بقلم د : خالد السلامي
نادرا ما يأتي الإلهام العميق والشعور بالفخر كما هو الحال عند التفكير في أطفالنا وفي مستقبل أمتنا الواعد. فهم بحق أغلى ما نملك، وهم سر ازدهارنا وتقدمنا. يوم الطفل الإماراتي هو لحظة لنتوقف ونستوعب عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقنا كمجتمع لتوفير الرعاية والحماية والتنمية التي يستحقها أطفالنا.
في الخامس عشر من مارس من كل عام، تتزين الإمارات العربية المتحدة بألوان الأمل والفرح للاحتفاء بيوم الطفل الإماراتي، هذا اليوم الذي يأتي كتعبير صادق عن الاهتمام العميق والرؤية البعيدة التي تحملها الدولة نحو أبنائها الصغار، أطفال اليوم وقادة الغد. في هذه المناسبة، نود أن نسلط الضوء على الجهود المتميزة والمستمرة التي تبذلها الإمارات في سبيل رعاية النشء وتنميتهم، مؤكدين على دور الأطفال كأساس لمستقبل الأمة وكنزها الثمين الذي يستحق كل الاهتمام والعناية.
عندما أرى الابتسامة البريئة على وجه طفل، وتلك النظرات المملوءة فضولا وحيوية للتعلم والاكتشاف، أشعر بالدفء في قلبي. أولئك الصغار هم أمل الأمة، ولذلك فإن من واجبنا صقل مواهبهم والمساهمة في تطويرهم ليصبحوا قادة المستقبل.
منذ إطلاق يوم الطفل الإماراتي في عام 2013 بمبادرة كريمة من صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، شهدت الدولة نقلة نوعية في مجال حقوق الطفل ورعايته. هذا اليوم ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو تذكير دائم بالعهد الذي قطعته الدولة على نفسها لتوفير كل ما يلزم لضمان نمو أطفالها في بيئة آمنة ومحفزة.
تمتد جهود الدولة لتشمل كافة جوانب حياة الطفل، بدءًا من التعليم الذي يُعتبر حجر الأساس لمستقبل مزدهر. الإمارات تفخر بنظامها التعليمي الذي يضمن توفير التعليم الجيد والشامل لجميع أطفالها، بالإضافة إلى الاهتمام البالغ بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكينهم من خلال مدارس وبرامج تعليمية متخصصة.
لا يقتصر الأمر على التعليم فحسب، بل تمتد الرعاية لتشمل الصحة والرفاهية، حيث تضع الإمارات صحة أطفالها في صدارة أولوياتها، موفرة لهم خدمات صحية عالية الجودة وبرامج توعية لضمان أسلوب حياة صحي. وتعكس الاستراتيجيات الوطنية والقوانين المعنية بحماية الطفل وتعزيز رفاهيته، مدى التزام الإمارات بخلق مستقبل مشرق لأطفالها.
تدرك حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة هذه المسؤولية جيدا، وتلتزم التزاما راسخا بضمان ازدهار أطفالها وتمكينهم. من خلال الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، تضمن الدولة أن كل طفل يحصل على فرصة عادلة للنمو والتطور.
في يوم الطفل الإماراتي، نجدد العهد على أن كل طفل في هذه الأرض هو بذرة أمل ووعد بغد أفضل. هذا اليوم هو فرصة للتأكيد على أهمية الاستثمار في الطفولة، ليس فقط من خلال التعليم والرعاية الصحية، بل أيضًا من خلال توفير بيئة محفزة تشجع الأطفال على التعبير عن إبداعاتهم وتطوير مهاراتهم.
قد تكون المدارس هي المكان الأول الذي يخطر ببالنا عندما نفكر في تنمية أطفالنا، ولكن ها هي الإمارات تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. فهي توفر مجموعة شاملة من الخدمات والبرامج لدعم النمو المتكامل للطفل في جميع مراحل حياته. بدءا من مراكز رعاية الطفولة المبكرة التي تركز على التنمية المبكرة والتعلم من خلال اللعب، وصولا إلى المدارس ذات المناهج الدراسية المتطورة والمرافق التعليمية الحديثة.
لكن الأمر لا يقتصر على التعليم فحسب. فهناك جهود متواصلة لحماية صحة أطفالنا وتعزيز نمطهم الحياتي الصحي. يتم تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة والنشاطات البدنية من أجل الحفاظ على لياقتهم البدنية والذهنية. كما توفر الدولة برامج التثقيف الغذائي للترويج لعادات الأكل الصحية.
وعندما يتعلق الأمر بحماية أطفالنا، فإن الإمارات تتخذ إجراءات صارمة لمكافحة جميع أشكال العنف والإساءة والاستغلال ضد الأطفال. فهناك قوانين وآليات رادعة تهدف إلى حماية حقوق الطفل ورفاهيته النفسية والجسدية.
ومع ذلك، فإن أهمية الأسر والمجتمعات لا تقل عن دور الحكومة. فالمنازل الآمنة والمحبة والثقافة المجتمعية الداعمة هي التربة الخصبة التي تسمح للطفل بالازدهار. لذلك يجب علينا جميعا أن نلعب دورا نشطا في تربية أطفالنا وتزويدهم بالقيم والقدوة الحسنة.
في يوم الطفل الإماراتي، لنحتفل بإنجازاتنا ولكن لنلتزم أيضا بالمزيد. فمستقبل أمتنا يعتمد على ما نستثمره في أطفالنا اليوم. دعونا نمدهم بالحب والرعاية والإرشاد اللازمين لينموا ويزدهروا. ولنعمل معا لنضمن أن يحقق كل طفل إماراتي إمكاناته الكاملة ليصبح عنصرا فاعلا ومبدعا في مجتمعنا.
دعونا في هذا اليوم نحتفي بإنجازات أطفالنا ونستمع إلى أحلامهم وتطلعاتهم، فهم الأمل الذي ينير دربنا نحو المستقبل. ولنجعل من يوم الطفل الإماراتي منارة للعالم تُظهر كيف يمكن للاهتمام بالطفولة أن يُسهم في بناء مجتمعات أكثر تقدمًا وازدهارًا. فلنتعاهد جميعًا، حكومة ومؤسسات وأفرادًا، على دعم أطفالنا وتمكينهم ليصبحوا قادة الغد وبناة المستقبل.
في النهاية، أطفالنا هم ثروتنا الحقيقية. فلنحتضنهم ولنستثمر فيهم بكل ما لدينا من قوة. فبفضلهم، ستظل الإمارات دائما رمزا للطموح والازدهار والتقدم.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.