وقعت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة اليوم، على هامش مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة الذي يقام في مدينة جدة، اتفاقية مع شركة “علم” المتخصصة في الحلول الرقمية، بهدف إنشاء منظومة متكاملة رقمية ولوجستية تتكامل مع أدوات النقل المختلفة في مدينة مكة المكرمة.
وأوضح الرئيس التنفيذي للهيئة عبدالرحمن عداس، أن الاتفاقية تأتي من خلال المركز الموحد للنقل (نقل مكة)، إذ يعمل إلى توحيد التخطيط في مشاريع وسائل النقل المختلفة لضمان السعة الاستيعابية المطلوبة لتلبية تطلعات رؤية المملكة 2030، مشيرا إلى أن الاتفاقية تتضمن عددا من الخدمات والمشاريع منها: مركز عمليات لإدارة حركة التنقل في مكة وغيرها من الخدمات الأخرى، التي ستساهم في تعزيز التنوع الاقتصادي وتطوير الخدمات في منطقة مكة والمشاعر المقدسة.
من جهته بين الرئيس التنفيذي لشركة “عِلم” الدكتور عبد الرحمن الجضعي أن الاتفاقية تؤكد اهتمام “عِلم” بالمساهمة في تطوير خدمات العاصمة المقدسة وقبلة المسلمين، عبر تسخير خبراتها وإمكاناتها المبتكرة في مجالات النقل بما يساعد على تسهيل جودة الحياة للمستفيدين. وأن هذه الاتفاقية تعمل على توفير المنظومة الرقمية واللوجستية المتكاملة لتغطي كامل حركة وتوقف الأفراد والمركبات وتتكامل مع أدوات النقل المختلفة في مدينة مكة المكرمة مشيراً إلى أن الاتفاقية تركز بشكل أساسي على نطاق منصة خدمات نقل مكة المكرمة الموحدة وتطبيق مفهوم “التنقل كخدمة” Mobility as a Service (MaaS) الذي يهدف إلى زيادة فعالية شبكة النقل والقدرة الاستيعابية لها، وضمان تجربة سلسة لجميع مستخدمي وسائل النقل.
من جهة أخرى شارك الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية في الجلسة الحوارية الافتتاحية “التحول نحو الابتكار والتقنية”، مع أصحاب المعالي والسعادة، وأشار في كلمته إلى أن عمل الحج والعمرة عمل تكاملي تتداخل فيه أكثر 70 جهة، من القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، لتحقيق رؤية المملكة 2030. والجميع يعمل للوصول إلى حلول رقمية لخدمة ضيوف الرحمن، مبيناً أن الرقمنة وسيلة ومطلب مهم، ولكنها ليست غاية، فالأهم هو تفعيل هيكلة الأنظمة، وجعلها أكثر مرونة لتساعد وتسهل رحلة الزائر لتكون ثرية وممتعة.
وأشار إلى أن إعادة هيكلة منظومة تأشيرات العمرة والزيارة، حققت الكثير من المرونة، وعددت الخيارات للزائرين، وسهلت عليهم القدوم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن الرقمنة مكنت هذا العمل لتحقيق الغاية التي عملت عليها الأجهزة المعنية.
وتحدث عداس عن دور الهيئة الملكية في الارتقاء بالخدمات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وأبرز المشاريع ذات الأولوية التي أطلقت مؤخراً، كمشروع حافلات مكة والذي بدأ كمرحلة تجريبية بتشغيل أربع مسارات من أصل 12 مسار سيتم الانتهاء منها حسب ما هو مخطط له خلال هذا العام، مما سيحدث نقلة نوعية في تطوير وسائل النقل العام والارتقاء بالخدمة المقدمة لأهل مكة وزوارها من الحجاج والمعتمرين عبر منظومة خدمية متكاملة تحقق توجهات القيادة وتتواءم مع ورؤية المملكة 2030.
وعن مشاريع المواقع التاريخية أكد أن هذه المواقع تشهد إقبالاً في مواسم الحج والعمرة، وتحديداً مواقع (جبل النور، غار حراء، وجبل ثور، وجبل الرحمة في عرفة ومسجد البيعة في مشعر منى، ومنطقة صلح الحديبية وغيرها)، مفيدا أن الإحصاءات تشير إلى أن غالبية ضيوف الرحمن والزوار يحرصون على زيارة المواقع التاريخية بمكة المكرمة، الأمر الذي يدعو للعناية بها وتحسين وضعها وتطوير الخدمات المحيطة بها وتمكين سكان مكة المكرمة وزوارها، من الوصول إليها وتهيئتها من خلال خلق فرص استثمارية تحفز القطاع الخاص للشراكة في تطوير تلك المواقع وما حولها من خدمات للمساهمة في إثراء تجربة مرتاديه.