يارا المصري
شهد المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس هدوءًا لافتًا خلال الأسبوع الماضي، رغم احتفالات عيد الأنوار اليهودي (الحانوكا)، الذي تزامن مع طقس شتوي بارد.
أفاد العاملون في المسجد الأقصى أن الأجواء استمرت طبيعية، حيث توافد المصلون بحرية دون أي تغيير في نظام الصلاة المعتاد. المخاوف التي سبقت الاحتفالات بشأن التأثير على حركة المصلين ونظام المسجد تبددت سريعًا، خاصة بعد قرار الشرطة الإسرائيلية بعدم السماح بخروج مسيرات يهودية في المنطقة.
أحد العاملين في المسجد قال:
“كان هناك تخوف في البداية من تأثير الاحتفالات على الأجواء داخل المسجد، لكن الأمور بقيت كما هي. ندعو الجميع للحفاظ على السلام واحترام قدسية المكان.”
وفق بيان لمحافظة القدس، دخل 756 محتفلًا بعيد الأنوار إلى المسجد الأقصى خلال الفترتين الصباحية والمسائية، دون التأثير على نظام الصلاة أو الأجواء العامة في المسجد.
مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس أكد أن المحتفلين أشعلوا “الشمعة الثامنة والأخيرة” من عيد الأنوار داخل المسجد الأقصى، مع تنفيذ طقوس دينية في الساحات الشرقية للمسجد.
وأشار المركز إلى أن العام المنقضي شهد العديد من الأحداث المشابهة داخل الأقصى، منها النفخ في البوق، تقديم قرابين نباتية، ورفع العلم الإسرائيلي، وهي طقوس تدعو إليها “جماعات الهيكل” المتطرفة.
بمناسبة عيد الأنوار، عززت القوات الإسرائيلية وجودها في القدس، ونشرت الحواجز الأمنية واقتحمت عدة أحياء مقدسية. ويُعد عيد الأنوار اليهودي احتفالًا بذكرى ما يصفه اليهود بـ”انتصار الحشمونيين” على الإغريق في القرن الثاني قبل الميلاد.
رغم الحساسيات الدينية والسياسية التي تصاحب هذه المناسبات، بقي المسجد الأقصى رمزًا للصمود والروحانية. استمر المصلون في أداء صلواتهم، وسط دعوات للحفاظ على احترام قدسية المكان وتجنب أي تصعيد قد يؤثر على السلام في المدينة المقدسة.