كتب – علاء حمدي
أدانت الدكتورة ليلي الهمامي الخبيرة السياسية التونسية واستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن، المجزرة البشعة المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي، والمناطق المجاورة لليوم السادس على التوالي، وتحاول استغلالها بحجج وذرائع واهية لتدمير كامل المستشفى وقتل مئات المدنيين الفلسطينيين، واعتقالهم وحرق مئات المنازل وتدميرها في المنطقة، في اطار استهدافها الدموي لجميع المرافق الطبية في القطاع.
وقالت الدكتورة ليلي الهمامي ، إن استهداف المرافق الطبية يأتي كمظهر حاسم من مظاهر الإبادة الجماعية للمدنيين وخلق المناخات اللاإنسانية لتهجيرهم، على طريق تحويل كامل قطاع غزة وشماله خاصة إلى منطقة غير صالحة للحياة البشرية، وترتكب في ذلك جرائم بشعة تفوق كونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ظل الصلف الإسرائيلي المتواصل لمنع إدخال المساعدات للقطاع، الأمر الذي يؤدي يوميا إلى ازدياد حالات الوفاة بسبب المجاعة والعطش وقلة الأدوية خاصة في صفوف الأطفال والرضع والنساء والمرضى وكبار السن.
وعبرت استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن عن شديد غضبها واستغرابها من تحول المجتمع الدولي إلى منتدى بارد ينتج التصريحات والمواقف والمطالبات والمراهنات على دولة الاحتلال بشأن حكاية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية دون أن يتمكن من ترجمة تلك المواقف إلى إجراءات عملية ملزمة تليق بمكانة الإنسان، ويواصل المجتمع الدولي والدول تعميق الفراغ الإنساني بمناقشات عقيمة وحوارات مع الجانب الاسرائيلي الذي لا يبدي أي استجابة لنداء الإنسانية، وفي أحسن أحواله يقول شيئا غالبا ما يكون مضللا ويمارس في الوقت ذاته عكسه تماما ويمعن في تعميق ابادته للمدنيين الفلسطينيين، ويتوعد بتوسيع حرب الإبادة لتشمل أكثر من 1.5 مليون فلسطيني يتواجدون في رفح ومنطقتها، وعلى ما يبدو أن الانتصار الذي يلهث خلفه نتنياهو يتلخص في تدمير كامل قطاع غزة وتفريغه من سكانه إما بالقتل الجماعي أو بالتهجير.
وتساءلت الدكتورة ليلي الهمامي “ما هي الخطوط الحمراء التي تحكم الموقف الدولي في مراهناته على نتنياهو بشأن حماية المدنيين حتى ينتفض وينتصر من أجل الإنسانية، ويتدخل بقوة ويفرض على الحكومة الإسرائيلية اجراءات ملزمة وواضحة تضمن حمايتهم وادخال المساعدات بشكل مستدام لهم؟ ألم يشعر المجتمع الدولي بعد أن تعامله مع إبادة المدنيين ودفعهم للهجرة يوفر الوقت اللازم لنتنياهو لاستكمال ابادتهم؟ متى سيدرك المجتمع الدولي أن آليات عمله في حماية المدنيين أثبتت فشلا ذريعا يصل لدرجة السقوط الاخلاقي والإنساني؟ وهل لديه القدرة أو الرغبة في تصحيح هذا الاعوجاج قبل أن تسقط الإنسانية برمتها في الحفرة العميقة التي جهزها نتنياهو لها؟”