متابعة – علاء حمدي
افتتحت صباح اليوم الدكتورة منال علام رئيس الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين فعاليات البرنامج التثقيفي “الاستراتيجية والأمن القومي “ للمجموعة التاسعة عشر بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا من خلال كلية الدفاع الوطني برئاسة سيادة اللواء أركان حرب أشرف محمد فارس وبإشراف من سيادة العميد أركان حرب إيهاب طلعت ،للعاملين بالهيئة العامة لقصور الثقافة بالأقاليم الثقافية وديوان عام الهيئة
مشيرةً أن البرنامج يحمل في طياته قضايا متنوعة وثرية يلقيها نخبة بارعة من المتخصصين في مجال الاستراتيجية والأمن القومي المصري والعربي متضمناً التخطيط الاستراتيجي القومي وعلاقته بإدارة الأزمات والتحديات والتهديدات التي تواجه الامن القومي المصري ،والتطور التاريخي لمنظمات المجتمع المدني والاساليب المستخدمة في حروب الجيل الرابع وغيرها من الموضوعات الثرية التي تهدف في مقامها الأول التصدي للإرهاب واقتلاع الفكر المتطرف ونبذ ثقافة العنف وتزويد المشاركين بكافة المعلومات .
تجدر الإشارة إلى أن أولى محاضرات البرنامج كانت للواء أركان حرب ممدوح الجزار متناولاً مفهوم الدولة وموضحاً أن العصور القديمة والوسطى تميزت بغياب مفهوم الدولة بشكلها الحالي، وانتشرت مسميات مختلفة لها منها، الإمبراطورية، والسلطنة، والممالك، إلا أن أغلب الممالك التي حكمت في العصور الوسطى في أوروبا حكمت باسم الدين، كفرنسا على سبيل المثال، ومشيراً أنه وبالرغم من البساطة التي يَتَمَيَّزْ بها تعريف الدولة إلا أن مفهوم الدولة والبحث في تحديد أصل نشأتها واساس السلطة فيها يثير في الواقع عدداً هائلاً من الإشكاليات؛
فالدولة هي حقيقة سياسية؛ لأن المجتمع الدولي يتكون أساساً من وحدات سياسية يحمل كل منها لقب “دولة”، والدولة أيضاً مفهوم قانوني قُصِدَ منها ابتكار أداة ملائمة لتنظيم العلاقة بين وحدات سياسية غير متكافئة في القوة على أساس من العدالة والمساواة. فالعلاقات بين الدول يجب أن تُؤسس من وجهة نظر القانون الدولي على مبدأ أو قاعدة المساواة في السيادة،
والدولة فوق هذا وذا هي فكرة فلسفية مجردة؛ لأن نشأة المجتمعات السياسية المنظمة ليست معروفة أو مُوَثَّقَة تاريخيَّاً. وفي غياب هذه المعرفة التاريخية المُوَثَّقَة توجد نظريات أو رؤى أو أفكار ذات طبيعة فلسفية تحاول تفسير نشأة الدولة، أو بعبارة أدق نشأة أهم ركن من أركانها وهو السلطة السياسية المنظمة .
فيما أكد اللواء الدكتور أسامة الجمال في ثاني محاضرات اليوم الأول من البرنامج أن الإنسان أصبح مطالبا في الوقت الراهن ببذل الجهد للحصول على الحقائق نتيجة فيض الشائعات المغرضة، وتعدد المصادر وعدم دقتها مؤكداً على حاجة المصريين والشعوب العربية قاطبةً إلى قراءة ما حدث وما يحدث فى سياقه الأشمل والإجابة عن الأسئلة الغامضة المتعلقة بما يحاك لنا من خطط دولية للهيمنة على المنطقة،
وكيف يقوم الأعداء بمجابهة محاولات رفع الوعى لدى الجماهير العربية حين يتداولون الكلام عن تلك المخططات بالسخرية من كلمة (مؤامرة) وتسفيه دلالتها حتى يصل إلى يقين السامع أنها شيء قرين بالأوهام، من أجل التغطية على الحقائق، فالمؤامرات قائمة منذ فجر التاريخ على مستوى الشعوب؛ للاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها واستعمارها بدايةً من طرف الخيط بسايكس بيكو وإعادة تقسيم العالم العربى ورسم خرائطه التى صمدت مائة عام تقريباً، استقرت فيها حدود الكيانات السياسية فى العالم العربى .