب الرجاء مفتوح على مصراعيه مادام المرتجى والقادر حي لا يموت، قلوب قانعة بقضاء الله وقدره صابرة على البلاء حامدة وشاكرة للنعم الكثيرة التي منحها الله لنا، قلوب لا تعرف الخيانة ولا مرارة الغدر، قلوب تلتمس الأعذار للغير ولا تعرف الظن السيئ، وتتعامل بنقاء ووفاء وحسن نية، قلوب شعارها: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} .