هل بعد حبك من سكن …
وهل بعد حبك من عمران…
خوت القرى والمداشر والمرابع كلها….
وكأنه مادبت على ثراها قدم إنسان….
فالديار توحشت والساحات خاوية…..
والمواعيد فارقتها الأزمان……
والطير تشدوا فوق أغضان رياضها باكية…
والدمع من جفن العين تسكبه الألحان…..
ما أعذب اللحن لو كنت معه حاضرة….
ولكن العذوبة دوما تكدرها الأحزان…..
يا وجعا في قلبي مازلت أحمله…..
وياألما نبتت له أنياب وأسنان….
بها يقطع جسدي ويمزقني……
وانا له عاشق ولهان…..
خبرني عن مراسي سفني……
وقل لي هل لبحار حبك شطآن….
تعبت وأظناني هوايا لك….
وأنت لاتعلم أو سرتك هذه الأشجان….
متى القاك أو ياتيني منك رد….
أسلوا به أو يخمد في قلبي هذه النيران…..
إرحم عاشقا أظناه عشقك أبدا…..
وما خطرت على قلبه خواطر النسيان…..
عد إليه واجبر خواطره……
مثلما الطير تحن وتفتقد الأوطان…..
وامسح دموعا على الخد….
أجرتها لوعة فقدك سيولا ووديان….
يا شفة إشتقنا للثمها فمنذ الرحيل…..
والقلب لذاك الشهد ضمآن……
وياجسدا كان عبيره يعبقنا…..
فإشتقنا لأريجه وإشتاقت معنا الأزمان…..
هل مازال رخام صدرك لامعا…..
أم أن غيوم الفراق حجبته عن اللمعان….
الطيب دخان