القرآن الكريم: نور حياتنا

بقلم/ ناصر السلاموني

رئيس الاتحاد الدولي الصحافة العربية

القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الخالدة، وكتاب الهداية والنور، أنزله الله ليكون منهاجًا للحياة، ومصدرًا للتشريع، وسببًا للفلاح في الدنيا والآخرة. فهو كلام الله المنزل على نبيه محمد ﷺ ليكون رحمة للعالمين، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: 9]. فما أعظم هذا الكتاب الذي يحمل بين آياته معاني الرحمة والعدل والحكمة!

نزل القرآن في ليلة القدر، وهي ليلة عظيمة الشأن، كما قال الله تعالى:﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1]، وقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: 3].

وقد أنزله الله جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام متفرقًا على مدار 23 عامًا، وفقًا لما تقتضيه الأحداث والظروف، قال تعالى: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ [الإسراء: 106].

اختص الله نبيه محمدًا ﷺ بهذا الكتاب ليكون آخر الكتب السماوية وخاتم الرسالات، فقال سبحانه: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾ [الأنعام: 19]. وقد جعله الله بلسان عربي مبين ليكون واضحًا للناس، وحثهم على تدبره، فقال: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29].

وقد تكفل الله بحفظه من التحريف والضياع، بعدما حُرفت الكتب السابقة، فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]. كما تحدى الله الإنس والجن أن يأتوا بمثله، فقال: ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا۟ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ﴾ [البقرة: 23].

ورغم عظمة القرآن الكريم وهدايته، فقد واجه معارضة شديدة منذ نزوله، سواء من كفار قريش أو المنافقين أو أهل الكتاب، ولكل فئة منهم موقفها وأهدافها.

فقد تعامل كفار قريش مع القرآن

الإنكار و التكذيب حيث زعموا أن القرآن سحر أو شعر أو أساطير الأولين، فقالوا: ﴿إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: 24].

وكانوا يستهزئون بالنبي ﷺ وبالقرآن، كما قالوا: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَا تَسْمَعُوا۟ لِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْا۟ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ [فصلت: 26].

وقاموابالتشكيك والطعن في مصدره بأن محمدًا ﷺ يختلقه أو يتلقاه من شخص آخر، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٌ﴾ [النحل: 103].

أما تعامل المنافقين مع القرآن

فكان بالطعن في الأحكام والتشكيك فيها: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا۟ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًۭا﴾ [النساء: 61].

وكذلك ككفار قريش بالاستهزاء به وبأحكامه: ﴿قُلْ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ﴾ [التوبة: 65].

وإن كانوا يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 8].

وأخيرا نرى تعامل اليهود مع القرآن فهم ينكرون النبوة رغم معرفتهم بصدقها: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾ [البقرة: 146].

ويحرفون معاني القرآن ومعارضته بالتوراة المحرفة: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾ [النساء: 46].

ونصل إلى فضائل تلاوة القرآن ونيتها

فعند تلاوة القرآن يستحب استحضار النية الصالحة، فقد قال النبي ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” (رواه البخاري ومسلم). ومن النوايا التي يمكن استحضارها:طلب العلم والعمل به: قال النبي ﷺ: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري).

الهداية: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: 9].

تحقيق الطمأنينة: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

من هنا نعلم أن القرآن الكريم هو الروح التي تحيي القلوب، والنور الذي يبدد الظلمات. فمن تمسك به فاز، ومن أعرض عنه خسر. فلنحرص على تلاوته وتدبره والعمل به حتى نكون من أهله الذين هم أهل الله وخاصته. نسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وسببًا لرفعتنا في الدنيا والآخرة.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

الجهل المقدس…!ترسيخ واقع عربي

كتبت هيام سلوم تغيرات كبيرة تعيشها البشرية العالمية عامةوالمنطقة العربية منها خاصة .جعلت مجتمعاتنا  تتخبط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *