أخبار عاجلة

طقوس رمضانية “المساجد العامرة والمزينة في رمضان” .. بقلم هبه عبد الفتاح

يترقب المسلمون بشوق ولهفة السماء الرحبة الفسيحة، علّهم يلمحون لحظة ميلاد  هلال شهر رمضان المبارك، فيتحقق أول شهر الصيام ويحق الصوم، والليلة التي يترقب فيها هلال رمضان تُسمى ليلة الرؤية ، وما أن يشاهد المسلمون ميلاد هلال رمضان المبارك، حتى يبادروا بالدعاء إلى ربهم عز وجل، إسوة بنبيهم قائلين، “اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، هلال خير ورشد، اللهم إنا نسألك خير ما في هذا الشهر وخير ما بعده”.

ومن المظاهر الإحتفالية بشهر رمضان المبارك التي تصاحب إعلان ثبوت رؤية هلاله ، أن يزيد ويُكثر المسلمون من إنارة المساجد، حيث كانت الأنوار تصل بين مآذن ومنارات المساجد والجوامع ، وتُضاء المصابيح والأنوار والفوانيس، مما يُدهش الناظر ويسر الخاطر، وتُصبح ليالي شهر النور بالضياء باهرة وبالعطور ساحرة، مثل النجوم الساطعة في السماء الصافية .

من مآذنها يصدح ذكر الله، وفى ساحاتها تعلو أصوات المريدين من محبى رجال الله الصالحين، وهم يمدحون وينشدون فى حلقات الذكر، ويتسابقون إذا ما حانت لحظات الإفطار لتقديم لقيمات الخبز للحضور من مريدين وزوار وفقراء على موائد تقدم أشهى الطعام مجانا.

وقد كان هدى النبى صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الكريم هو أكمل الهدى، والمسلم دائما ما يقتدى في أقواله وأفعاله وأعماله بالرسول الكريم والصحابة والسلف الصالح، ويقتبس من سيرتهم ما يعينه على دنياه، ومنها كيف كانوا يستقبلون الشهر الكريم .

سجلت كتب التاريخ أن أول من بدأ فكرة الاحتفال بقدوم شهر رمضان هو الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قام بتزيين المساجد وإنارتها من اليوم الأول لرمضان ، وذلك حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية، وكانت له مقولة شهيرة رضى الله عنه عند قدوم شهر رمضان وهي ” مرحبا بمطهرنا من الذنوب” ،  وكان دائما يدعو الناس لقيام شهر رمضان.

وروى أن على بن أبى طالب خليفة المسلمين كان يمر ذات ليلة من ليالى رمضان  ، فوجد أن المساجد تتلألأ بالأنوار فى منظر بهيج، فقال:” نور الله على عمر بن الخطاب فى قبره كما نور علينا مساجدنا”.

وأبرز ما يُعرف به هذا الشهر الكريم في مصر ، السهر حتى ساعات الفجر ، فتمتد السهرات والجلسات بين الأصدقاء والمعارف، وتبادل الزيارات، فتجد الليل موصولاً بالصباح حتى يؤذن الفجر، و المساجد عامرة بالمصلين والروحانيات العالية، وكلٌّ يسابق لختْم القرآن الكريم.

و عند اقتراب موعد آذان المغرب تسري في الشوارع أصوات شيوخ مصر المحروسة الأجلاء الذين أمتعوا الوطن العربي بأصواتهم الملائكية ، ومنهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد رفعت ، والشيخ محمد صديق المنشاوي ،  بقراءتهم للقرآن والابتهالات الدينية ، وأدعية الشيخ محمد متولي الشعراوي  ، وبعد الآذان يشق الناس ظمأهم ويذهبون للصلاة ،  ثم يعودون استعداداً لوليمة الإفطار .

وبعد ذلك  يتجه المصريون لصلاة العشاء والتراويح في المساجد ، حيث تكثر الأعداد ويلبي الجميع نداء المؤذن وهو يقول ، حي على الصلاة حي على الفلاح لتبدأ صلاة العشاء ، ويعقبها التراويح وإقامة الشعائر الدينية .

 ويوجد العديد من المساجد الشهيرة  التي تزدان بالأنوار في هذا الشهر الفضيل ، وكذلك تكون مليئة بالعادات والطقوس الرمضانية المحببة لكل المسلمين من كافة بقاع الأرض طقوس رمضانية في المساجد العامرة والمزينة بالإضاءه في ليالي رمضان زمان.

  • مسجد الحسين  رضى الله عنه

 حيث يعتبر مسجد سيدنا الحسين  أول المساجد التي تتلألأ مآذنه بالأضواء ، وتعِجُّ ساحاته بالزائرين والمصلين .

  • مسجد عمرو بن العاص

 فيكون كامل العدد يوميا في صلاة التراويح، حتى تأتي ليلة القدر، فيَصل الزحام مداه ، فتغلق الشوارع حوله، ويمتد المصلون ليملئوا كل الساحات والشوارع المحيطة، وتُرفع حالات الطوارئ حيث يأتي المصلون من كل أرجاء مصر.

  • الجامع الأزهر الشريف

تتلألأ أرجاء الأزهر الشريف ، حيث تملأ الأضواء كل جوانبه ، وكأنه ثريا تنزل من السماء لتشع النور وسط المسلمين من كل بقاع الأرض.

  • إضاءة المسجد النبوي الشريف :

إضاءة المسلمين لمساجدهم هي عادة تاريخية وترجع إلى العهد الإسلامي الأول، لتتوالى تباعاً خلال العصور اللاحقة وتتطور، حيث  كانت تتم الإنارة من خلال الأسرجة، وكانت تلك الطريقة شائعة الإستخدام منذ أيام النبي، فهي عبارة عن وعاء فيه زيت وله فتيل يشعل بالنار، حيث روى إبن حجر العسقلاني في كتابه “الإصابة في تمييز الصحابة”  ، ان المسجد النبوي الشريف يُضاء في الليل بإيقاد سعف النخل فيه، وظل على ذلك تسع سنين تقريباً، حتى قدم “تميم الداري” إلى المدينة المنورة في سنة تسع من الهجرة، فوجد المسجد يُضاء بسعف النخل، وكان قد أحضر معه قناديل وحبالاً وزيتاً، فعلق تلك القناديل بسواري المسجد، وأوقدها فأضاءت المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نوّرت مسجدنا نَوَّرَ الله عليك في الدنيا والآخرة”.

  • أول إضاءة مساجد  في عهد عمر بن الخطاب

إن الخليفة عمر ابن الخطّاب حينما شرع بصلاة التراويح، كان أول من أمر بإنارة الجوامع وتزيينها بالقناديل بدءً من اليوم الأول من شهر رمضان المبارك ،  حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية بشكلٍ سلس من جهة، وإستقبالًا للشهر الكريم بحلّةٍ جميلة من جهةٍ أخرى، حيث كانت الأنوار تتصل بين مآذن ومنارات المساجد والجوامع إلى أن تصبح ليالي رمضان ملآى بالأضواء البراقة.

في ذلك العصر، كانت إضاءة الجوامع تتمّ من خلال الأسرجة البسيطة، حيث لم تكن أكثر من أوعيةٍ يوضع فيها زيتٌ له فتيل يُشعل بالنا  ، وشيئًا فشيئًا، بدأت الأسرجة تختلف وتتطور أكثر، فظهرت القناديل المزخرفة والبلّورية متقنة الصنع.

وقد ذكر أنّ عمر بن الخطاب أول من علق القناديل على سور ساحة الكعبة للإنارة ليلا.

هارون الرشيد  أول من حث على إكثار المصابيح في المساجد  وقد ذكر أحمد بن يوسف الكاتب العباسي أن الخليفة المأمون بن هارون الرشيد أمره أن يكتب ليحثّ الناس بالإكثار من المصابيح في شهر رمضان، وتعريفهم ما في ذلك من فضل.

  • السلطان أحمد يأمر بإنارة المساجد في العهد العثماني

أما في العهد العثماني، فيُشار إلى أنّ أول من أمر بإنارة الجوامع والمساجد احتفالًا بشهر رمضان الكريم ، كان السلطان أحمد، وذلك في عام 1617 للميلاد، فأضاء أنوار المصابيح والمشاعل التي اعتلت مختلف قبب ومآذن جوامع إسطنبول على كثرة عددها، حتى بدت المدينة وكأنها مرشوشة بالنجوم النيّرات.

  • أحمد ابن طولون أول من زين جامع عمرو بن العاص

كما عرف عن حاكم مصر “أحمد ابن طولون” حين بنى مسجده الضخم في القطائع، علق بسقفه السلاسل النحاسية المفرغة والقناديل المحكمة، وأن الحاكم الفاطمي الحاكم  بأمر الله أمر سنة 403 هـ/1012م أن يزين مسجد عمرو بن العاص بقناديل فضية، عددها 700 قنديل، زنة تلك المصابيح خمسة وعشرون قنطاراً من الفضة، كل قنطار وزنه مئة رطل، وكل رطل زنة 144 درهماً فضياً، حتى ان العمال حينما حاولوا إدخال هذه القناديل إلى المسجد لم يتسع لها أي باب من أبواب المسجد لعِظَمها، فهدموا أحد الأبواب توسيعاً للمصابيح ثمّ أعادوا الباب إلى مكانه الأول.

  • طقوس رمضانية في المساجد العامرة والمزينة بالإضاءه في ليالي رمضان حديثا
  • مسجد سيدي أحمد البدوي  ملتقى المحبين من كل انحاء مصر

ويطلق عليه ” شيخ العرب” وهو لقب  أطلقه عليه محبيه فى كل ديار المعمورة، وفى شهر رمضان يبرز حبهم له بشد الرحال والبقاء بجوار مرقده فى مسجده الشهير فى محافظة الغربية، إنه العارف بالله سيدى أحمد البدوى القطب الصوفى الكبير، الذى يشهد مسجده  طوال أيام وليالى شهر رمضان توافد المئات لقضاء ليالى شهر رمضان المبارك فى رحاب مقامه، وإقامة الفروض، وحضور الأمسيات الدينية، والمدائح النبوية التى تقام كل ليلة فى رحابه، فضلا عن بقاء الفقراء والمحتاجين فى ساحة المسجد للإفطار فى موائد الرحمن التي تقام بالقرب من المسجد، وأيضا إفطار الصائمين بتوزيع زجاجات المياه والتمور والعصائر وأيضا والوجبات، ممن أتوا من كل  أرجاء المعمورة ،  بعضهم من عدد من مدن المحافظة والبعض الأخر من محافظات صعيد مصر  من قنا وصولا للغربية .

  • ” أبوجرير” أشهر مساجد سيناء

وفى شمال سيناء، حيث مساجد الصوفية عامرة بمحبى التصوف، وفى كل قرية توجد مساجد تتبع طرق صوفية معروفة فى المحافظة، منها ” التيجانية”، و ” الجريرية الأحمدية”، و” العلاوية الشاذلية”، ” وأبو العزايم”.

ومن بين أهم مساجد الصوفية فى شمال سيناء فى مدينة العريش، مسجد آل جرير أشهر مساجد سيناء، ويسمى مسجد سيدى الشيخ عيد أبو جرير الذي يرجع نسبه إلى الصحابى الجليل عكاشة بن محصن (رضى الله عنه )، احد ابرز اقطاب الصوفية من بدو سيناء.

ويرجع إنشاء هذا المسجد الى  الثانى من رجب 1344 هجرية الموافق الأول من فبراير 1958م ،   حيث أقيم على تبرعات المريدين للشيخ أبو جرير ويقول الباحث عبدالقادر مبارك ” وهو أحد أبناء الطريقة الجريرية”، أن المسجد يقع على مساحة  600 متر مربع ، ويعتبر أول مسجد تم انشاءه فى سيناء بعد المسجد العباسي الذي تمت ازالته ، ويضم المسجد أعلى  مئذنة بالعريش ، وكان يرفع الآذان للصلاة منها يوميا قبل وصول التيار الكهربائى للمسجد فى عام 1968 ، ويضم المسجد مكتب لتحفيظ القرآن  للنشئ ، كما يضم مكتبة دينية  ،ويتسع المسجد لأكثر من ألف شخص فى فترات الزحام .

وأمام المسجد توجد ساحة، يطلق عليها الأهالى اسم ” زاوية” فيها ،يلتقى أبناء الطريقة وزوارهم وأحبابهم من مناطق أخرى، يقوم على خدمتها 60 شخصا، وخلال شهر رمضان تزداد الحركة داخل المسجد فى صلاة العشاء والتراويح، حيث يمتلئ المسجد بالكامل، ويتم إلقاء الدروس يوميا بعد صلاة العصر، وبعد صلاة المغرب يلتقى الجميع من الضيوف وعابري السبيل على الإفطار داخل الساحة المجاورة للمسجد، وبعد صلاة العشاء  يتم إلقاء التواشيح الدينية وترتيل أوراد الشيخ أبو جرير وأذكاره ،  التى تصب فى شىء واحد، هو الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم )، والدعاء لآل بيته وللمسلمين.

  • مساجد سوهاج العامرة في شهر رمضان الكريم

وتعتبر محافظة سوهاج من أكثر المحافظات التى تشتهر بها مساجد الصوفية ،  وتشهد خلال شهر رمضان بعد صلاة التراويح إقامة حلقات الذكر والأناشيد وغيرها ،  ويسبقها  تقديم افطار مجانى للفقراء .

ويعد أشهر هذه المساجد “العارف بالله”، وهو أعرق مساجد  المحافظة، ويرجع بناؤه للقرن الثامن الهجرى، ومساحته تزيد عن 7 آلاف متر مربع.

يقول” الشيخ محمد السيد” إمام وخطيب مسجد العارف بالله  ، أن الشيخ العارف بالله ولد يوم 4 ذي القعدة سنة 724 هـ بتلمسان بالمغرب ، وحفظ القرآن وهو ابن 7 سنوات ،  وهو من أولياء الله الصالحين وكان عالما فى علوم الفقه والحديث والسنة وكان له مريدون كثيرين من مديرية جرجا وغيرها من عموم مصر والدول الإسلامية وتوفي يوم الجمعة 2 رجب 795 هـ ،  وحكم مديرية جرجا 23 عاما، ويقام مولده فى كل عام يحضره جميع الطرق الصوفية من شتى المحافظات والعالم الاسلامى كما تقام فيه أسبوعيا حلقة ذكر .

 أن الاحباب يأتون فى زيارات متواصلة لمقام العارف بالله بسوهاج ، حيث تعقد فيه حلقات الذكر  والسهرة القرآنية فى صحن المسجد يوميا بعد صلاة التراويح، ومن  أبرز معالمه ” ضريح العارف بالله”، من الجهة الغربية للمسجد ، كما للمسجد طراز معمارى اسلامى بديع تزينه مئذنتان كبيرتان غاية فى الإبداع ، كما يوجد فى المسجد مستوصف طبى خيرى ،  كما   تقام يوميا مائدة الرحمن فى الساحة الغربية من المسجد تسع لـ 300 شخصا .

أما عن مرتادي المسجد فهم من القرى والأرياف بمحافظة سوهاج الذين يأتون إلى المسجد، وزيارة الضريح  وبعضهم يتواجد داخل المسجد طوال شهر رمضان المبارك ، كما تقام مائدة للسحور، وبعد صلاة الفجر يرددون الأذكار حتى الصباح .

و ثانى أشهر مساجد الصوفية  بسوهاج “سيدي أبو القاسم الطهطاوي” فى بمدينة طهطا ،  وهو مسجد أثرى ينسب الى الشيخ ابو القاسم الطهطاوي ، والمسجد مر بثلاث مراحل من مراحل الإنشاء آخرها فى عام 1273 هـ ، ويعتبر  لطيف باشا سليم الحجازى هو أحد قواد الجيش المصرى في عهد محمد على باشا وهو شركسي الأصل تخرج من مدرسة أركان الحرب ، واشتغل بالتدريس في المدرسة العربية ،  ثم عمل مفتش في وزارة المعارف ومديرا للفيوم ،  ثم رئيسا للمحكمة المختلطة ، وكان واسع الاطلاع محبا للأدب بالتصوف ،ولديه مكتبة بها الكتب ،وقد  أصدر أوامره عندما كان مفتش في وزارة المعارف بإنشاء مسجد يليق بصاحب الكرامات الباهرة جلال الدين أبو القاسم.

حيث أن المسجد يقصده أهالى مدينة طهطا لما فيه من السكينة والنفحات ،  ولما فيه أيضا من مقام سيدى أبو القاسم الطهطاوى الذى يأتيه  المريدون والاحباب من كل مكان فى سوهاج ، ويحيط بالمسجد المحلات التجارية والمطاعم والمقاهى نظرا للاقبال الشديد على هذه المنطقة .

ومن بين طقوس الصوفية فى المسجد فى شهر رمضان  ،اقامة مائدة الرحمن بجوار المسجد للمغتربين الذين يأتون لزيارة الشيخ ، و يقوم عليها المريدين، وبعد إقامة صلاة التراويح ، ثم   تقام حلقات للذكر.

  • ليالي  رمضان فى ساحة مسجد أبو الحجاج الأقصرى

وفى محافظة الأقصر، حيث روحانيات أولياء الله الصالحين تجذب لساحاتهم آلاف المحبين من كل أنحاء مصر، يبرز أهم هذه المساجد، وهو  ” مسجد الإمام أبو الحجاج الأقصري”.

ويعمر خلال شهر رمضان محيط المسجد وساحته بعدد كبير من الحضور، بينهم المحبين للشيخ أبوالحجاج، وزائرين، وحتى زوار المحافظة الأجانب من السائحين، حيث يحرصون على الحضور لمعايشة احتفالات الأهالى بشهر رمضان المبارك.

وتعقد فى المسجد حلقات ذكر  ، خلالها يردد المريدون من زوار المسجد أذكار وأوراد جماعية، كما يتعاونون فى تقديم الخدمة للزوار وتقديم الإفطار مجانا لهم .

ويعود تاريخ مسجد وضريح أبو الحجاج الأقصري، إلي الإمام العارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصرى، الذى يعود نسبه إلى الإمام على زين العابدين بن الإمام أبي عبد الله الحسين بن الإمام على بن أبى طالب وأمه السيدة فاطمة الزهراء بنت سيد الأولين والآخرين سيدنا “محمد” صل الله عليه وسلم ، حيث أن تاريخ بناء المسجد يعود إلى عام 658هـ، الموافق 1286م، وقد بنى بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة، وتم تسجيله ‏كأثر‏ ‏إسلامى ‏فى 21 يونيو 2007، وهو عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبو.

  • مسجد سيدي أبو الحسن الشاذلي  ينشده المحبين فى قلب الجبال

ولا تغيب الاحتفالات بشهر رمضان عن ساحة  مسجد قطب الأقطاب سيدى أبو الحسن الشاذلى، الواقع بين منحنيات جبال وعرة بوادى يسمى وادى حميثرة، الذي  يبعد قرابة 150 كيلو متر من مدينة مرسى علم، جنوب محافظة البحر الأحمر.

حب الأقطاب الصالحين، دفعت كثير من المحبين لقطع مسافات طويلة ومعايشة احتفالات شهر رمضان الكريم في مساجدهم العامرة بنور الله ،  حيث ان المسجد  مناسب لتجلى كل الروحانيات، والتعبد فى صمت بين الجبال، وإدراك قيمة الدنيا، وقيمة حب الصالحين .

يعد سيدى أبو الحسن الشاذلي أحد أقطاب الصوفية ، ووافته المنية فى ذلك الوادى عند مروره به إلى “ميناء عيذاب” ، التى تقع جنوب البحر الأحمر، للذهاب لقضاء فرائض الحج.

و قطب الصوفية سيدي أبو الحسن الشاذلي اسمه الحقيقي هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربى، الزاهد، الصوفي   الذي  تنتسب إليه  الطريقة الشاذلية ، ولد عام  571هـ بقبيلة الأخماس الغمارية، تفقه وتصوف في تونس، وسكن مدينة شاذلة التونسية، ونسب إليها، وتوفى ابو الحسن الشاذلي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب ، عندما كان فى طريقة لأداء فريضة الحج سالكا الطريق لميناء عيذاب على شاطئ البحر الأحمر ، قادما من وادى النيل ، وذلك فى أوائل ذى القعدة عام 656هـ .

  • مسجد عبدالرحيم القنائى ملتقى الطرق الصوفية

وفى وسط مدينة قنا تجد مسجد العارف بالله السيد عبد الرحيم القنائى، أحد أكبر أقطاب الصوفية فى العالم الإسلامى، الذى تتوافد عليه العديد من الطرق الصوفية ، من أبرزهم الطرق الرفاعية والعزمية والعزازية والأحمدية والشاذلية والادريسية الأحمدية و الدندراوية وغيرهم الكثير من الطرق، لكن الطريقة الرحيمية القنائية تعتبر  الأكثر رعاية لشئون المسجد.

 حيث ان العارف بالله السيد عبد الرحيم القنائي ولد فى الأول من شعبان من عام 521 هـ – 1127 م فى بلدة ” تراغى ” في مقاطعة ” سبتة ” بالمغرب العربى ،  نشأ نشأة دينية وحفظ القرآن الكريم، وهو فى الثامنة من عمره، ودرس الحديث والتفسير والبلاغة والفقه، وتفقه على مذهب الإمام مالك، هاجر إلى دمشق ومكة والمدينة، والتقى فى المدينة بالشيخ مجد الدين القشري من قوص، وصحبه من مكة إلى قوص، ثم إلى قنا، حيث استقر به المقام، وأخذ يدعو الناس ويعرفهم بتعاليم الدين الإسلامى ويعمل نهاراً، ويجتمع بمريديه ليلاً، ويتم الاحتفال بمولده سنوياً لمدة خمسة عشر يومأً من أول شهر شعبان حتى الخامس عشر منه.

المسجد يقع مقام على مساحة 12 ألف 259 متر، وهو أحد المساجد المسجلة ضمن المعالم الأثرية الإسلامية بالمحافظة المسجد دائما ما يكتظ بالمصلين والزائرين منذ صلاة الفجر، وحتى بعد صلاة التراويح  ويتنوع الزائرين ما بين مصريين من مختلف محافظات مصر، أو من إحدى الدول العربية الشقيقة والأفواج السياحية.

  • ميدان مساجد الإسكندرية مجمع للطرق الصوفية

ويعتبر ميدان المساجد بالإسكندرية أشهر مساجد الطرق الصوفية، فهو مقر لعشرات الأضرحة الذى جعل الله منها مساجد لذكر الله، والصلاة فيها والأشهر فيها هو مسجد المرسى أبو العباس شيخ الإسكندرية، وتلاميذه سيدى ياقوت العرش ، والبوصيرى.

وفى شهر رمضان المبارك يوجد ليالى رمضانية، وجو روحانى خالص داخل هذه المساجد منذ صلاة الفجر، وحتى العشاء ، يتجمع فيها الفقراء والأغنياء، لذكر الله والتعبد ويجتمعون على حب الله ورسوله.

وفي منطقة بحرى المميزة التى تعتبر قلب الإسكندرية، وفى الجهة المقابلة للكورنيش يقع مسجد المرسى أبو العباس، كما يطلق عليه المواطنون باللغة العامية، واسمه الحقيقى شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى، ولد بالأندلس عام 616 هـ، ويصل نسبه إلى الصحابى سعد الدين بن عبادة ،  وكان جده الأعلى قيس بن سعد بن عباده أمير مصر من قبل سيدنا الإمام على بن أبى طالب، واستقر فى تونس ومن بعدها انتقل إلى مصر  ، بعد أن  تعرف على الشيخ أبو الحسن الشاذلى ، وبعد مرور مئات السنين على وفاته، اشتهرت مدينة الإسكندرية، واقترنت باسم سيدى المرسى أبو العباس أشهر مسجد بالمحافظة، و يتبارك به الأهالى ويأتون له خصيصاً ويقرأون له الفاتحة، ومنهم من لديه عادات وطقوس بوضع صور شخصية داخل المقام، والقبة التى تم وضعها فى مصلى السيدات وإلقاء الشموع ، كما أن بعضهم يقومون بكتابة عبارات على جدران المسجد.

  • ” السيل الجديد” مسجد عامر  بحلقات العلم في شهر رمضان  فى أسوان

وفى أسوان، لم يكن مسجد السيل الجديد والشهير باسم مسجد الحسن فى مدينة أسوان، قاصراً على أداء الصلوات فقط، ولكنه كان  تطبيقاً حقيقياً لمعنى “بيت من بيوت الله”،  حيث يشهد إقامة الذكر وحلقات تلاوة القرآن ، وإقامة الموالد واستضافة الوافدين ومريدى حلقات العلم.

وكان مسجد الحسن مليء بحلقات الذكر والعلم ،  والابتهالات والصلوات وغيرها من النفحات الإيمانية، وقد كان  المسجد في السابق  بسيطاً فى بنائه ،  وجدرانه مكونة من الطوب اللبن، ورغم ذلك كانت مساحته قديماً شاسعة تتسع لمئات المترددين والمريدين لحلقات الذكر والعلم والقرآن.

ولكن رغم ذلك  فإن المسجد منذ إنشائه وهو يحافظ على إقامة الاحتفالات الدينية بالمناسبات المختلفة ،  ومنها المولد النبوي الشريف ، ورأس السنة الهجرية وليلة النصف من شعبان ، وغيرها من المناسبات ،  والتى تقدم فيها الموائد أشهى الطعام وألذ المشروبات والحلويات، خاصة فى شهر رمضان المبارك ، فمسجد الإمام الحسن، بُنى منذ ستينيات القرن الماضى، وتعاقب عليه الكثير من الناس، واشتهر المسجد بعلمائه وأبرزهم الشيخ فؤاد الفرشوطى، والشيخ عبد المالك أحمد حسنين، وهو ابن عم الشيخ ماهر العلامة المعروف، والمسجد كانت مساحته شاسعة تصل لنحو 500 متر مربع، وذلك بعد أن قام مجموعة من الأهالى بالتبرع للشيخ مالك بالأرض، والتى تم وهبها للأوقاف لبناء المسجد عليها والتوسع، ولكن مع مرور الوقت، تم بناء المسجد على مساحة 225 متر مربع فقط، واستغلال المساحة الباقية في إقامة مبنى تابع لوزارة الأوقاف .

وهكذا أمتلأت بيوت الله منذ  أول ليلة من شهر رمضان المبارك بالراكعين والساجدين والذاكرين، حيث أُقيمت صلاة التراويح بجميع مساجد مصر المحروسة ، وسط فرحة غامرة بالمساجد العامرة المضيئة المزينة منذ  أول ليلة من شهر  رمضان الكريم .

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

التسامح: قيمة تتجدد بين إرث النبوة ونهج القيادة

كتبه: عبدالإله بن محمد بن مرشد التميمي اليوم الدولي للتسامح، الذي تحتفل به الأمم المتحدة …