متابعة : علاء حمدي
سلطت الدكتورة ليلي الهمامي – الخبيرة السياسية التونسية واستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن ، الضوء على واحد من أهم المشاكل التي تطرحها مجتمعنا العربي اليوم في علاقة بأول نواة له وهي الأسرة في زمن التفكك والتهشيم ونسب الطلاق المرتفعة وانتشار المخدرات وتراجع القيم الاخلاقية وتهشش العقد المجتمعي عامة ، حيث قالت :
تهشّم مجتمعنا … تدل حركة التاريخ في مختلف المجتمعات إلى أن أي سلطة قامت على أساس تهشيم المجتمع لم تستطع أن تستمر لفترة أقصى من جيل. فالسياق الطبيعي أن يتمرد الجيل الجديد على أي عقد سلطوي/مجتمعي قائم على الخوف من سطوة السلطة واستكانة الاولياء الاوصياء… خاصة إذا لم تتم -على الأقل- إعادة النظر أو تجديد هذا العقد المجتمعي.
هذا التمرد يتحول بالضرورة إلى عنف عندما يصيب التهشيم فئة الشباب نتيجة ضعف الاولياء في الاستجابة لاحتياجاتهم (تعليم كمي لا نوعي، معدلات بطالة وإن وجد العمل فهو لا يغطي تكاليف القيام به….).
الشباب لم يعد لديه أي ارتباط موضوعي بالخوف من سطوة الاولياء… لأن ليس لديه شيء يخسره: لا مستقبل ولا حتى مجرد أمل… إذا ما خرج على بيته لن يخسر بالتأكيد… ربما سيربح…. لكنه في بعض الحالات يستسلم للكسل والاتكال حتى على الأمهات وعلى الأقارب ليعيش عيشة الخزي التي تجره نحو كوارث كالمخدرات وغيرها .