المكافأة والجائزة والرهان
ألف تحية صباحية ومسائية مشرقة إشراقة هذا الجو الربيعي الساحر إليك أزفها عبر أشعة الشمس الذهبية المعكوس ضوؤها على جسدك الناعم كي تزيده إشراقة ونورا وبهاء…
أعرف أن أزهارك وورودك ورياضك وبساتينك المزهوة والمتفتحة أكمامها..ومياسمها والفارعة أغصانها وأفنانها…
إستبشارا وتهليلا بقدوم الربيع محتاجة للثم الضوء مشتاقة بكل شغف للمسات الدفء وأنسام هذا الجو العطر الندي حتى تتمايل وتترنح أكثر وتخفق طربا وزهوا مع أنغام هذه السمفونية الطبيعية التي تعزف إيقاعاتها أصوات خرير المياه وزقزقة العصافير وحفيف أوراق الشجر..
وغدو ورواح الأطيار مصفقة بأجنحتها ترحيبا بقدوم هذا الوافد الجديد….
إنه الربيع بسحره ورونقه وجماله أقبل مختالا يترنم مزهوا في مشيته يتباهى بحلته الخضراء المزركشة بكل ألوان الطيف معكوسة نظارتها على لوحة الطبيعة الخالدة.. وها انا أقف محملقا فيهك ممتعا ناظري في وجهك الفاتن الذي يعكس لي كل تفاصيلها وملامحها لقد ترك هذا القادم بصمته في لوحة محياك المشرق الزاهي وجسد كل صفات الحسن عليه قبل أن يطبعها على وجه الطبيعة فظللت مبهوثا حيرانا تائها فيك ..كيف إستطاع هذا الفنان البارع أن يرسمك ..
أو يرسم الطبيعة فيك ويظفي على وجهك لمساته الساحرة…؟
لماذا يغدق عليك بكل هذه النعم…ويجزل لك العطايا والهدايا…؟ هل يريد أن يجملك لنفسه أم للعالمين بأجمعهم…؟
بأية قدرة إستطاع أن يحمل الطبيعة بكل مفاتنها وبما فيها من جبال وسهول وتلال وهضاب وأودية وغدران… وبساتين وأشجار وحقول ومزارع وجنان وثمار فيجسدها على وجهك ومحياك المغري…؟
هل يريد أن يصرف الأنظار عن الطبيعة إليك….؟
فيكثر عشاقك ومعجبوك ويهيم الخلق فيك حبا وشوقا…..؟
أم يريد ان يسلبك مني فيزيدني جنونا إلى جنوني…وخبلا إلى خبالي…ودلها إلى دلهي وهبالي…؟
فبعدما كنت الوحيد الذي يتغنى بجمالك ويسيح سائحا في مناظرك ومفاتنك ..
والسباق إلى إكتشاف كنوزك ولآلئك وعربيدك الذي لايجد متعة سكرته ونشوتها إلا فيك…
أصبح لي منافس عنيد هو أيضا واقع فيك…
حتما لامحال…
سأتصدى له بما أوتيت من قوة وجبروت….
وسأتحالف مع شياطين الشعر والنثر ومردة السحر والبيان….
وأحاول رسمك بحروفي باذلا مابوسعي من جهد..وما لدي من حكم وصولجان…
حتى نصبح الإثنين في حبك فرسي رهان….
وعندها سأحاول هزمه..حتما إذا كان ودك وحبك هو المكافأة والجائزة والرهان…
بقلم.. الطيب دخان