رجال مجاريح


بقلم د/ شيرين العدوي


عزيزى القارئ لا يمكن أن يكون قلمى مسلطا لمصلحة فئة دون فئة، فلقد تلقيت آلاف الرسائل والمناقشات من الرجال عن مقالى «قانون الأسرة والخلع» بتاريخ 23 ديسمبر 2024 بجريدة الأهرام؛ حيث حكى لى عدد من الرجال عن مآسيهم مع زوجاتهم وحرمانهم من رؤية أبنائهم. وأنا إذ أكتب فإنما أكتب من أجل أن أسد الفُرَج وأظهر بعض الأخطاء التى تحدث فى تطبيق القانون لأننا نريد مجتمعا سويا. لن أذكر أسماء ولا وقائع حساسة؛ ولكن سأسرد قصصا تجرَّحت فيها قلوب الرجال ولا أصعب على الرجال من ضيق ذات اليد وضياع الأبناء. وكما أن المرأة أصل المجتمع فالرجل البناء ذاته الذى تعيش داخله المرأة. ولا بديل عن الطرفين لبناء مجتمع مستقيم؟!


وقد وجدت من خلال السرد حالات تم فيها الطلاق بما يرضى الله والمرأة أخذت حقها كاملا مكملا؛ لكن حقدا وغلا أكلها فذهبت بالرجل إلى المحاكم، وحرمته من رؤية أبنائه بإيغار صدورهم عليه، وإن قال قائل العيب فى الأبناء لأنهم لم يتعلموا البر بالآباء؟! فسأرد قائلة: إن المرأة بحكم قربها من الأبناء تؤثر فيهم، فالطفل بحكم عمل الأب فى بعض الأحيان يقضى وقته مع أمه أكثر من أبيه، ومن هنا فالأولاد يستمعون لكلام الأم عادة ويتعاطفون معها؛ فتبدأ الأم بحقدها الداخلى تشويه صورة الأب، وإبعاد الأطفال عنه، ومن هنا تبدأ رحلة المرارة والحزن والعزلة ونفقد فى المجتمع إنسانا قادرا على العطاء لحرمانه من أبنائه وسعادته، وواحدة واحدة نفقد عددا من الفاعلين فى المجتمع.


الحالة الأولى التى معنا: لم تكتف الأم بما أخذت بل أصرت أن تذهب بالأب للمحاكم رغم سداده واجباته؛ فإنها حرمته رؤية أبنائه منذ ما يقرب من 8 سنوات وقد وصل الأبناء إلى الجامعة ولم يرهم للآن يحكى الأب وهو يعتصر ألما ومرارة طالبا منى أن أنصفه فهى لا تستجيب لقانون الرؤية ولا العرف. ولا أخال امرأة عاقلة تفعل هذا بأطفالها فتخرجهم مشوهى النفس زائغى البوصلة، تملؤهم القسوة، ويحركهم الانتقام منذ نعومة أظفارهم. فكيف لمن تربَّى على سوء الخلق، وجحود الأب الكريم أن يبنى مجتمعا صالحا ينتج ويعمل؟! سيصبح الأولاد معوجى النفس تجاه التعامل مع المرأة والرجل على حد السواء، وهذا ما لا نرضاه لمجتمعنا.


الحالة الثانية: كانت لأسرة أراد فيها الرجل طمأنة زوجته فكتب لها شقة الزوجية كاملة بيعا وشراء، حيث كانت قد دفعت نصف ثمنها من قبل، وكرما منه وخلقا زيادة وثقة فى أنهم أسرة واحدة، كتب شقة الزوجية باسمها، فما كان منها عندما شب الخلاف بينهما إلا أن طردته بطريقة لطيفة واستولت على الشقة وتركته تائها؛ ثم سعت إلى المحاكم رغم أخذ حقها؛ وأبعدت الأبناء عن أبيهم ليعيش وحيدا فاقدا الثقة فى العالم.


الحالة الثالثة: ترفض الطلاق وتأخذ كل ما تستطيع حمله ليصبح (على البلاطة) وتذهب به للمحاكم فى قضية تبديد، وتختفى من الحياة عشر سنوات أو أكثر حتى يطلقها غيابيا وتلوذ بما بقى من أمواله. هناك رجال مجاريح يجب أن ينظر لهم المشرع بعين الرحمة وينصفهم كما أنصف المرأة.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

أهمية تدريس مقرر الاستثمار الأجنبي في كليات القانون بالمملكة في مرحلتيْ البكالوريوس والدراسات العليا

بقلم : ياسر بن عبدالعزيز المسعود تبنت المملكة العربية السعودية «رؤية 2030» الطموحة لتحقيق أهداف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *