بقلم : حمزة بن علي عيدروس – سلطنة عُمان
عندما نبحث عن مفهوم الإبداع والابتكار فهناك الكثير والكثير ولكن شخصيا أميل لهذا المفهوم بان الإبداع هو مهارة يتم من خلالها تحويل الأفكار الجديدة والخياليّة إلى أفكار واقعية وملموسة أما الإبتكار فهو مهارة تنفيذ الأفكار الإبداعية. والإبداع والابتكار أصبحت قوى مهمة للتنمية في الدول، والتقدم المجتمعي، خاصة في وقتنا الحالي وعطفا على التطور السريع للتكنولوجيا والتقنيات الجديدة، وحدوث تغيرات متسارعة في الحياة والعمل، لذا فإنه من المفترض الإهتمام بالإبداع والإبتكار .ومن السمات المميزة لعصر الإبداع أن إلاقتصادات والمجتمعات تتحول من المعرفة إلى الإبداع بصفتها وخصائصها الرئيسة، كما أن النشاط الإقتصادي أصبح يركز على إنتاج الأفكار بدلاً من إنتاج الأشياء وهناك الكثير من الشركات الكبرى بالعالم صبت تركيزها على الإبتكار والإبداع وفي مقدمتها شركة Apple وشركة مايكروسوفت و Google وفيس بوك وغيرها .وعندنا في سلطنة عُمان ومن خلال رؤية “عُمان 2040” هناك تركيز بمختلف مستهدفاتها وأولوياتها على إيجاد اقتصاد تنافسي متنوع ومتكامل وقائم على استشراف المستقبل، حيث أُسست أكاديمية للإبتكار الصناعي لرفع نسبة المحتوى المحلي من منتجات وخدمات وتعزيز الابتكار الصناعي وبناء القدرات الوطنية من خلال تنفيذ عدة برامج إستراتيجية بالشراكة مع مختلف الجهات ذات العلاقة.كما أن رؤية عُمان 2040 تبني اقتصادًا مستدامًا قائمًا على الابتكاروقد أجمع عدد من المسؤولين والخبراء على أن سلطنة عُمان تتجه نحو تأسيس منظومة وطنية مبتكرة للوصول للتنمية المستدامة؛ وذلك من خلال رؤية “عُمان 2040” التي وضعت الابتكار عاملًا رئيسًا مشتركًا لجميع أهدافها الاستراتيجية.وترجمت نتائج سلطنة عُمان في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022 هذا التوجه إذ جاءت في المرتبة الأولى عالميًّا في مؤشر مخرجات العلوم والهندسة من إجمالي عدد الخريجين، والثالثة عالميًّا في مؤشر الإنفاق الحكومي لكل طالب، كما تقدمت سلطنة عُمان في مدخلات الابتكار 5 مراتب، وتقدمت في مخرجات الابتكار 3 مراتب، وجاء ترتيبها في المؤشر 79 عالميًّا من بين 132 دولة .وفي عام 2023 سلطنة عُمان تتقدَّم عشرة مراكز في مؤشر الابتكار العالمي معتمدة في ذلك على الدعم الكبير الذي يحظى به الابتكار من قبل الحكومة والقطاعات الخاصة والمدنية وجاءت في المرتبة 69 من بين 132 دولة حول العالم في 2023م وهو ما يدل على الإهتمام الكبير في سلطنة عمان. وأشاد معهد الابتكار العالمي بالجهود الحثيثة التي تبذلها سلطنة عُمان في دعم وتبني سياسات الابتكار والإبداع المؤسسي لتعزيز وبناء اقتصاد معرفي متقدم .لذا في هذا العصر سيصبح الأفراد الذين يمكنهم إطلاق العنان لإمكاناتهم الإبداعية والإستفادة من مواهبهم الإبداعية الفريدة هم القادة الفائزون، حيث ستزدهر الشركات والهيئات التي يمكنها إدارة عقولها الإبداعية ولديها نظام إبتكار بشكل فعال. ومن الجدير بالذكر أنّ الأمم المتحدة (UN) قد أدرجت “الإبداع” ككفاءة أساسية يجب على الطلاب تطويرها، لذا لا غنى عن الإبداع والابتكار للنمو والتنمية المستدامة، مع مجموعة متنوعة من المبادرات التي تدمج الإبداع والابتكار في التعلم مدى الحياة لتعزيز التنمية المستدامة والتنافسية للإقتصاد. فالإبداع والابتكار، هما مفتاح توليد الأفكار وهما أساليب جديدة لتحسين السلع والخدمات، وهما أيضًا مفتاح نجاح أي عمل تجاري، خاصة عند وضع الإستراتيجيات أثناء التخطيط إلاستراتيجي وعند تصميم منتجات وخدمات جديدة، والتفكير الإبداعي والإبتكار مهمان أثناء التخطيط ووضع إستراتيجيات للمنافسة، وأهمية كل منهما تكمن في الآتي:يؤدي كل منهما إلى زيادة الإنتاجية، يساعدان في زيادة الربح، يحفز كل منهما الموظفين ليصبحوا أكثر إبداعًا، يؤدي كل منهما إلى تنويع المنتجات والخدمات.كما يقدمان مجموعة متنوعة من السلع والخدمات من أجل إثارة الإبداع. ويمكن أن يساعد الإبداع الشركات في إدارة المهام وتحسين أداء الموظفين وإنشاء منتجات عالية الجودة، كما أنه أمر حيوي في تعزيز صورة جذابة للمؤسسة أوالشركة، مع قدرة المستهلكين في الحصول على لمحة سريعة عن طبيعة الشركة، وتحتاج الشركات إلى أن تكون قادرة على تصوير استراتيجيتها الداخلية بطريقة تجعلها تبدو جذابة، ومع استمرار تطور التقنيات الجديدة وإتاحتها، فإنه يتعين على الشركات أن تكون مرنة وقادرة على مواكبة التطورات، ويتيح لهم الإبداع التعرف بسهولة على الطرق الجديدة التي يمكن من خلالها تطبيق التكنولوجيا لمساعدة أعمالهم. في حين أن الإبداع والابتكار يتشاركان بروابط قوية، فإنهما، حيث إن الابتكار يتعلق بأخذ الأفكار الجديدة وتطويرها إلى شيء مفيد وعملي، وهو عملية تحويل النظرية إلى فعل.ويُعد الابتكار أمرًا مهمًا لأنه الطريقة التي يمكنك من خلالها تمييز منتجاتك وخدماتك عن تلك التي يقدمها منافسيك، ولكي يختار العملاء عملك يجب أن يكون عرضك مميزًا وقيِّمًا، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي من خلال الابتكار. الإبداع والابتكار مهارات تكميلية، فمن الممكن أن يكون هناك الكثير من الإبداع دون ابتكار، وعندما يتم الجمع بين السمتين تكون النتائج إيجابية.