إعداد: د. وليد ناصر الماس
الحياة العسكرية محكومة بمجموعة من الأدبيات والتقاليد العسكرية، وهي الممارسات والسلوكيات المتبعة من قبل العسكريين، وتلك التقاليد يتعلمها الجندي في المدارس والأكاديميات العسكرية، ومن خلال دورات الاستجداد، حتى تصبح جزءاً من حياته اليومية، تنعكس التقاليد العسكرية في الاحترام المتبادل بين الأفراد، وفي تعاملهم فيما بينهم ومع قيادتهم. وتقود في نهاية المطاف لجيش منضبط مدرب يستطيع أن يخوض معارك الشرف والكرامة دفاعاً عن الوطن وسيادته.تقوم التقاليد والأدبيات العسكرية علئ مجموعة من الأولويات ومنها:1. الضبط والربط العسكري.2. الروح المعنوية العالية.3. العمل بروح الفريق الواحد.تشكل العناصر الثلاثة مجتمعة المدخل الرئيس للنجاح أو الفشل في أي مؤسسة عسكرية، فهي حجر الزاوية في فاعلية ونجاح القيادة نحو تحقيق أهدافها. *مفهوم الضبط والربط العسكري.*هو الالتزام بالتقاليد العسكرية والمواعيد وتجنب الممنوعات، وتنفيذ الأوامر والتعليمات العسكرية نصا وروحا، ويميز المؤسسة العسكرية عن غيرها من المؤسسات المدنية، ولا يمكن بناء جيش وطني قوي دون فرض الانضباط على أفراده.لذلك فالضبط والربط في المؤسسات العسكرية ليس سوطا يسلط علئ أفرادها، وإنما مؤشر فارق في هذه المؤسسة الهامة، يدل على مدى الجدية والانضباط، ويساعد في تعزيز الالتزام بالقوانين العسكرية، ويرسخ هيبة المؤسسة العسكرية باعتبارها عنوان لقوة الدولة ومنعتها.مع مرور الوقت يصبح الضبط والربط في مؤسسات الجيش منهجا وسلوكا مكتسبا لدى الأفراد، قائما على الاقتناع وليس ناتجا عن الخوف من العقاب، والنتيجة تحقيق مستوئ عال من الأداء الفردي والجماعي، والاستجابة للأوامر وتنفيذها بدقة متناهية.وبالمناسبة يتوقف نجاح أي وحدة عسكرية على مدى تحلي أفرادها بالانضباط والتقاليد العسكرية والسلوك الشخصي السوي، والإخلاق الحميدة والخصال الفاضلة، بما يساهم في تحسين الأداء وتنفيذ المهام والواجبات.*العوامل المساعدة على نجاح الضبط والربط العسكري :*- تنفيذ الأوامر والتعليمات: والتي تعد من أهم مقومات الضبط والربط العسكري، وذلك من خلال اقتناع الأفراد بالعادات والتقاليد العسكرية وممارستها دون أية مماطلة أو اعتراض.- القدوة الحسنة: يجب أن يتحلى القادة على كافة المستويات العسكرية بالضبط والربط، فإذا كان القادة مثالا في الربط والضبط سيصبحون قدوة حسنة لأفرادهم.- تقسيم الأفراد وتوزيع الواجبات والمسؤوليات، بما يتناسب مع طاقة وقدرات كل فرد.- المدح والتحفيز المعنوي: حيث يتعين على القادة تقديم عبارات المدح والتحفيز للأفراد سواء كان فردياً أو جماعيا،ً وتقدير الأعمال الجيدة، حيث يؤثر ذلك تأثيراً كبيراً في تقوية أواصر الضبط والربط لدى الأفراد، ويشعرهم بالثقة في قياداتهم والأوامر الصادرة إليهم.- الثواب والعقاب: إذا ما وجد الثواب والعقاب في المؤسسة العسكرية، يدفع ذلك الأفراد نحو الالتزام بواجباتهم، طمعا في الثواب وتجنبا للعقاب.- إنزال العقوبة العاجلة على المخطيء، واستخدام القوة والحزم والسلطة الممنوحة قانوناً، وعدم تركه يتمادى في ممارساته، حتى لايكون مصدراً للسلبية والانحراف داخل المؤسسة العسكرية. – لتدريب المستمر والتعود علئ الضبط والربط العسكري، والإنصياع للأوامر والتعليمات برضى تام.*أهداف الضبط والربط العسكري :*- المحافظة على هيبة المؤسسة العسكرية وبالتالي المحافظة على هيبة الدولة، بإعتبار أن المؤسسة العسكرية عنوان لقوة الدولة وعزتها. – المحافظة على النظام العسكري والالتزام بالقوانين والتعليمات العسكرية، وضمان عدم الخروج عليها.- سرعة الاستجابة للأوامر وتنفيذها بدقة متناهية مع الصدق والأمانة في العمل.- رفع الروح المعنوية للعاملين في المؤسسة العسكرية.- تنمية روح الفريق الواحد لدى الأفراد في المؤسسة العسكرية.*أهمية الضبط والربط العسكري.*الانضباط والالتزام في الحياة العسكرية ليس الهدف منه إزعاج الأفراد، وإنما إعطاء الوحدة العسكرية الأفضلية في وقت الحرب، والانضباط هو ما يحدد المنتصر في المعركة، لذا يعتبر الربط والانضباط العسكري مهما للآتي:- يمنح البلد هيبة واحترام من قِبل الآخرين.- يمنح المواطن شعورًا بالطمأنينة والثقة بجيشه.- ينعكس بشكل كبير على المعارك التي يخوضها الجيش، ويساهم في تحقيق الانتصار.- يقلل الانضباط خسائر الجيش في أي معركة.- يعود الفرد على ضبط النفس، ويمنحه الشعور بالوطنية.- يمنح الفرد شعورا بالمسؤولية والوازع الأخلاقي تجاه واجباته الوطنية.- يدفع الأفراد للاعتماد على الله، ثم علئ النفس في أمور الحياة، دون الالتفات لأحد.- يمكن الفرد من التحكم في دوافعه الشخصية، وتحكيم العقل بعيدا عن الأهواء.- يشيع الثقة والاحترام المتبادل بين الأفراد وقائدهم، وفيما بين الأفراد أنفسهم.*أهم صور ومظاهر الضبط والربط العسكري:*- السلوك الفردي السوي للأفراد داخل وخارج الثكنات العسكرية. – الالتزام بالتقاليد العسكرية وفهمها جيدًا.- المظهر الحسن للأفراد، والمحافظة على الأوامر والتعليمات الخاصة بالزي العسكري، والابتعاد عن العادات المدنية السابقة، واحترام وتقدير شرف الإنتماء للمؤسسة العسكرية.- الثقة في المؤسسة العسكرية وقيادتها، وعدم الانتباه إلى الإشاعات المغرضة.- احترام الأفراد لقادتهم وزملائهم وإشاعة روح الود في التعامل بينهم.- الطاعة المباشرة للأوامر وتجنب الاعتراض والتردد في تنفيذها.- كفاءة الجنود في تأدية واجباتهم، والهمة العالية في تنفيذ أعمالهم بصورة تبعث على الفخر والحماس.- العمل الجماعي وفق القوانين العسكرية، دون الاكتراث بالأمور الشخصية.- المحافظة على الأسلحة والمعدات في جاهزيتها، والشعور بأنها جزء لا يتجزأ من شرف العسكري وكرامته.- ضبط النفس والتحكم في الأعصاب.