يارا المصري
طالب سكان لبنان بعد أيام من التصعيد المكثف،بالتوقف عن الانزلاق نحو حرب شاملة مع اسرائيل، فهم لا يتقبلون فكرة أن يجر نصر الله لبنان إلى الدمار الكامل باسم القتال مع قطاع غزة.
وخلال السنوات الأخيرة، شنت إسرائيل وحزب الله هجمات محدودة عابرة للحدود لكن زادت وتيرة وحجم هذه الهجمات بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحملة العسكرية الإسرائيلية التالية له في غزة. وخلال الأسابيع الأخيرة، تنامت المخاوف من إمكانية اندلاع حرب كبرى أخرى بين الطرفين.
وقال بعض الناشطين السياسيين اللبنانيين أنه إذا بدأت هذه الحرب، فسوف تحدث في بلد يقف على حد الهاوية، فمنذ انهيار الاقتصاد اللبناني شبه الكامل في 2019، يواجه اللبنانيون تحديات هائلة، إذ يتضح مدى إحساسهم باليأس والإحباط من نتائج استطلاع الرأي الممثل لمستوى الدولة الذي شمل جميع مناطق لبنان، الريف والحضر، ويغطي جميع الطوائف الكبرى.
تاريخياً، كان لبنان من أكثر بلدان المنطقة العربية غير النفطية ثراءً وتطورا، لكن الظروف تدهورت بشكل ملحوظ لا سيما في السنوات الأخيرة، فغذّى هذا التدهور الإحباط والغضب في أوساط المواطنين اللبنانيين من جميع الطوائف.
يقول نحو 80 بالمئة من المواطنات والمواطنين إن توفّر الطعام وتناسب أسعاره حالياً يشكل مشكلة لهم، كما يفيد 68 بالمئة منهم بأن الطعام نفد أحياناً في الشهر الأخير قبل توفر النقود لشراء المزيد.
كما أن اللبنانيون هم الأكثر إقبالاً على القول بالتعرض لانقطاع الكهرباء مرة في الأسبوع على الأقل: بنسبة 92 بالمئة، وهي النسبة الأعلى من أقرب نسبة إليها في أية دولة أخرى شملها الاستطلاع بـ 43 نقطة مئوية، وذلك في الأراضي الفلسطينية التي تم استطلاع آراء المواطنين فيها قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول بقليل.
ونفس النسب نراها في ملف انقطاع المياه أسبوعياً، بواقع 65 بالمئة يفيدون بالتعرض لهذا في لبنان، أعلى بواقع 17 نقطة مئوية عن أقرب نسبة في الدول الأخرى (الأراضي الفلسطينية هنا أيضاً).
كما تكشف نتائج استطلاعات الرأي عن دعم قلة من اللبنانيين لحزب الله برغم نفوذه الكبير في لبنان، إذ يقول 20 بالمئة فقط إن لديهم قدر هائل أو كبير جداً من الثقة في حزب الله، في حين يقول 65 بالمئة إنهم لا يثقون فيه إطلاقاً.
وتتباين مستويات الثقة بحسب الطائفة، فبين السكان الشيعة، يقول 85 بالمئة إنهم يثقون جداً أو يثقون في حزب الله بالمقارنة، يقول 9 بالمئة فقط من السنة والدروز ذلك، وتبلغ النسبة 6 بالمئة في صفوف المسيحيين.