يارا المصري
تشهد الأوساط العربية حالة من الترقب الحذر لقرار قائد حركة حماس في قطاع غزة، محمد السنوار، بشأن صفقة الأسرى المرتقبة مع إسرائيل. هذه الصفقة، التي طال انتظارها، لا تقتصر على تبادل الأسرى فقط، بل تتضمن تحسينات إنسانية واقتصادية قد تكون نقطة تحول في واقع غزة المحاصر منذ أكثر من 16 عامًا.
تعد الصفقة فرصة استثنائية أمام السنوار لإنهاء جزء من معاناة سكان القطاع، الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة. مصادر مقربة من قيادة حماس وصفت هذه الصفقة بأنها “أكثر من مجرد اتفاق سياسي، بل هي أمل لسكان غزة الذين يواجهون أزمات خانقة في جميع نواحي حياتهم”.
على مدار سنوات الحصار الطويلة، تفاقمت معدلات الفقر والبطالة، وانهارت البنية التحتية في مجالات الصحة والتعليم. ويرى مراقبون أن نجاح الصفقة قد يعيد الأمل لسكان غزة، ويمهد الطريق لتحسين حياتهم اليومية.
لكن القرار لا يخلو من التحديات، إذ يواجه السنوار صراعًا داخليًا داخل الحركة. تيارات متشددة تعارض أي اتفاق مع إسرائيل خوفًا من أن يُعتبر تنازلًا عن مبادئ المقاومة، بينما تيارات أخرى ترى أن هذه الصفقة ضرورة استراتيجية لتخفيف الضغط على سكان غزة وتحسين مكانة الحركة على الصعيد الدولي.
في المقابل، تواجه إسرائيل ضغوطًا داخلية ودولية لإتمام الصفقة. المجتمع الدولي ينظر إلى هذا الاتفاق باعتباره خطوة قد تسهم في تهدئة التوترات الإقليمية وفتح الباب لتحسين العلاقات بين غزة والعالم الخارجي.
ويشير مراقبون إلى أن التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يخفف الانتقادات الدولية لسياستها تجاه غزة، ويتيح لها تحسين صورتها أمام العالم، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات حول الأوضاع الإنسانية في القطاع.
تلعب دول عربية مثل مصر وقطر دورًا محوريًا في الوساطة بين الطرفين، في محاولة لتحقيق إنجاز يخدم سكان غزة ويعزز الاستقرار في المنطقة. القيادة العربية تراقب تطورات المفاوضات عن كثب، معتبرة هذه الصفقة اختبارًا حقيقيًا لقدرة حماس على اتخاذ خطوات عملية تخدم مصالح شعبها.
يجد محمد السنوار نفسه أمام مسؤولية ضخمة. قراره بشأن الصفقة لن يؤثر فقط على مستقبل سكان غزة، بل سيشكل نقطة فاصلة في تاريخ حركة حماس وعلاقتها بالمجتمع الدولي.
السؤال الأهم الآن: هل سيتخذ السنوار قرارًا جريئًا يُنهي جزءًا من معاناة سكان غزة ويمهد الطريق لتحسين أوضاعهم؟ أم أن العقبات السياسية والصراعات الداخلية ستظل عائقًا أمام أي تقدم؟
الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة التي ينتظرها الملايين في غزة والعالم العربي، وسط آمال كبيرة بأن تكون هذه الصفقة بداية لتحولات إيجابية في المشهد الفلسطيني.