كتب:محمد صالح الإمام
تم النشر بواسطة: عمرو مصباح
تعد القديسة دميانة شهيدة مصرية عاشت في القرن الرابع الميلادي لها مكانة هامة في الكنيسة القبطية، فكثير من الكنائس مبنية على اسمها، كما تعرف بإسم الشهيده العفيفه ؛ وُلدت مع أواخر القرن الثالث الميلادى من عائلة مَسيحية تقية ثرية حاكمة، فقد كان والدها مَرقس هو والى البرلس والزعفران .. هذه الفتاة التي نبتت في بيئة ثرية نبتت في عيشة طبيعية مأكلها طيب وحلال فعرفت وحدانية ذي الجلال والاكرام .. تابع سيكلوجية النمو لهذه الفتاة النقية التقية عندما قالت لأبيها أهون علي أن اسمع خبر وفاتك بدلاً من سجودك للأوثان ؛ علم دقلديانوس أن الذي حول مرقس عن عبادة الأوثان هي دميانة ابنته، أرسل إليها أميرا، وأمره ان يلاطفها أولا، وإن لم تطعه يقطع رأسها. فذهب إليها الأمير ومعه مئة جندي وآلات العذاب. ولما وصل إلى قصرها دخل إليها وقال لها: أنا رسول من قبل دقلديانوس الملك، جئت أدعوك بناء علي أمره ان تسجدي لألهته -الأوثان- ، لينعم لك بما تريدين. فصاحت به القديسة دميانة قائلة: شجب الله الرسول ومن أرسله، أما تستحون أن تسموا الأحجار والأخشاب آلهة، وهي لا يسكنها إلا شياطين.
أرجو من القارئ العزيز أن يستمتع وان يستدعي سيد الأنبياء ابراهيم عليه السلام إنّ قصةَ إبراهيم عليه السّلام هي أطول قصة قرآنية بعد قصة سيدنا موسى عليه السّلام .. متعة القول انبعاث الروحانية وتكرار الصياغات الوحدانية وان تحلل سيكلوجيا الحوار فقد تخلله نور علي نور ؛ فقد قالت الشهيدة بإذن ربها دميانة ” ليس إله في السماء وعلي الأرض إلا إله واحد، الخالق الأزلي الأبدي مالئ كل مكان، عالم الأسرار قبل كونها، وهو الذي يطرحكم في الجحيم حيث العذاب الدائم.” .. فغضب الأمير وأمر أن توضع بين هنبازين ويتولي أربعة جنود عصرها فجري دمها علي الأرض. وكانت العذارى واقفات يبكين عليها. ولما أودعوها السجن ظهر لها ملاك الرب ومس جسدها بأجنحته النورانية، فشفيت من جميع جراحاتها…. – عزيزي القارئ قل سبحان الله وما أجمل من معية الله واربط بين ما تقراؤه وبين الواقع في القفص القرآني الكريم – ؛ وقد تفنن الأمير في تعذيب القديسة دميانة، تارة بتمزيق لحمها وتارة بوضعها في شحم وزيت مغلي، وفي كل ذلك كان الرب يقيمها سالمة. ولما رأي الأمير أن جميع محاولاته قد فشلت أمام ثبات هذه العذراء الطاهرة، أمر بقطع رأسها هي وجميع من معها من العذارى العفيفات والبالغ عددهم أربعون. فنلن جميعهن إكليل الشهادة… دامت تربية الشهيدة نموذج تربوي تعليمي وتدريسي لأجيال ما بقيت الحياة فالتعليم بالقدوة يربي العزة والنخوة وقوة الشخصية وطبيعية البناء وتعمير الحياة بأنها للواحد الأحد الإله رب الأرض والسماء .