يارا المصري
شهدت القدس الشرقية خلال الأشهر الماضية زيادة ملحوظة في تواجد الشرطة في مختلف أحيائها، لا سيما في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى. ويأتي هذا التواجد المكثف في إطار ما وصفته السلطات الإسرائيلية بمحاولات السيطرة على “أنشطة عنيفة”، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الاعتقالات.
استجابة لهذه التطورات، أطلقت شخصيات بارزة في القدس الشرقية، بقيادة لجنة أولياء الأمور، دعوات للأهالي للتواصل مع أبنائهم المراهقين. تهدف هذه الدعوات إلى توعية الشباب بمخاطر السلوكيات المتهورة التي قد تؤدي إلى مواجهات مع الشرطة.
وفي هذا السياق، صرح أحد ممثلي اللجنة قائلاً: “نرى جميعاً الزيادة الكبيرة في وجود الشرطة، لذا من الضروري أن يتحدث الآباء والمعلمون مع الشباب لتوعيتهم بكيفية التصرف بشكل صحيح، سواء في الشوارع أو على وسائل التواصل الاجتماعي، لتجنب الوقوع في مشاكل أمنية.”
مع تصاعد التوترات في قطاع غزة واستمرار الأحداث في المسجد الأقصى، أعلنت الشرطة الإسرائيلية تعزيز قواتها في القدس الشرقية بمئات العناصر يومياً. ووفقاً للإذاعة الإسرائيلية، فإن وزير الأمن القومي، إتمار بن غفير، أصدر أوامر بزيادة التواجد الأمني دون تحديد مدة زمنية.
وأشار بن غفير إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة شاملة لمواجهة “مثيري الشغب والمخربين”، تتضمن تعزيز الجهود الاستخباراتية وتزويد الشرطة بتقنيات متطورة لمساعدتها في أداء مهامها.
من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن جلسة مرتقبة لمناقشة سبل مواجهة أعمال الشغب في القدس الشرقية، بما في ذلك التعامل مع حالات “تشويه الجدران الأثرية”. وأكد البيان أن السلطات ستلجأ إلى إجراءات قانونية صارمة، من بينها الاعتقال الإداري وفرض عقوبات صارمة على المتهمين.
تواصل القوات الإسرائيلية تأمين المسجد الأقصى والمصلين في ظل حالة تأهب مستمرة لمنع أي مواجهات محتملة بين الفلسطينيين والقوات الأمنية. وأكدت الشرطة أنها عازمة على مواجهة أي اضطرابات لضمان “الأمن العام”، وفق تعبيرها.
في ظل هذه الأوضاع المتوترة، يبقى السؤال مفتوحاً حول تأثير هذه السياسات على الاستقرار في القدس الشرقية. وبينما تسعى السلطات لتعزيز الأمن، تتزايد مخاوف السكان من تداعيات هذا التواجد الكثيف على حياتهم اليومية، وسط دعوات لتعزيز الحوار وبناء الثقة بين جميع الأطراف.