كتبت : هبة عبدالفتاح
تتنوع عادات وتقاليد الجاليات المسلمة خلال شهر رمضان من تبادل التهاني بحلول الشهر الفضيل، واستحضار موروثات بلدانهم، المتمثلة في الموائد الرمضانية، وأجواء التآخي والتكافل الاجتماعي الذي يتجلى من خلال الالتفاف على سفرة الإفطار أو تناول وجبة السحور، والزيارات العائلية والتي حض عليها الدين الإسلامي الحنيف، مما يعكس المكانة التي تحظى بها هذه البلاد في نفوس أبناء هذه الجاليات كونها مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين.
وتحتضن المملكة أعداداً كبيرة من الجاليات المسلمة؛ يتوزعون في مختلف محافظاتها ومناطقها ويتعايشون مع إخوانهم من أبناء المملكة، وسط اهتمام كبير ورعاية متواصلة من القيادة الرشيدة؛ حيث تحظى بالعديد من المبادرات والتسهيلات التي تضمن لهم الإقامة الكريمة؛ وتبذل مختلف الجهات ذات العلاقة، جهودها لتقديم منظومة خدماتها للجاليات المسلمة كغيرها من الجاليات خلال شهر رمضان المبارك، والتسهيل عليهم خاصة فيما يتعلق بأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي والصلاة فيهما في هذه الأيام المباركة.
كما تبادر الجمعيات والمؤسسات الخيرية داخل المملكة إلى تفعيل خططها وأعمالها خلال الشهر الكريم، سواءً عبر تقديم المناشط الدعوية، والتوعوية لهذه الجاليات يتخللها إقامة بعض المحاضرات والدروس القصيرة للجاليات المسلمة عن فضل الصيام وتعاليم الإسلام بعدد مختلف من اللغات، أو ببذل أعمال الخير ومد يد العون عن طريق توزيع السلال الرمضانية عليهم.
واعتادت الجاليات المسلمة في المملكة على ممارسة عاداتهم وتقاليدهم، خلال شهر رمضان، من خلال التحضير والاستعداد لقدوم شهر رمضان بين الجاليات من دولة لأخرى فمنهم من يبدأ الترتيب لاستقباله قبل أسابيع من حلوله، ومنهم من يبدأ قبل شهر أي في بداية شهر شعبان حيث تعمد الأسر إلى ترتيب وتنظيف المنازل وتزيينها بالفوانيس الرمضانية والأضواء التي تعبر عن قيمة البهجة بقدوم هذا الشهر الفضيل.
فيما تشهد الأسواق كثافة ملحوظة من أبناء الجاليات خلال هذه الفترة لشراء مستلزمات رمضان من أواني السفرة الرمضانية والأنواع المختلفة من الأطعمة والفواكه التي تشتهر بها كل جالية من المراكز والمحلات التجارية التي تسعى لتوفير كافة الأصناف والأنواع لمختلف الجنسيات في مشهد يعكس روحانية هذا الشهر والتآخي والتعاطف بين أفراد الجاليات المسلمة المقيمة على أرض المملكة.