دائماً يا سيدي أنت في المقدمة، فبك ومعك تزدهر البداية، وعلى يديك تكون النهاية، وبما أنك تسكن في أعماقي؛ فاسمح لي بأن أتحدث بصوتي وصوت كل أنثى، وأخبرك بأنه ليس كل فارس رجلاً، وليست كل امرأة أنثى، وسيظل الموجب موجباً، وسيبقى السالب مجرد سالب. ولأنك أنت صانع القرار، ولأنك تعتبر الحب ضعفاً، والضعف ذلاً، وذاك منطق نحن نرفضه. ورغم كل شيء فأنا منك. لذا سأظل أكتب عنك وعني، وعن واقعنا، ولن أملّ من الكتابة؛ حتى تقتنع بأنك منبع سعادتي وبحر آلامي… فأنت قدري وأنا قدرك، وليس في الكون سوانا. نعترف بالحقيقة المُرّة؛ بأنه لا غنى لنا عنكم، مهما فعلتم ودمرتم وتمردتم، فلن نستطيع الاستغناء عنكم. وسنظل دائماً الجناح الراغب في الاستكانة والشعور بالأمان، فليست لدينا القدرة على أن نخفي أو نُسكت حقيقة مشاعرنا، التي تبحث عن إنسان صادق يعيش بداخلكم. أتعرف أيها الرجل لماذا كل هذا؟ لأنك واقع لا أستطيع أن أنفيه من حياتي، ولا أن ألغي وجودي من حياتك، ولا تكتمل أنوثتي إلا بك، فدوري في الحياة مكمل لدورك، وتكويني النفسي يعنى جزءاً منك، وبعدك عن مسرح حياتي هو ضياعي، وحبك هو وجودي. فلا قيمة للحياة من دونك، ولا أملك القدرة على مواصلة طريقي من دون دفعك وتشجيعك لي؛ لأنني لا أنظر إلى الحياة إلا من خلالك، فأنت الربان الذي يقود سفينتي، وأنت من أطلب منه أن يحميني ويرعاني، فأنا مسؤولة منك، وليست لديّ الطاقة على النهوض من دونك. افهمني أرجوك، فأنا لا أريد أن أتساوى معك؛ لأنني متمسكة في أعماقي بأنوثتي، التي تظهر في كل لمحة من تفكيري، وفي كل دقة من قلبي؛ الذي بيدك دفنت فيه أنوثتي. وإني لأجد كياني في تلبية فطرتي ونداء طبيعتي، ولكن مع رجل يفخر بإنسانيته؛ لأنك في النهاية من يحقق لي هدفي في الحياة. أريد من أمتلكه ويمتلكني، من أصبح طفلته، وكأنه طفلي، أريده توأماً لروحي. أريد إنساناً لا أجعله يحمل هماً، يخفق قلبه لابتسامتي؛ فيملأ حياتي ووجداني سعادة وأملاً، فأجعل من هنائه هنائي، وأهبه خلاصة روحي وفكري وحبي. أتعرف أيها الرجل أن هناك صفات لا تعدّ ولا تُحصى تكون من حصيلتها رجولة متكاملة، وإنسانية متماسكة، ومودة ورحمة. بالتأكيد أن هذا العالم الكبير يحمل بين جنباته رجلاً يعيش بداخله إنسان. فيا أيها الرفيق الفطري الأبدي تعال نقف معاً على أعتاب حياة جديدة. فكن لي أباً… أكن لك أماً… كن لي عبداً… أكن لك أمَة… وكن لي صدراً حنوناً… أكن لك سكناً هنيئاً.. أنر طريقي بالأمل؛ أهبك حياتي كلها بلا خوف وبلا ثمن، وصدقني لن تندم بعدها أبداً؛ لأنه ليس بيننا خاسر ومنتصر، أو سيد وجارية، وليس بيننا مصلحة أو منفعة، أو مشترٍ وبائع، ولا أخذ دون عطاء، ولا أنانية بلا تضحية، فالعالم لن يسير بواحد منا دون الآخر، فهي فطرة الله التي خلق الكون عليها. فأنا منك وأنت مني. فدعنا نعيش بسلام وأمان، ويبقى كل ما بيننا صداقة… ووفاء… وعطاء… ومشاركة… وتضحيه … ومشاعر متبادلة.