هايدي نيوز Heidi News أخبار عامه تهم كل الناس
يارا المصري
في احتفالية مهيبة احتضنتها الإدارة المجتمعية في بيت حنينا الأسبوع الماضي، تم تخريج 500 متطوع ومتطوعة من سكان القدس الشرقية، الذين أتموا بنجاح دورة “المستجيب الأول” للإسعافات الأولية. الحفل، الذي حضره رئيس بلدية القدس ورئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، شكل محطة مهمة لتعزيز الجهود المجتمعية والإنسانية في المدينة المقدسة.
تأتي هذه الدورة في إطار سلسلة من التدريبات التي نظمتها الجمعية، حيث تضمنت 88 ساعة تدريبية مكثفة لكل مشارك. هدفت الدورات إلى تمكين المتطوعين من تقديم الإسعافات الأولية بشكل فعّال، ما يسهم في تحسين سرعة الاستجابة للحالات الطارئة وتعزيز قدرة المجتمع على التعامل مع الأزمات.
في كلمته خلال الحفل، أكد رئيس الجمعية الدكتور يونس الخطيب أهمية هذا الحدث، مشيرًا إلى أن تدريب المتطوعين يأتي في سياق جهود الجمعية المستمرة لتقديم خدمات إنسانية تلبي احتياجات المجتمع المقدسي. وقال:
“نشهد اليوم تخريج 500 مسعف ومسعفة من شباب القدس، الذين سيكونون خط الدفاع الأول في تقديم المساعدة عند وقوع الكوارث أو الحوادث الطارئة.”
كما أشار الدكتور الخطيب إلى أهمية العمل التطوعي كركيزة أساسية لبناء مجتمع مستقر وآمن، مضيفًا أن هذه الكوادر المؤهلة ستسهم في تعزيز الاستجابة السريعة وتقديم الدعم الطبي حتى وصول سيارات الإسعاف.
من جانبه، أكد الدكتور سفيان بسيط، رئيس الهيئة الإدارية للجمعية في القدس، على الحاجة الملحة للعمل التطوعي في المدينة، مشددًا على أهمية الطاقات الشابة ودورها في تعزيز التماسك المجتمعي. وأثنى بسيط على الجهود المبذولة من قبل أعضاء الهيئة الإدارية والمتطوعين، الذين ساهموا في إنجاح هذا البرنامج ودعمه.
وأضاف:
“المجتمع المقدسي يمر بظروف صعبة، والعمل التطوعي يمثل تجسيدًا للمبادئ الإنسانية التي نحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى.”
حفل التخريج لم يكن مجرد احتفال بنجاح 500 شاب وشابة، بل كان أيضًا رسالة تعكس قوة المجتمع المقدسي وصموده في وجه التحديات. بفضل هذه الدورات، أصبح لدى القدس الشرقية جيش صغير من المسعفين المدربين، القادرين على تقديم المساعدة الإنسانية في أوقات الأزمات، مما يعزز من استقرار وسلامة المجتمع.
يعد تخريج دورة “المستجيب الأول” إنجازًا نوعيًا يعكس الالتزام الجماعي بتحسين جودة الحياة في القدس الشرقية. في ظل التحديات اليومية التي تواجه السكان، يظل العمل التطوعي مثالًا حيًا على قوة العطاء وروح التضامن، وهو ما يجعل من هذه الكوادر البشرية رمزًا للأمل والإنسانية.
