يارا المصري
تشهد القدس الشرقية أزمة اقتصادية متفاقمة، حيث يعاني سكانها من ارتفاع تكلفة المعيشة التي تثقل كاهل الجميع، لكنها تلقي بظلالها بشكل أعمق على تجار البلدة القديمة. فبينما يكافح السكان للتأقلم مع الغلاء، يجد التجار أنفسهم أمام تحديات مضاعفة بسبب انخفاض حركة البيع والشراء وتراجع أعداد السياح.
يشير أحد التجار إلى أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً بسبب ارتفاع الضرائب وفواتير الخدمات مثل الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى الاضطرابات الأمنية. يقول: “كل التجار يشعرون بالإحباط – لا عمل، لا زبائن، والوضع يزداد سوءاً.”
في ظل هذه الأوضاع، لجأ بعض التجار إلى منصات التواصل الاجتماعي لدعوة السكان المحليين إلى تعزيز الأمن والنظام في أحيائهم، بهدف تحسين بيئة السياحة ودعم الاقتصاد المحلي.
وفقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، شهد القطاع السياحي في القدس الشرقية تراجعاً ملحوظاً في العام 2024. بلغ عدد نزلاء الفنادق في القدس الشرقية حوالي 59.8 ألف نزيل خلال النصف الأول من العام، مقارنة بأعداد أكبر بكثير في العام السابق.
كما تراجعت زيارات الوافدين إلى المواقع السياحية بنسبة 75.8% مقارنة بالعام الماضي، مما ينعكس سلباً على الاقتصاد المحلي، حيث يعتمد الكثير من التجار والعاملين في القطاع السياحي على هذه الحركة.
ورغم التحديات، فإن موضوع يوم السياحة العالمي لعام 2024 الذي حددته منظمة السياحة العالمية بعنوان “السياحة والسلام” يحمل رسالة أمل لسكان القدس الشرقية. كما تبنت فلسطين موضوع “السياحة والأمل” تأكيداً على أهمية القطاع السياحي في تعزيز الاقتصاد وتعميق الروابط الثقافية.
في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل قائماً في أن يعود النشاط السياحي إلى سابق عهده، ما يتطلب جهوداً جماعية من الجميع لدعم الأمن والاستقرار في القدس الشرقية، وبالتالي إعادة إنعاش الحياة الاقتصادية في المدينة.