كتبت : هبة عبدالفتاح
بداية، أود أن أضم صوتي إلى أولئك الذين رحبوا بمبادرة السلام هذه وأن أشكركم على دعوة الاتحاد الأوروبي وكذلك الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لحضور هذه القمة.
إن الاتحاد الأوروبي مشروع سياسي نشأ في القرن الماضي في أعقاب حربين عالميتين مأساويتين. وهو مشروع تحقق بفضل المصالحة وشجاعة وإرادة القادة السياسيين ذوي الرؤية الثاقبة. إن سمحتم لي، أود أن أقرأ عليكم اليوم المادة 3 من معاهدة إنشاء الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على أن الاتحاد يساهم في السلام والأمن والتنمية المستدامة للأرض والتضامن والاحترام المتبادل بين الشعوب وحماية حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق الطفل، فضلاً عن التقيد الصارم بالقانون الدولي وتطويره، بما في ذلك احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وهذا الإعلان المنصوص عليه في المعاهدة هو الذي ينبغي أن تستند إليه تصرفات الاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية. فلا يمكن أن يكون هناك معايير مزدوجة، بل يجب أن يكون لدينا خط واضح يجب أن نتبناه، يرتكز على تلك القناعات – التي يشترك بها رؤساء الدول أو الحكومات السبعة والعشرون الذين كرروا قبل بضعة أيام رسالة الوحدة هذه داخل الاتحاد الأوروبي– والتي أود أن أشارككم بها.
إننا ندين بشدة الهجوم الإرهابي الخسيس الذي تشنه حماس على إسرائيل وشعبها، وندعو إلى إطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط. ولذلك أود أن أشكر الجالسين حول هذه الطاولة الذين، كما أعلم، شاركوا في جهود الوساطة حتى يتسنى إحراز تقدم بشأن إطلاق سراح الرهائن.
كما نؤكد أهمية حماية المدنيين وحماية البنية التحتية المدنية دائماً وفي كل مكان وزمان. وأخيراً، نؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، حيث يجب ممارسة هذا الحق في الدفاع عن النفس بما يتماشى مع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. والآن، يبدو لنا أن هناك ثلاث نقاط مهمة، وفي هذا الصدد أود أن أشكركم على جمعنا معًا حول نفس الطاولة.
النقطة الأولى تتعلق بالتعبئة لفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية، لضمان حصول الأشخاص الأكثر ضعفاً على المياه والكهرباء والغذاء والدواء. سأقولها الآن: الحصار الكامل ينتهك القانون الدولي، وأود أن أشيد بكم، الأمين العام، على الجهود التي بذلتموها أنتم وفريقكم مع السلطات المصرية، لإحراز تقدم في هذا الشأن، مع الدفعات الأولى من الشاحنات، لجلب بعض السلع الأساسية. وأخيرا، أود أن أقول إن الاتحاد الأوروبي متسق، حيث نعتزم مواصلة جهودنا لتقديم المساعدة إلى الفئات الأكثر ضعفا، وقد أعلنا أننا سنضاعف المساعدات الإنسانية ثلاث مرات.
النقطة الثانية التي سأذكرها هي: إنها مسؤوليتنا، ومن واجبنا تجاه كل شخص أن يعمل معًا لمنع التصعيد الإقليمي، واحتواء الصراع ووضع حد لدوامة العنف. ينبغي أن يكون هذا هو طموحنا المشترك، ولهذا السبب أعتقد أن هذا الاجتماع مهم: لدينا واجب، ولدينا مسؤولية.
وأخيرا، النقطة الثالثة التي أود التأكيد عليها، كما قال كثيرون قبلي، هي ضرورة بذل كل جهد ممكن للتحرك نحو حل دائم، حل يجب أن يرتكز على حل الدولتين.
كما أود أن أسلط الضوء على المبادرة التي اتخذها الممثل الأعلى بوريل قبل بضعة أشهر على هامش الجمعية العامة في نيويورك، بإطلاق عملية “جهود يوم السلام”، والتي جمعت عددًا كبيرًا من البلدان حول هذا الهدف المشترك. كذلك نعتقد أنه يجب علينا أيضا أن ندعم تعزيز السلطة الفلسطينية، التي تمثل التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
وكما ترون وكما نعلم، فإن هذا صراع هو مأساة تسببت في الكثير من المعاناة والمصائب. إنها مأساة وصراع يخلق قدرا كبيرا من الاستقطاب والانقسام والتوتر في جميع أنحاء العالم، وخارج المنطقة. ومن مسؤوليتنا أن نفي بواجبنا ونضمن أننا قادرون على إحراز تقدم حقيقي وجدي نحو السلام والاستقرار والأمن. يمكنكم الاعتماد على الاتحاد الأوروبي لتقديم مساهمته في هذه القيم التي نعتز بها والتي نرغب في رؤيتها مشتركة في جميع أنحاء العالم. شكراً جزيلاً.