متابعة ، علاء حمدي
أكد البرلمان العربي، ضرورة تبني مقاربات جديدة لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، خاصة بعد التطورات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، محذرا من مخاطر تنامي ظاهرة الإرهاب في هذه المنطقة الحيوية، والتي سجلت خلال النصف الأول من عام 2023 ما يصل إلى 1814 هجمة إرهابية، أفضت إلى سقوط ما يزيد عن 4500 فرداً، متسببة في تنامي موجات النزوح والهجرة، ومفاقمة من المشكلات العديدة التي تعاني منها المنطقة .
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها معالي النائب فؤاد سبوتة عضو البرلمان العربي، ممثلا عن البرلمان العربي خلال الاجتماع التنسيقي الرابع للمنظمات لمكافحة الإرهاب، والذي ينظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بفيينا، مستعرضاً جهود البرلمان العربي في هذا الصدد من خلال برامج عمله المختلفة، والتي تستهدف زيادة وعي البرلمانيين وبناء قدراتهم في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وأكد “سبوتة” أن الحرب على الإرهاب لا تقتصر على الجهود الحكومية فقط، وإنما هي مسؤولية تشاركية يقع جزء كبير منها على عاتق البرلمانيين لما لهم من دور محوري في هذا الشأن، مشدداً على أن البنية التشريعية القوية والمتماسكة تمثل حائط الصد الأول في محاربة الإرهاب، وتمثل الإطار العام المنظم لكافة الجهود الأخرى في الحرب على هذه الظاهرة البغيضة، داعيا في الوقت ذاته، إلى ضرورة تبادل الخبرات وأفضل الممارسات فيما يتعلق بتشريعات واستراتيجيات مكافحة الإرهاب والوقاية من الفكر المتطرف، وسد الثغرات القائمة في التشريعات ذات الصلة على المستويين الوطني والإقليمي والتعاون متعدد الأطراف، لا سيما وأن طبيعة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، تجعل أية دولة بمفردها، مهما كانت إمكاناتها المادية والفكرية، عاجزة عن أن تواجه هذا الخطر بمفردها.
وفي سياق المناقشات التي تمت في المؤتمر وتطرقت للتجارب الدولية في مكافحة الإرهاب، تناول النائب فؤاد سبوتة ملامح التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب والنجاحات العديدة التي حققتها في هذا المجال، كما تناول ظاهرة الهجرة غير المشروعة ودورها في تنامي مخاطر الإرهاب، لاسيما وأنها تساعد في انتقال العناصر الإرهابية من منطقة إلى أخرى، مثلما يحدث بالنسبة لانتقال عناصر تابعة لتنظيمات إرهابية من منطقة الساحل الأفريقي إلى أوروبا ومناطق أخرى، مشددا في هذا السياق على ضرورة تعزيز المناطق الحدودية للحد من مخاطر هذه الظاهرة.