لم تكن الرياضة الحقيقية بأي حال من الأحوال محل خلاف أو نزاع خاصة بين الأشقاء العرب ، إنما جعلت الرياضة للتقارب بين الأمم والشعوب، وذلك للمنافسة الشريفة والارتقاء بالعنصر البشري نحو الأفضل والسمو بالأخلاق والروح الرياضية .
عن مباراة الأهلي المصري والهلال السوداني أحدثكم والمقرر لها يوم السبت القادم في تمام الساعة التاسعة مساء علي أرضية إستاد القاهرة الدولي في آخر مباراة لدور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أفريقيا لعام ٢٠٢٣.
وللأسف الشديد هناك قلة قليلة من الجماهير المتعصبة ،إستغلت منصات و وسائل التواصل الإجتماعي ؛ لتأجيج وإشعال نار الفتنة وزيادة الاحتقان والغليان بين جماهيرالفريقين ،وإعتبار هذه المباراة بمثابة حياة أو موت، وكأن العالم سيقف على أطراف أصابعه؛ انتظاراً لما ستسفر عنه نتيجة هذه المباراة المصيرية ، كما لو كانت موقعة أو معركة حربية بما تحمله الكلمة من معنى ،والتي يتحدد على اثرها الصاعد لربع النهائي وخروج المهزوم من البطولة، وعلى الرغم من أنها مباراة كسائر المباريات وارد فيها المكسب و الخسارة لأي من الفريقين ،ومن سيفوز سنقدم له التهنئة ،ومن لم يوفق ،نتمنى له التوفيق في المرة القادمة، والخسارة هنا ليست نهاية المطاف أو العالم أو الكون، فالواجب علينا جميعا التصدي لمثل هذه المحاولات الخبيثة للحيلولة دون وقوع الشقاق والخلاف بيننا كأخوة في الجوار والدين والدم واللغة والمصير المشترك.
ويجب على الجماهير واللاعبين والإداريين والإعلاميين عدم تضخيم هذا الأمر ،وضبط النفس ،والعمل على تهدئة الأمور ،حتى لا تذهب بنا تلك المباراة إلى منزلق أو منحنى ،لا نريده كجماهير عاشقة للساحرة المستديرة ، وتشجع فريقها بكل وعي واعتدال دون التعرض للفريق المنافس سواء بالألفاظ الخادشة للحياء أو التصرفات الغير أخلاقية .
وهنا تقع المسئولية الأكبر على اللاعبين والإداريين ،فهم الوحيدون الذين يستطيعون الخروج بالمباراة ؛ لبر الأمان من خلال التعامل بينهم بكل أخوة وروح رياضية، وعدم إثارة الجماهير بأي شكل من الأشكال ،وكل فريق يبذل قصارى جهده على أرضية الملعب سلوكا واخلاقا و مهارة ، بغض النظر عن الفائز أو الخاسر .
وختاما…نتمنى مشاهدة مباراة كبيرة تليق بفريقين من أعرق وأقدم الفرق على مستوى القارة السمراء ، وتشريف الكرة العربية والإفريقية أمام العالم في سهرة رمضانية ممتعة.