علاء حمدي
منحت اللجنة العلمية في جامعة الملك خالد درجة الدكتوراة للباحثة حنان سليمان المطوع عن أطروحتها التي قدمتها بعنوان “قضايا الدين والحداثة والحضارة في فكر داريوش شايغان” دراسة تحليلية نقدية، وذلك لنيل درجة الدكتوراة في تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة.
وبعد مناقشة الأطروحة أوصت اللجنة بقبول الرسالة العلمية والتوصية بمنح درجة الدكتوراة للباحثة. وتهدف الأطروحة إلى دراسة المشروع الفكري للمفكر الإيراني شايغان الذي حاول فيه التوفيق بين ما هو ديني وما هو حداثي، ومدى توافق ما طرحه مع أصول الدين وتشريعاته، واعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي، والمنهج المقارن.
وحسب الباحثة فإن أهمية البحث تعود إلى أن شايغان قدَّم مشروعًا مختلفًا، لا يعالج إشكالات ثقافتنا بين التراث والحداثة كما فعل أغلب الباحثين، وإنما يبحث عن معالجة عالمية توحِّد الإنسانية تحت حضارة كونية واحدة، يدعو فيه لإنقاذ القيم الروحية، وتخليص منتوجات الحداثة من صور “الأدلجة” التي لحقت بها.
مشروع شايغان يقوم على تفكيك البنى في النظامين الديني والحداثي؛ لنقد الاختلالات التي لحقت بمنظومة القيم الدينية بفعل الصدمة الحداثية، وكذلك نقد مرجعيات الحداثة وأزمة القيم، التي ألحقت بكلا الفكرين ضررًا على مستوى الوعي ومستوى الممارسة، ليقدِّم نموذجًا مبنيًا على التسامح والتعدد وقبول الآخر.
جدير بالذكر أن فكر شايغان يحظى بحضور كبير على المستوي الأكاديمي في المجتمعات العلمية الغربية، التي تسعى لتذويب الدين تشريعيًا، وتنحية دوره كقوة مؤثرة في حياة المجتمعات، وتحويله إلى مجرد إيمان قلبي.
لذا تأتي أهمية الدراسة التي قامت بها الباحثة لعرض ثم تحليل ونقد فكره ومرجعياته، ومستويات تأثره بظلال الأديان والمذاهب والنظريات الحداثية، ومدى توافق ما يطرحه في المجال الديني مع حدود وخصوصية أصول وعقائد الدين الإسلامي الحنيف. أشرف على الأطروحة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن فضيل بو الشعير، الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الملك خالد.