بقلم د : خالد السلامي
في كل عام، يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل، وهو يوم يذكرنا بأهمية الصحة والرفاهية في حياتنا. فالصحة هي الكنز الثمين الذي يجب أن نحافظ عليه ونرعاه، لأنها الأساس لحياة سعيدة ومنتجة.
في دولة الإمارات العربية المتحدة، يأتي هذا اليوم ليسلط الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في مجال الرعاية الصحية، حيث توفر الإمارات نظامًا صحيًا متطورًا ومتكاملاً يهدف إلى تحسين صحة المواطنين والمقيمين على حد سواء. فمن المستشفيات الحديثة المجهزة بأحدث التقنيات الطبية، إلى المراكز الصحية المنتشرة في جميع أنحاء الدولة، تسعى الإمارات جاهدة لضمان وصول الرعاية الصحية الجيدة إلى الجميع.
دولة الإمارات العربية المتحدة دولة ملتزمة بالصحة وتدعم جميع الإجراءات الهادفة إلى الحفاظ على صحة كل من يعيش على أراضيها. لم تهمل دولة الإمارات حقوق أصحاب الهمم (ذوي الإعاقة) في تلقي الرعاية الصحية المناسبة. إن رعاية أصحاب الهمم وتقديم الرعاية الشاملة وفق أعلى المعايير الدولية هو من صميم خطط وبرامج الدولة لتمكينهم من أن يصبحوا أعضاء منتجين ومساهمين في بلدهم. إنهم جزء لا يتجزأ وأساسي من مجتمعنا، ودعمهم ورعايتهم مسؤولية وثقة.
ولكن الصحة ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل هي مسؤولية كل فرد منا. فنحن نلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحتنا من خلال تبني نمط حياة صحي. فالتغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم والنوم الكافي، كلها عوامل أساسية للحفاظ على الصحة الجيدة. كما أن الابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين وتناول الكحول بإفراط، يساهم بشكل كبير في الوقاية من الأمراض المزمنة.
وفي ضوء التحديات الصحية بسبب نمط الحياة الحديثة، فإن يوم الصحة العالمي لهذا العام له أهمية خاصة. لقد سلطت التحديات الصحية الحديثة الضوء على أهمية الحفاظ على ممارسات الصحة والنظافة الجيدة ، فضلاً عن أهمية التثقيف الصحي والحصول على رعاية صحية جيدة للجميع.
كما سلط الوباء الذي مررنا به في الأعوام السابقة الضوء على الحاجة الماسة إلى التعاون الدولي في مواجهة التحديات الصحية العالمية. لقد كان تطوير اللقاحات والعلاجات بمثابة شهادة على قوة التعاون الدولي ، حيث عمل العلماء من مختلف البلدان معًا لتطوير حلول فعالة وآمنة.
ولا ننسى أهمية الصحة النفسية، فهي لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. فالتوتر والقلق والاكتئاب، كلها تحديات تواجه الكثيرين في عصرنا الحديث. لذلك، من المهم أن نولي اهتمامًا كبيرًا لصحتنا النفسية، وأن نسعى للحصول على الدعم والمساعدة عند الحاجة.
في هذا اليوم الخاص، دعونا نتذكر أن الصحة هي أغلى ما نملك، وأنها تستحق منا كل الاهتمام والرعاية. فلنحتفل بيوم الصحة العالمي بتجديد التزامنا بتبني أنماط حياة صحية، ولنعمل معًا من أجل مجتمع ينعم بالصحة والرفاهية.
كما تقول الحكمة: “الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى”. فلنكن ممتنين لنعمة الصحة التي وهبنا الله إياها، ولنسعى جاهدين للحفاظ عليها. فعندما نكون أصحاء، نستطيع تحقيق أحلامنا وطموحاتنا، ونساهم في بناء مجتمع أفضل لنا ولأجيالنا القادمة.
في الختام، أدعو الجميع للمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الدولة بمناسبة يوم الصحة العالمي، ولنجعل من هذا اليوم فرصة لنشر الوعي حول أهمية الصحة، ولنعزز ثقافة الوقاية والرعاية الصحية في مجتمعنا. معًا، نستطيع أن نبني مستقبلاً أكثر صحة وإشراقًا لنا جميعًا.
إن يوم الصحة العالمي يذكرنا بأهمية الصحة وضرورة التعاون العالمي لمواجهة التحديات الصحية. إنها فرصة لإظهار التقدير للعاملين في مجال الرعاية الصحية والتأكيد على أهمية الاستثمار في الرعاية الصحية من أجل التنمية المستدامة ورفاهية الإنسان. بينما نحتفل بيوم الصحة العالمي ، دعونا نفكر في الدروس المستفادة من جائحة كورونا ونواصل العمل من أجل عالم أكثر صحة وأكثر مرونة.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.