هايدي نيوز Heidi News أخبار عامه تهم كل الناس
يارا المصري
شهد حي جبل المكبر في القدس سلسلة من عمليات الهدم الذاتي للمنازل، حيث لجأت عائلات مقدسية إلى هدم منازلها بأيديها لتجنب الغرامات المالية الباهظة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حال تولت هي عملية الهدم.
خلال الأسبوع الماضي، صدرت أوامر هدم جديدة استهدفت مبانٍ قيل إنها أقيمت دون ترخيص. ورغم التحذيرات والإنذارات الصادرة عن بلدية الاحتلال، اضطرت العديد من العائلات المقدسية إلى اتخاذ القرار المؤلم بتنفيذ عمليات الهدم بأنفسها لتجنب الأعباء المالية الإضافية.
مركز معلومات وادي حلوة أشار إلى أن المقدسيين محمود عقيل وخضر شقير من بين الذين أجبروا على هدم منازلهم ذاتيًا. محمود عقيل، الذي يعيش مع زوجته وطفليه في منزل تبلغ مساحته 60 مترًا مربعًا في بلدة سلوان، ذكر أنه تلقى قرار الهدم بعد مخالفات استمرت لعامين، موضحًا: “نهدم المنزل ذاتيًا حتى نحافظ على باقي المنزل، واستخدمنا طرقًا يدوية في الهدم لتجنب أضرار أوسع.”
أما خضر شقير، الذي يسكن مع زوجته وأبنائه الستة في منزل بحي جبل المكبر بمساحة 50 مترًا مربعًا، فقد تلقى أمرًا مماثلًا من بلدية الاحتلال. وقال: “الهدم مكلف جدًا، لكننا مجبرون على التنفيذ ذاتيًا لتجنب التكاليف الباهظة التي قد تُفرض علينا.”
ووفقًا لتقرير صادر عن محافظة القدس، فإن البلديات الإسرائيلية نفذت 404 عمليات هدم منذ بدء تطبيق سياسات الهدم المكثفة بحجة البناء غير المرخص. وتشير هذه الإجراءات إلى محاولات فرض “نظام منظم” في قطاع العقارات، إلا أن المقدسيين يعتبرونها جزءًا من السياسات الإسرائيلية الرامية إلى التضييق على وجودهم في المدينة.
عائلة القنبر من جبل المكبر كانت إحدى العائلات التي نفذت الهدم الذاتي مؤخرًا. الأسرة التي يسكنها 7 أفراد اضطرت إلى هدم منزلها القائم منذ 6 سنوات لتجنب دفع غرامة مالية تصل إلى 80 ألف شيكل في حال تدخل جرافات الاحتلال.
“الهدم الذاتي” أصبح وسيلة شائعة لتجنب العقوبات المالية التي تشمل غرامات مرتفعة وتكاليف إضافية للمحامين والمحاكم. على الرغم من أنها أقل كلفة من تدخل السلطات الإسرائيلية، إلا أنها تمثل مأساة إنسانية للمقدسيين، حيث يجبرون على هدم منازلهم بأيديهم، في مشهد يجسد حرمانهم من أبسط حقوقهم في السكن والاستقرار.
إن معاناة المقدسيين المستمرة بسبب سياسات الهدم تعكس واقعًا مريرًا يتطلب تسليط الضوء عليه دوليًا، لتوفير الحماية للمدينة وسكانها من هذه الإجراءات التي تستهدف وجودهم وهويتهم في القدس.
