علاء حمدي
يعتبر ٢٨ يوليو ٢٠٢٤، هذا اليوم التاريخي في حياة المواطن الفنزويلي حيث تخطوا فنزويلا نحو مزيد من الديمقراطية باختيار رئيسها وسط أجواء مبهرة تعبر عن مدى حب هذا الشعب لدولته وتماسكه بشكل يعطى مثال للعالم عن الوحدة والمثابرة، ليس هذا بجديد على الدولة التي اعتادت على مشاورة شعبها وحققت نسبه مرتفعة في عدد من العمليات الانتخابية والمشاورات التي تجريها الدولة مع مواطنيها، وبالرغم من العقوبات التي تتعرض لها فنزويلا إلا أنها مازلت صامده ليس هذا فحسب بل تتطور وتنمو بشكل ملحوظ.
في نهاية هذا اليوم الانتخابي أستطيع أن أقدم شهادتي على هذا العرس الديمقراطي الذي تميز بالشفافية والنزاهة، حيث حظيت بالمشاركة كمراقب دولي على الانتخابات الرئاسية في فنزويلا في ولاية لاجوايرا، وشاهدت مساعدة الحكومة الفنزويلية لنا كمراقبين دوليين في التوجه إلى عدد من اللجان الانتخابية سواء اللجان التي تكتسح فيها الجماهير المؤيدة أو اللجان التي يوجد بها عدد من الغير متوافقين مع التشافيزية أو مع الحكومة الحالية “المعارضة”، لقد شاهدت مرونة تامة في التصويت عبر خطواته المختلفة والتي لن يصعب على أي ناخب الادلاء بصوته فيها، حيث يقوم الناخب بوضع بصمة الاصبع الكرتونياً ثم التوجه للماكينة الخاصة بالاقتراع ويختار المرشح ويحصل على ورقه من هذه الماكينة تؤكد له المرشح الذي اختاره، ثم يتم وضعها في الصندوق وبعدها يقوم الناخب بالصمة الثانية على كشف الناخبين وبهذا يكون قام بالتصويت للمرشح المراد اعطاء الصوت له.
لاحظت خلال جولتي في عدد من اللجان الاقبال الكثيف على اللجان، وبالرغم من ارتفاع درجه الحرارة وقوه الأشعة الشمسية اليوم إلا ان الناخبين توجهوا بكل الدعم لحكومتهم وسط أجواء من السعادة والنشاط التي اعتدت رؤيتها في فنزويلا، هذا الحماس والشغف الذي يعطيك طاقة للعمل والمثابرة والطموح في مستقبل أفضل. شاهدنا عدد كبير من المواطنين يصطفون في شكل منظم دون كلل أو ملل ولم أشاهد أي حالات عنف أو تجاوز بحق المواطنين الراغبين في الادلاء بأصواتهم.
كما لاحظت أثناء تجولي أن هناك تواجد أعلامي كثيف ولو يمنع أحد في هذه اللجان التي زورتها من الحديث مع الناخبين وكان لدينا فرصه للتحدث للإعلام وتصوير كافة الخطوات في كافة اللجان التي قمت بزيارتها، كما كان هناك دعم كبير من القوات الأمنية لتحقيق النظام للناخبين والحفاظ على سلامتهم وتسهل عملنا كمراقبين دوليين من مختلف الجنسيات الاوروبية ومن الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا وغيرها.
وجب علينا كمراقبين دوليين أن ننقل الصورة الحقيقية لجمهورية فنزويلا البوليفارية ، ونتحدث عن مرونة سير العملية الانتخابية في هذه اللحظة التاريخية الفارقة في حياة الشعب الفنزويلي الذي هو الشاهد الابرز على تحقيق الديمقراطية، حين ترى وجوه الشعب الفنزويلي المحب للحياة في أقصى نقطه على الجبل سوف تدرك مدى التواصل بين هذه الدولة ومواطنيها أينما كانوا، وجب علينا أن نتحدث عن فنزويلا الآمنة، هذه الزيارة فاقت كل التوقعات بالنسبة لي وتؤكد أنه لابد أن نرى بأعيننا الحقيقة ولا نستمع لما يتم تداوله في مختلف وسائل الاعلام حول عدم الأمان أو الاستقرار في فنزويلا، ومن هذا المنطلق أدعوكم لزياره فنزويلا هذه الأرض المثمرة وهذا الشعب الودود يستحق الرخاء والسلام .