يارا المصري
تعتبر نهاية عهد يحيى السنوار، أحد القادة البارزين في حركة حماس، تحولًا مهمًا في المشهد السياسي الفلسطيني والإقليمي. كان السنوار زعيمًا عسكريًا وسياسيًا لحماس في قطاع غزة، ولعب دورًا محوريًا في تعزيز موقف الحركة كقوة سياسية وعسكرية.
يحيى السنوار، الذي كان يُعتبر من الجناح العسكري المتشدد داخل حماس، تم الإفراج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2011 بعد أن قضى سنوات طويلة في السجن الإسرائيلي. تولى السنوار قيادة حماس في قطاع غزة عام 2017، وكان له تأثير كبير في توجيه سياسة الحركة تجاه الصراع مع إسرائيل وعلاقتها مع الأطراف الإقليمية، خاصة إيران وحزب الله.
آثار نهاية عهد السنوار:
1. التغيير في هيكل القيادة: نهاية عهد السنوار باستشهاده ستفتح الباب أمام تغييرات داخلية في حماس. قد تسعى الحركة إلى اختيار قيادة جديدة تختلف في استراتيجيتها السياسية والعسكرية. مثل هذه التغييرات قد تؤدي إلى تحول في سياسات الحركة تجاه إسرائيل أو تحسين العلاقات مع السلطة الفلسطينية.
2. التأثير على الأوضاع في غزة: السنوار كان يُعتبر قائدًا متشددًا، وكان له دور في تشديد الحصار العسكري على إسرائيل وكذلك تنظيم عمليات عسكرية ضدها. نهاية عهده قد تؤدي إلى تغييرات في طريقة حماس للتعامل مع الوضع في غزة، سواء من ناحية المواجهة العسكرية أو من ناحية تحسين الأوضاع المعيشية للسكان.
3. العلاقة مع إسرائيل: السنوار كان شخصية رئيسية في تنظيم الرد العسكري ضد إسرائيل، مما جعله هدفًا إسرائيليًا. قد يؤدي غيابه إلى تهدئة مؤقتة أو إلى تصعيد جديد إذا ما خلفه زعيم أكثر تشددًا. في حال تم استبداله بشخصية أكثر براغماتية، يمكن أن تشهد العلاقة بين حماس وإسرائيل نوعًا من التفاوض غير المباشر.
4. تأثيره الإقليمي: علاقة حماس مع إيران وحزب الله كانت تحت قيادة السنوار قوية، حيث اعتمدت الحركة على الدعم المالي والعسكري من إيران. قد يتأثر هذا التحالف الإقليمي بنهاية عهده، حيث قد تسعى القيادة الجديدة إلى تغيير توجهاتها الإقليمية أو تعزيز هذه التحالفات.
5. العلاقة مع السلطة الفلسطينية: تحت قيادة السنوار، كانت العلاقة بين حماس والسلطة الفلسطينية متوترة، حيث رفضت حماس تسليم السيطرة على قطاع غزة للسلطة. ربما يكون نهاية عهده فرصة لإعادة النظر في المصالحة الفلسطينية أو تشكيل تحالفات جديدة داخل الساحة السياسية الفلسطينية.
نهاية عهد يحيى السنوار ستحمل تأثيرات كبيرة على الوضع السياسي والعسكري في غزة والمنطقة. ستفتح المجال لتغييرات داخلية في حركة حماس قد تؤدي إلى تحولات في الصراع مع إسرائيل والعلاقات الإقليمية. في النهاية، تبقى هذه التغييرات رهينة بشخصية وخلفية الزعيم الجديد الذي سيخلف السنوار.