بقلم:هدى ثاني
تونس العاصمة
تم النشر بواسطة: عمرو مصباح
اعترافا بجهود رجال الفكر و العلم في الوطن العربي كانت لتونس عدة مبادراة تكريمية ثقافية فعالة سعت فيها لتتويج مجهودات الكثير ممن ساهموا في تطوير الفكر العربي ، و نشر الثقافة و معالجة قضايا المجتمعات العربية ، و ترسيخ أسس المحبة و التسامح و نشر السلام في المجتمعات.و بعد مسيرة طويلة من البحث و السعي بقصد اثراء المكتبات بفكرهم المستنير من خلال دورهم الفعال للسمو بوعي المواطن العربي ، كذلك تتويجا لأواصر الإخوة و إثباتا لمدى تقدير و احترام هذه القامات الثقافية الكبيرة ، لعبت تونس دورها الرائد ، ومازالت تلعبه باستمرار و برصانة ،و مسؤولية ، و تأثيرا بقصد ابرازهم للساحة الثقافية و الإشادة بمجهوداتهم الكبيرة في مجتمعاتهم والمجتمعات الأخرى ، وذلك تثمينا لعطائهم في مختلف المجالات الفكرية والأدبية والثقافية و نشر المحبة و التسامح و السلام. من بين رجالات الفكر و المعرفه و البحث العلمي كان لي شرف اللقاء مع الشاعر و المؤرخ و القاص الدكتور *علي الدرورة* رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي ،من المملكة العربية السعودية ، صاحب المؤلفات الغزيرة و التي تجاوزت 150 كتابا حتى حدود سنة 2020 في مختلف الفنون و العلوم و المعارف و مازال وارف العطاء و الحضور المستمر في عدة محافل ثقافية في تونس و الوطن العربي.حيث تم تكريم الدكتور علي الدرورة في تونس سنة 2022م ، و كرم للمرة الثانية في سنة 2024 و هذا دليل واضح على أن عليا الدرورة وبكل جدارة ، إنه فعلا يستحق التكريم.إن أديبا بهذه القامة السامقة ، و بهذا العطاء العلمي النادر يستحق أكثر من تكريم، فالعطاء العلمي الذي بلغه الدرورة لم يصل له أي أديب في الوطن العربي حتى الآن.و الحقيقة التي لا يعلمها الجميع بان هذا المؤرخ يعمل في صمت و بعيدا عن ضجيج الإعلام ، وانني من خلال أخلاقه العالية شهدت فيه الأديب الأريب والمعطاء بصفحات ناصعة البياض من التواضع و الرصانة و المحبة لتونس و للشعب التونسي ، ما جعلني أكثر رغبة في تجاذب الحديث معه لمعرفة توجهاته و انشغالاته الثقافية لأكتشف بأنه صاحب مشروع ثقافي يحاول من خلاله أن يترك بصمة خاصة في المكتبات العربية ، وقد عرفت بأنه يقوم بدور علمي في كل زيارة ثقاقية لتونس حيث يزود المكتبات ، وخاصة مكتبات الجامعات بمجوعة من مؤلفاته هذا الى جانب نشاطه الثقافي طوال العام.حين نقرأ مؤلفاته في مجال التاريخ، والشعر، والقصة ، و اللسانيات ، والنقد ، والفنون البصرية ، والفلك ، والتراث ، سنتفاجأ بالخصوصية والكم العلمي التي دأب على اثباتها و ترسيخها كمنجز علمي فريد من نوعه لا ينافسه أي أديب في هذا المضمار.هنيئا للمملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين بهذه القامة الأدبية و بالقلم المنجز الذي لا يجف مداده ، ونفعنا الله بنتاجه العلمي.