بقلم: د.علي الدرورة
تم النشر بواسطة: عمرو مصباح
حين تستمع بشغف لصوت يحمله لك النسيم فتشعر بتلك الرقة اللامتناهية من حقول النغم ،تلك الرقة تأخذك بعيدا في عالم متناغم فيه روح الشرق و أصالته التي لم تتغير بروعة الألحان.إن ذلك النغم الشرقي و القادم من عمق التاريخ يحمل بين طياته أريج الشوق ، والحنين ، و الأمل ، وتجده معطرا بأروع الالحان.إنه صوت المتألقة سمراء النيل الفنانة والصاعدة جنى منصور ، والذي يحمل عذوبة النيل ، وعبق الأصالة المصرية ، ذلك الصوت الذي يردد صدى طالما عشقناه عبر سنوات طويلة ، إنه صوت كوكب الشرق أم كلثوم، إذ جاءت النسخة المطابقة في الأداء ، وكل ما تحمله من جماليات الإبداع الفني.جنى منصور القادمة من الزقازيق مسقط رأس العظماء ، و الزعماء ، والعلماء ، و الأدباء ، و الشعراء ، و كذلك الفنانين ، و غيرهم من أصحاب القامات العليا ابذين خلدهم التاريخ وكتب أسمائهم بماء الذهب لترسخ الأسماء على صفحات التاريخ شرفا وفخرا.إن تلك الأسماء التي تركت بصمتها في تاريخ مصر ، لة شك بانها سوف تكون في سجل الخالدين ، و جنى لا شك بأنها سوف تترك بصمة في حياتها ليدونها التاريخ إلى جانب العظماء من أبناء الشرقية الخالدين.إن جنى وكما أسميتها :” فراشة الغناء العربي” تحمل في أعماقها الصوت الدافي خاصة عندما تشدو بألحان أبدعها العباقرة أمثال سيد مكاوي وكمال الشناوي و أحمد رامي و كمال الطويل و غيرهم من عباقرة الفن الذين تركوا بصمات فنية خالدة.جنى الفراشة التي تتنقل بأنغامها بين الأزهار كي تثبت مكانتها وقد أثبتت ذلك بكل جدارة، وقد تهافت على التعاون معها الملحنين والشعراء.وخلال فترة وجيزة من العطاء الفني وصلت لمرحةمن النضج الفني وخاصة مرتكزات الطفولة التي كانت قاعدتها في الإنطلاقحيث اكتسبت خبرة مكنتها من اثبات نفسها.إنها سيندريلا الشرقية أو سيندريلا الزقازيق ، إن مشاركاتها العديدة في القاهرة و أماكن أخرىكان ركيزة لإثبات وجودها إنها تستحق ذلك وأنها فعلاقامة فنية تستحق الوقوف على المسارح الكبيرة وخاصة مسرح الجمهورية التي وقفت عليه مساء السبت 16نوفمبر 2024 حيث غص المسرح بالجمهور من مختلف الدول العربية والأوروبية لتكون جنى في طليعة المغنين ، حيث قررت الدكتورة منال عفيفي أن تكون جنى المطربة الأولى ، وقد أشاد الجميع بادائها الرائع إذ غنت جنى أغنية : يا مرسال الهوى ، من ألحان : محمد عبدالوهاب ، و كلمات حسين السيد ، وهي الاغنية المعروفة للفنانة نجاة ، وقد صفق الجمهور بحرارة لأداء جنى الرائع.وقد أعجب الجمهور بكل من سمع جنى ، و أثنى على صوتها و أدائها واللذان يعتبران من مكتسبات خبرتها ، من مهد طفولتها ، إلى المسرح المدرسي ، إلى مسرح الجمهورية بدار الأوبرا ، كل ذلك جعلها تخطو خطوات فنية عملاقة.