متابعة – علاء حمدي
شهدت مدينة سفاجا مؤتمرا تناول مستقبل السياحة العلاجية فى مصر.. شارك فيه الدكتور هانى الناظر استاذ الأمراض الجلدية والرئيس الأسبق للمركز القَوَمي للبحوث الاجتماعية والخبير السياحى أحمد صبرى ووفد صحفي من جمعية المراسلين الأجانب ووسائل الاعلام المصرية وعدد من خبراء التسويق السياحة العلاجية فى مصر.
في البداية أوضح الخبير السياحي أحمد صبري أن مصر بها أهم منطقة في السياحة العلاجية حول العالم وهي مدينة سفاجا ، فهي المدينة الوحيدة على مستوى العالم الخالية من الامراض الجلدية وهذا كان ملفتا للعلماء والأطباء وبعد دراسات مستفيضة ومتنوعة اتضح أن سفاجا كنز علاجي، كما تتميز مدينة سفاجا بعدة عوامل تجعلها أنسب مكان فى العالم لعلاج الصدفية لأنها محاطة بالجبال المرتفعة من جميع جوانبها مما يجعلها حائط صد طبيعى ضد الرياح والعواصف الرملية ولذلك يتميز جوها بالنقاء تماماً من الشوائب العالقة التى من شأنها أن تشتت أشعة الشمس فوق البنفسجية دور أساسى فى علاج الصدفية والشاطئ فى تلك المنطقة على هيئة خليج تعكس صفحة مياهه الساكنة الأشعة فوق البنفسجية الى سطح الأرض كفعل المرآة العاكسة.
وتابع صبري أن المياه بها عالية الملوحة بزيادة تبلغ 35% بالقياس الى سائر البحار نظرالكثافة الشعب المرجانية مما يرفع كثافة الماء ولذلك فإن من يسبح فى هذه المنطقة يطفو بسهولة على سطح الماء، وينتج عن هذا الانخفاض فى قوة الجاذبية الارضية تحسن ملموس فى نشاط الدورة الدموية وارتفاع فى تدفق الدم الى الأطراف والجلد بالإضافة الى توازن بين تركيزه خارجها بما يكون له تأثير فعال فى علاج الصدفية يضاف الى تأثير الاشعة فوق البنفسجية الكثيفة فى هذه المنطقة الفريدة فى العالم.
كما اثبت التحاليل المعملية لرمال سفاجا ان بها ثلاث مواد مشعة بنسب غير ضارة وهى اليورانيوم – الثوريوم – البوتاسيوم بنسبة 40% إضافة الى احتوائها على أغلب العناصر الفلزية المعروفة مع ارتفاع فى كمية أملاح الذهب التى تستخدم فى علاج مرض الروماتويد والالتهابات المفصلية المزمنة والحادة والتورم والارتشاح المفصلى ” مياه المفاصل ” وعقد الجلد خاصة بالمرفقين والالتهابات الجلدية المصاحبة للروماتويد.
وتطرق الخبير السياحي إلى المشكلات التي تعوق السياحة العلاجية حيث قال : لدينا مشكلة اخرى خاصة بالترويج للسياحة الاستشفائية، فهذا مشروع وطنى ولابد من تكاتف كل الجهود والقطاعات المعنية مثل وزارة السياحة ووزارة الصحة ووزارة البيئة، ولابد من الترويج الجيد لان السياحة الاستشفائية مصدر مهم للعملة الصعبة كما أن ارتفاع اسعار الطيران الداخلى والتشارتر جعل المنافسة مع تركيا واليونان صعبة للغاية لان الاسعار تقل ٥٠٪ عن مصر فلابد من عمل توازن حتى ننهض بالقطاع السياحى
من جانبه قال الدكتور هانى الناظر استاذ الامراض الجلدية، والرئيس الأسبق للمركز القومى للبحوث ان مصر بها اماكن سياحية ليس لها مثيل بالعالم لافتا إلى ان مدينة سفاجا من المدن الذى يقصدها السائحون من مختلف دول العالم سواء للعلاج او للسياحة الشاطئية لما تتمتع به من مميزات بيئية جعلتها مقصد سياحى علاجى ترفيهى هام
وأشار الناظر إلى أن هناك الكثير من مرضى الصدفية يلجأون إلى الوسائل العلاجية التى يصفها الأطباء سواء دهانات موضعية أو علاجات دوائية منها الكيماوى والبيولوجى دون التفكير فى الاستشفاء البيئى، وأوضح الناظر أن العلاج بنظام الاستشفاء البيئى من أفضل طرق العلاج المهمة لمرضى الصدفية، لذا يمكن لهؤلاء زيارة منطقة سفاجا بالبحر الأحمر، وقال: “إن العلاج بنظام الاستشفاء البيئى للصدفية بمنطقة سفاجا بالبحر الأحمر والذى توصل إليه فريق بحثى من علماء المركز القومى تشرفت بأننى كنت أحد أفراده يعتبر واحد من أفضل هذه العلاجات وأكثرها آمانا”.
ولفت إلى أن العلاج بنظام الاستشفاء البيئى لا يعتمد على أى نوع من الأدوية، بل يقوم المريض فيه بالاستحمام بمياه خليج سفاجا التى تتميز بكونها عالية الملوحة، ثم يعرض الأجزاء المصابة لأشعة الشمس فوق البنفسجية المباشرة خلال ساعتين بعد شروق الشمس وقبل غروبها طبقا لما يحدده الطبيب. وأضاف الناظر أن موسم العلاج فى سفاجا يبدأ فى أول مايو من كل عام ويستمر حتى نهاية الصيف فى أكتوبر، مشيرا إلى أنه تم تخصيص مركز للعلاج المرضى لغير القادرين منذ عام 1994 بالقرب من شاطئ المدينة.
وقال الناظر ان الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما يفكر خارج الصندوق وعندما نفكر فى السياحة العلاجية فهى فذلك يأتي ضمن نوجه الدولة بتنوع الاستثمارات.. مطالبا بتكاتف كل الجهود من اجل تنشيط السياحة العلاجية خاصة من قبل وزارة السياحة ووزارة الصحة وجميع الاجهزة التابعة لهم من اجل وضع السياحة العلاجية ومدينة سفاجا على الطريق الصحيح
واكد الناظر ان البحث العلمى لمدينة سفاجا بدا عام 1991 بعد ان وصلت معلومة لمركز البحوث العلمية ان هناك مجموعة من الالمان يستعدون للغطس بمنطقة سفاجا وان رحلتهم تستغرق ١٥ يوم وكان احدهم مصاب بمرض الصدفية وبعد ١٥ يوم لاحظوا ان هناك تحسن كبير فى حالته الصحية مما دفع المركز القومى للبحوث لعمل الدراسات حول منطقة سفاجا وتحليل المياة وقياس الاشعةفوق النفسجية.
وقال الناظر ان عدد سكان سفاجا ٤٥ الف نسمة ليس بينهم اى مريض صدفية بعدها بدات التجارب العلمية على مرضى الصدفية بمدينة سفاجا وخاصة قرية مينا فيل ولاحظنا نتائج مبهرة وتكاليف منخفضة نظرا لاستخدام الطبيعة فى العلاج حيث يتم العلاج بالمياة المالحة والشمس المشرقة التى وهبها الله لمصر لافتا ان مرض الصدفية مرض مناعى ناتج عن نشاط زايد فى المناعة.
واكد الناظر ان نسبة الشفاء من الصدفية تجاوزت ٨٥٪ وهى نسبة عالية جدا مشيرا الى ضرورة الاهتمام بالسياحة العلاجية لانها طوق النجاة للقطاع السياحى خلال الفترة القادمة. وقال الناظر ان هناك بعض الدول تقدم السياحة العلاجية مثل الاردن لديها البحر الميت ولكن نظرا للملوحة العالية وانخفاضه ٤٠٠ متر عن سطح الارض اصبح العلاج هناك مخاطرة كبيرة لاصحاب الامراض المزمنة الى جانب الملوحة العليه مريض الصدفيه لايتحملها ومع ذلك تحقق الاردن ٣ مليار دولار دخل سنوى من السياحة العلاجية التى تعمل شهرين فقط طوال العام عكس مصر فالعلاج ليها طوال العام.
واوضح الناظر هناك انواع مختلفة لعلاج الصدفية منها البيولوجى وهو غالى جدا ويحتاج الى العديد من الفحوصات ونسبة الشفاء هى نفس نسبة العلاج البيئى ولكن من الممكن ان يكون له مضاعفات سلبية على بعض المرضى عكس العلاج البيئي الذى ياتى من الطبيعة وليس له اى مضاعفات جانبي وقال الناظر ان مصر بها مليون ونصف مريض بالصدفيه الكويت بها ١٨ الف مريض السعودية ٥٥ الف مريض.. الامارات ١٢ الف مريض.