علاء حمدي
عقد مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” اجتماعه الدوري الرابع والعشرين بمدينة الرياض في مقر برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” ، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، رئيس مجلس الأمناء، ورئيس أجفند، وبحضور معالي السيدة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن بالجمهورية التونسية (الدولة المستضيفة لـ”كوثر”)، ومعالي الدكتور عبد الله الدردري نائب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومساعد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية للبرنامج، بالإضافة إلى أعضاء مجموعة التنسيق، وممثلي المنظمات الاقليمية والدولية الداعمة للمركز.
واستعرض الاجتماع أنشطة المركز لعام 2024 والموازنة المقترحة لعام 2024 لتنفيذها استنادا إلى الخطة الاستراتيجية الخماسية لكوثر 2023-2027. كما ناقش تقرير مراجع الحسابات الخارجي وأقرّه. وتوافق الاجتماع على ضرورة تحفيز الجهد التنموي الفعال الذي يقدمه المركز وصولاً إلى تحقيق جدوى الخطة الاستراتيجية وقيمتها المضافة في خارطة تمكين المرأة والنهوض بواقعها في كثير من المجتمعات.
وأكد الأمير عبد العزيز بن طلال في الكلمة التي افتتح بها الاجتماع “الحرص أكثر من أي وقت مضى على الدور المحوري الذي ينهض به “كوثر”، وتحقيق الأهداف العليا التي تأسس من أجلها، وتمكينه من الاضطلاع برسالته في تلبية احتياجات المنطقة العربية في تعزيز أدوار المرأة في خدمة مجتمعاتها، خاصة مع بروز تحديات جديدة كتلك التي نجمت عن تداعيات جائحة كورونا، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المستجدة جراء النزاعات التي تؤثر سلباً على فئات كبيرة من السكان، خاصة النساء في المنطقة العربية”.
ولفت الأمير عبد العزيز إلى أن “كوثر” أصبح بالفعل مركز إشعاع حقيقي في المنطقة وخارجها، كما أراد له المؤسس. وقال إن كل الحقائق والمؤشرات تؤكد أن أدوار المركز وإسهاماته موثوقة وتلقى الإشادة. وهو يعمل بكفاءة عالية في الحراك الأممي، ومن أكثر الكيانات المتفاعلة مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وشدد على أن لدى المركز منظوره الخاص لتسريع تحقيق الأهداف وصولاً إلى سقف 2030، محافظاً على السمة التفضيلية المتمثلة في استناده إلى إنتاج المعرفة لتصميم برامجه وأنشطته الميدانية في المنطقة العربية وخارجها. وشكر سموه للدولة التونسية توفيرها البيئة المواتية المساندة لـ ” كوثر” ليضطلع بمهامه.
واقترحت الدكتورة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ بتونس على مجلس أمناء “كوثر” وضع استراتيجية عربية لمقاومة العنف ضد النساء والفتيات ذوات الإعاقة البصرية والسمعية، مؤكدة أن تبادل الخبرات والتجارب بين النخب النسائية العربية من المواضيع التي من المهم أن يبذل فيها مركز “كوثر” جهودا مضاعفة بوصفه إحدى الآليات الحاضنة للتفاعلية والتواصلية الإيجابية بين النساء العربيات. وهو ما سيسهم في توثيق الحراك الإيجابي والنوعي الذي تسعى المرأة العربية اليوم إلى تحقيقيه وإبرازه.
كما دعت مركز “كوثر ” إلى تعميم تجربة تهيئة فضاء خاص بالنساء ضحايا العنف ذوات الإعاقة السمعية والبصرية على كافة مراكز الأمان لايواء النساء ضحايا العنف وأطفالهن. وهي تجربة نموذجية في إطار شراكة إطارية مع مركز “كوثر”، من خلال برنامج “حتى يصبح اللامرئي مرئيّا ” والذي تمثلت مخرجاته في تهيئة فضاء خاص بمركزي “الأمان” لإيواء النساء ضحايا العنف ذوات الإعاقة السمعية والبصرية بولاتين من ولايات (محافظات) الجمهوريّة التونسية .
وعبّر الدكتور عبد الله الدردري، نائب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومساعد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمدير الاقليمي للبرنامج، عن الحاجة إلى مركز “كوثر” باعتباره مؤسسة استراتيجية وفّقت في تطوير أفكار ومشاريع مبتكرة خارج الصندوق، تستهدف تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات. وأكّد أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي باعتباره أحد الأطراف المؤسسة لـ”كوثر” سوف يقدم له كل الدعم والمؤازرة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية.
من جانبها قالت الدكتورة سكينة بوراوي، المديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث إن انعقاد اجتماع مجلس أمناء المركز بالرياض في ظل ما تشهده السعودية من تنامي دور المرأة فيها، له معاني ودلالات مهمة للمركز. وأعربت عن سعادتها بما انبثق عن اجتماع مجلس الأمناء من تأكيد ضرورة دعم المركز والمضي بكوثر قدماً لتحقيق أهدافه الكبرى. وشكرت الشركاء الداعمين على جهودهم، وأكدت أن أنشطة المركز منسجمة مع أهداف التنمية المستدامة الحقيقية.
هذا وشهدت أشغال الاجتماع توقيع الأمير عبد العزيز بن طلال والدكتورة سكينة بوراوي، اتفاقية دعم البناء المؤسسي لمركز “كوثر” للعام 2024، حيث يهدف المشروع إلى تمكين المركز وإدارته لمواصلة رسالته و تطوير أدائه بما يتلاءم مع أهداف التنمية المستدامة.
مركز “كوثر” منظمة إقليمية غير حكومية تعمل في مجال تمكين المرأة من خلال رفع الوعي بين صناع السياسات والمشرعين لواقع المرأة العربية. ويضم في عضويته شركاء أمميين ودوليين وإقليميين ويتخذ تونس مقرا له. وكان بعث المركز ـ بمبادرة من الراحل صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيزـ وتأسيسه عام 1993 ، بالأهداف الطموحة لـ “كوثر”، نقطه تحول بارزة في التعاطي مع قضايا المرأة العربية ونيلها حقوقها.