لم تمر سوى أيام قلائل عن اليوم العالمي لحرية التعبير عيد الصحافة العالمية تلك التي عبرت ولازالت تعبر عن رأيها بكل حرية تقول ما تشاء وكيفما تشاء وفي أي وقت شاءت تزحزح الحكام عن العروش وتهد الحكومات وتتسبب في تنحية الوزراء من الوزارات بالكلمة والرأي كما تنصب وتعزل ،تمجد وترفع من يستحق التمجيد وتذل وتخزي من يستحق الخزي والعار لا لشئ إلا لأجل المصلحة العامة لا غير ولفائدة الشعوب والمواطنين .
تلكم هي المهمة الإعلامية السامية النبيلة التي تستحق أن يكون لها يوم وعيد تجدد فيه العهد على الوفاء والإستمرارية في الجد والعطاء ، وخدمة المحرومين والمقهورين والضعفاء ….
وهؤلاء هم المقصودون باليوم العالمي لحرية التعبير وليس أولئك الذين يحملون شاراتا وأوسمة ونياشين إعلامية مختلفة تجعلهم يدعون بأنهم حملة رسالة إعلامية هادفة ،يتشدقون وينعتون أنفسهم بألقاب ويتسمون بأسماء لا حصر لها يحملون شعاراتا جوفاء وكلمات رنانة وينسبون أنفسهم لمختلف وسائل الإعلام وهي براء من تصرفاتهم وصفاتهم الذميمة .
يحاولون بكل جهد تحقيق مآربهم وطموحاتهم الشخصية باسمها يخادعون المواطنين والمجتمع ومايخدعون إلا أنفسهم أخطأنا كثيرا في تقديرهم وغرتنا مظاهرهم ولكن هيهات فالأيام بيننا وبينهم الله وحده سوف يكشفهم و الزمن والآفات تلاحقهم ،ولكن ليس كلهم فكما أن الناس معادن فإن الإعلاميون أيضا كذلك منهم الذهب والفضة والألماس ومنهم الحديد والنحاس ،وطوبى لأولئك الذين يتعبون في الليل والنهار من أجل خدمة المجتمع ويسهرون من أجل إيصال رسالتهم الإعلامية النبيلة وخدمة مهنة المتاعب الجليلة تحياتي ومودتي وتقديري لكل إعلامي عرف كيف يشق طريقه المحفوفة بالمخاطر وسط هذا الظلام الدامس فنراه يشعل نفسه كشمعة تحترق لتضيئ الطريق للآخرين..؟
ووقفة تقدير وإجلال لأولئك الذين دفعوا حياتهم ثمنا لحرية التعبير ونقل الخبر للمشاهد والقارئ فكانوا هم الخبر ، أو آخر خبر أولئك الذين سقطوا في ميادين الشرف وكانوا ضحايا الحروب والصراعات الهمجية الإنسانية حرصا على إيصال المعلومة ونقل الرسالة بكل أمانة وشرف أولئك الذين قدموا أنفسهم قربانا للخبر وذهبت أرواحهم الزكية عربونا للرسالة الإعلامية الهادفة والصادقة في شتى الأوطان ومختلف الأقطار عبر أصقاع هذه المعمورة ،وكانت صحفية قناة ألجزيرة “شيرين أبو عاقلة “هي آخرهم وآخر خبر تتداوله مختلف وسائل الإعلام العالمية هذه اللبؤة التي أرهب جثمانها الأعداء وبث الرعب في أوصال عساكر اليهود الغزاة الذين أصبحوا يخافون حتى من جنائز الفلسطينيين ويهابون مراسيم تشييعها في عاصمة الأديان السماوية الثلاثة “القدس العربية المحتلة ” دون أن ننسى أولئك الذين صودرت أقلامهم وكمت أفوافههم وزج بهم في السجون بسبب كلمة حق كتبوها أو نطقوها وجهروا بها في وجه سلطان جائر وطاغية متجبر وحاكم أو مسؤول حاقد …ولا نملك نحن إلا الدعوات لله سبحانه وتعالى أن يفك أسرهم ويضع عنهم الأغلال والقيود التي فرضت عليهم .. آمين يارب
بقلم الطيب دخان
خنشلة
الجزائر