كتب:تامر أفندي
تم النشر بواسطة: عمرو مصباح
مشتتُ أنا بعض الشئ.. لا لأنني لا أجد ما أكتبه، ولكن لأنه كثير بالقدر الذي يجعل “الخطاب” يتعارك مع “العقاد” في ذهني.. ولأنني تربيت أنا أنظر في عين الغولة ولا أخاف.. ساءني واقعة “سيدة العيش” وأرقني انسحابها من أمام “هيثم” بانكسار.. بينما كان المُحافظ يُطالبه بالمزيد من “الفوتوغرافيا”.. لم أبتعد قليلاً بروحي إلا ووجدت “آخر” يخطب عن الأخلاق في غرفة عمليات ليس بها “شاش ولا ضمادات ولا جهاز أكسجين”.. سيادته يحارب الروتين.. إذاً من الذي وضعه وجعله يتغول ويكبر ويتحول إلى “غولة”..! من الذي حول الإنسان إلى “تذكرة”.. تذكرة في باص.. تذكرة في مستشفى.. تذكرة في حفلة.. وكل إنسانٍ وقيمة تذكرته!. في عقلي ثمة عبارة عابرة الآن إذ أن والدتي كانت تشكو لي صباحاً من إحدى الفئران، فقلت لها: “أننا لا نريد أن نقتل الفئران لأننا نجد نشوة في مطاردتهم.. يتسلل إلى أرواحنا شعور القوى وهم يرتعدوا خوفاً منا.. ربما نجد لذة في أن نمارس عليهم ما يُمارس علينا.. لا نُبال بضررهم وهم يثقبون السفينة، فالغرق مصير حتمي بهم أو بدونهم.. إذاً لا بأس من اقتناص شعور مزيف بالقوة حتى وإن كان على فأر.. ففقر العقول يفعل أكثر من ذلك!.آهٍ.. لا أعرف إذا كانت توجع أو تذكر أو كانت بلا معنى ككل الأشياء والكلمات التي بتنا ننطقها دون معنى.. حتى هذا المقال ربما يكون بلا معنى.. وإذا كان حتى بمعنى وإذا وصل معناه للمعنيين به في كل مكان.. ماذا سيحدث؟.. لن يحدث شئ هنا؟.. لن يكف “المسؤول” عن التمثيل وإرضاء رئيسه عبر صور “هيثم” لن يلتفت إلى كاميرات “الله” في “نفسه”.. سيُمحى كل سُباب وتُنسى كل صفعةٍ بـ”كلينكس” “ده زي أخوك.. ده زي أبوك.. ده زي بنتك”.. سيأخذ أحدهم لينك هذا المقال ويُرسله لأحد المستشارين الذي يأمر على الفور بحذفه دون أن يرى أن العنوان كان غير المتن.. وربما أرسلوه بداع الوشاية إلى صاحب العمل دون أن يفهموا أنه لم يكن أبداً ضدهم ولكن ضد ما خلفوه بأفعالهم من شعور سئ بداخلنا.. ضد الاستقواء على شاب رفض أن يركب “الباص” دون أن يعرف إلى أين “الوجهة”!.. ضد شباب لا يرفضوا أن يقولوا “تمام”.. إذا كان فعلاً كل شئ “تمام”.. يريدوها كلمة ذات معنى وليست “أكلاشيه” يوضع في نهاية كل أمر أو جملة حتى وإنت كانت غير تمام.أنت تود أن تعرف حكاية “الخطاب” و”الغولة”.. ثمة حكايات كثيرة يا صديقي سمعتها.. لكن ماذا فعلت بها؟.. كانت الجدات تٌهدهد أطفالها وتُقدم لهم النُصح في شكل حكايات.. لكن لم يُنفذ أحداً نصيحة وإلا ما كانت “الغولة” خدعت “الخطاب”.. الغريب في كل الحكايات هو دفاعنا المُستميت عن “اللصوص”.. إذ أن أحد أبطال الحكاية يدخل فجأة في السطور فيرى “اللص” وهو يُصلي ويتضرع إلى الله، فيبكي مع بكائه ويستميت في الدفاع عنه ويجعل منه بطلاً في الحكاية.. مع أنه لم يراه قبل الوضوء ولن يراه بعد التشهد.. لكنها إشكالية “نعاج داود” التي رغم أن الله قد وضع شرحاً وحُكماً لها إلا أنها ظلت محل خلاف لكثير من الخلطاء. آه كنت جهزت مقالاً عن “العقاد” إذ لم يروق لي حديثه عن نفسه في كتابه “أنا” فقد بدا أنه رجل بلا خطيئة ولم يضع في سطرٍ ولو على سبيل التخفيف سقطة أو هفوة.. إلا أنني رأيته في كتابه “أنا” يحاول أن يكون ما لم يستطع أن يكونه.. وهذه هي إشكالية كتابة السير الذاتية مهما بلغ علم وثقافة كاتبيها، وفيما يبدو أنه إرث لدينا.. حين نكتبها نحن نٌغالي في المدح وحين يكتبها غيرنا يُعلقنا على مقصلة.. فبين “أنا” العقاد وبعض مما ذكره عنه د.لويس عوض في “اوراق العُمر” تقع في حيرة وتجوب المكتبات تبحث عن الحقيقة أكان العقاد “الغولة” أم “الخطاب” أم “هيثم”!.قبل أن أُنهي المقال لا يخلو الأمر من فٌكاهة في رأسي تذكرتها الآن.. صاحبها أحد الزملاء الذين “حملوا تطبيق للمشي”، هذا التطبيق يعد عليك الخطوات ومن ثم يمنحك جوائز.. لشهور عكف زميلنا على الصعود والنزول حتى حان موعد استلام الجائزة.. فجاءته رسالة من “التطبيق” أن هذه الخطوات كلها غير محسوبة.. فأرسل يستفسر عن السبب فجاءه الرد: “Dear user, these are all steps towards “evil”عزيزي المُستخدِم أو المٌستخدَم، هذه الخطوات كلها في الشر”. «بإمكانك تغيير عنوان المقال أو حذف وإضافة جٌملة أو ُنقطة لتناسبك الحكاية ولكن في نسخة أخرى غير هذه النسخة الأصلية».